«المرفع».. حكاية الطويين في حفظ الحبوب

شيده الأجداد منذ مئات السنين
02:29 صباحا
قراءة دقيقتين
الفجيرة: بكر المحاسنة

تشتهر منطقة الطويين التابعة لإمارة الفجيرة بالعديد من المعالم الأثرية والتاريخية وأبرزها مخازن الحبوب القديمة والتي يسمى الواحد منها «المرفع» وما زال العديد من الأهالي يحافظون عليها ويعملون على ترميمها وإعادة تأهليها بين كل فترة وأخرى لتبقى شامخة لتحكي تاريخ المنطقة.
يقول الوالد عبد الله محمد اليماحي: تشتهر منطقتنا بكثرة وجود مخازن الحبوب «المرفع» وقد شيدها الآباء والأجداد منذ مئات السنين، لحفظ القمح، الذي انتشرت زراعته مع الشعير في الوعوب الجبلية فترة مواسم الأمطار، وهذه الصوامع مبنية على شكل دائري و بارتفاع متر ونصف المتر من الحجارة الناعمة و الطين المطعم بقش «التبن»، وأغصان السدر والسمر، ومسقوف بالخشب ومغطى بالرمل والجص بحيث لا يدخله الماء، و له فتحة صغيرة من جهة واحدة، تغلق بإحكام بعد عملية التخزين،على أن يتم استخراج الحب من تلك الفتحة بالكميات المطلوبة طوال العام.
ويوضح اليماحي أن أهمية «المرفع» إلى جانب حفظ حبوب القمح كان يستخدم لتخزين بعض المواد البقولية والتمور، لذلك كان يتم اختيار المكان المناسب للبناء فوق صخرة مرتفعة وقريبة من الوعوب الجبلية.
ويقول حميد بن قدور اليماحي الذي رافقنا في زيارة «الصوامع» على التلال القريبة من الوعوب الجبلية التي يزرع فيها حبوب القمح: يعتبر «المرفع» من المعالم الأثرية والتاريخية الذي استخدمه الأهالي منذ مئات السنين كوسيلة من وسائل حفظ الأطعمة من قمح وبعض أنواع التمور، وكان الآباء يخزنون الحبوب منذ بداية حصادها، على شكل حزم من السنابل، وفي كل فترة يتم استخراج الكمية حسب الحاجة من خلال الفتحة الموجودة في «المرفع» وبعدها يتم إغلاقه بطريقة محكمة لتبقى الحبوب محمية من الحشرات والقوارض والطيور. وهكذا استمر طريقة التخزين حتى فترة ما بعد الاتحاد،إلى أن تطورت الحياة وأصبح هناك العديد من الأساليب والطرق الحديثة للحفظ والتخزين، وبالرغم من التطور الذي شهدته دولتنا بشكل عام ومنطقة الطويين بشكل خاص إلا أن الأهالي ما زالوا يحافظون على زراعة القمح في الوعوب الجبلية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"