أجهزة أندرويد حديثة قابلة للارتداء

00:41 صباحا
قراءة 4 دقائق

على الرغم من أن أحدث الهواتف الذكية رائعة بكل ما تحمله من مزايا، فإنه لايزال عليك سحبها من جيبك والتلاعب بشاشاتها التي تعمل باللمس من أجل الاستفادة من الخصائص التي توفرها تلك الهواتف، فشاشاتها لاتزال عائقاً أمام الوصول إلى مبدأ الراحة الحقيقة في استخدام الأجهزة . وقد يتساءل البعض: هل تقنيات التعرف إلى الصوت هي الجواب؟ هناك العديد من الاحتمالات لتحقيق هذه التطلعات إما عن طريق نظارات تستخدم تقنية الحقيقة المدمجة تقوم بتنبيهك عند وجود مكالمات واردة، وإما من خلال ساعات ذكية متصلة مع الهاتف أو حتى سماعة بلوتوث ولوحة لمسية صغيرة مثبتة على سوار يمكنك من خلالها تلقي المكالمات والرد عليها .

لقد لفتت نظارات Project Glass من غوغل الأنظار عند إعلان الشركة عنها في مطلع العام الحالي، وطرحت العديد من التساؤلات عن التقنية الجديدة المقبلة . ومن جهة أخرى تبذل شركات أخرى جهوداً حثيثة في هذا المجال، حيث منحت شركة آبل مؤخراً براءة اختراع تطوير شاشة يتم ارتدائها على الرأس، أما مايكروسوفت فهي تعمل على تصنيع نظام حاسوبي يمكن ارتداؤه، إضافة إلى أن شركة Valve لتطوير الألعاب تقوم بأبحاث وتطوير في هذا المجال أيضاً، ووفقاً لتقرير صادر عن شركة آي إم إس ريسيرش فإنه سيتم شحن أكثر من 170 مليون جهاز يمكن ارتداؤه حول العالم في عام 2016 .

ولعل الأمر الأكثر إثارة للدهشة الذي ذكره تقرير آي إم إس، حقيقة أنه تم شحن 14 مليون جهاز يمكن ارتداؤه في عام ،2011 الأمر الذي يشير إلى أن هذه التقنية يتم استخدامها بالفعل من قبل الناس .

ولا يزال العالم يراقب عن كثب تطور الساعات الذكية مثل Pebble E-paper

وهي ساعة يمكن وصلها مع الهواتف التي تعمل بنظام أندرويد والآي فون من خلال تقنية البلوتوث، حيث تصدر الساعة ارتجاجات عندما يتلقى المستخدم اتصالاً أو رسالة نصية أو حتى بريداً إلكترونياً ورسالة عبر الفيسبوك، وغيرها، ولكننا لانزال ننتظر إنتاج ساعات بنسخة أندرويد كاملة، وعلى ما يبدو فإن منتجات مثل Motorola ACTV و Sony Smart Watch، تعد خطوة في الاتجاه الصحيح للوصول إلى هذا الهدف .

نشير هنا إلى أن هناك شركة تدعى Vuzix تقدم بالفعل مجموعة من نظارات الواقع المدمج، إضافة إلى أنها توفر نظارات لمشاهدة الأفلام وألعاب الفيديو، كما أن هناك العديد من الشركات دخلت مضمار المنافسة في هذا المجال مثل Silicon Micro Display التي تقدم بدورها مجموعة متنوعة من النظارات التقنية، فضلاً عن شركة Recon Instruments التي تنتج شاشات للرأس تستطيع تحديد المواقع وقياس السرعة وتنبيه المستخدم بالمكالمات الواردة .

تغطي التقنيات المستقبلية التي يمكن ارتداؤها مجموعة واسعة من خيارات الاستخدام، حيث سنكون بالطبع متحمسين عند إطلاق شاشات بيانية يمكننا من خلالها التواصل بسهولة مع الآخرين، لكن هذه التقنية لا تقتصر على ذلك وإنما يمكن أن تكون فوائدها أبعد من ذلك بكثير .

لقد طرأ الكثير من التطور في مجال اللياقة البدنية، حيث نرى في الأسواق حالياً أجهزة لتتبع المسافة التي قطعتها وأجهزة لتسجيل المواقع التي زرتها وحتى معدل ضربات القلب، وهذا كله يخدم قطاع الرعاية الصحية . وقد نرى في المستقبل القريب تطوير ملابس لرصد ومتابعة المرضى خارج المستشفى، وتنبيه الطاقم الطبي في حال حدوث أي طارئ صحي للمريض، إذ إن اكتشاف طرق لتحسين الحياة الصحية ومساعدة المرضى على التكيّف مع الإعاقة ومختلف الظروف الأخرى يعد أمراً مهماً ونبيلاً لاستمرارية الحياة البشرية .

وإذا أخذنا بعين الاعتبار المجال الصناعي، يمكن أن تكون التقنيات التي يمكن ارتداؤها في غاية الأهمية للعديد من المهن، حيث سنرى العديد من التعديلات الجديدة وغير المتوقعة على هذه التقنيات، فعلى سبيل المثال يمكن تطوير أجهزة عرض مزودة بمستشعرات متنوعة تساعد على إنقاذ حياة رجال الإطفاء .

هنالك العديد من المشكلات التي قد تواجه هذه التكنولوجيا ويجب التغلب عليها، وفي الواقع فإن هذه المشكلات هي ذاتها التي تواجهها التقنيات الحالية، ومن ضمنها عمر البطارية، ويمكن حل هذه المشكلة من خلال تطوير أدوات مثل بطارية LG المرنة، ومع ذلك إذا كنت تريد صناعة ساعة تقوم بالعديد من الوظائف، فإن توفير الطاقة اللازمة لعمل هذه الساعة سيكون مشكلة في حد ذاتها .

إضافة إلى ذلك، فإن عملية تنظيف التقنيات التي يمكن ارتداؤها ستكون مشكلة أخرى، حيث إن أجهزة الاستشعار الذكية والبطاريات هشة ويمكن أن تتلف عند ملامستها الماء .

بالعودة إلى تقرير آي إم أس، هناك تعليق مثير للاهتمام من ثيو أهادوم المحلل في الشركة الذي يقول فيه: على الأدوات التي يمكن ارتداؤها إثبات أنها مفيدة أكثر من الهواتف الذكية والتطبيقات المتنقلة، فقد يشكك المستهلكون في قيمة الساعات والنظارات الذكية إذا كانت لا تقدم شيئاً جديداً لا يستطيع الهاتف المحمول القيام به .

هذه النقطة التي طرحها ثيو أهادوم مهمة جداً، حيث إن العديد من المستهلكين يمتلكون فعلاً هواتف ذكية، ويجب أن يكون هنالك سبب وجيه ومقنع يدفعهم إلى شراء هذه التقنيات الجديدة .

أما بالنسبة إلى النظارات بتقنية الحقيقة المدمجة، فهي مسألة مختلفة، حيث يمكن أن تكون مفيدة جداً في تحديد المواقع والبحث عن الاتجاهات والأماكن والتقاط الصور، إضافة إلى مساعدتك بأن تبقى مواكباً لكل ما يصل من الرسائل الجديدة والمكالمات الهاتفية الواردة على هاتفك المحمول، والقائمة تطول وتطول . لكن هنالك بعض الجوانب السلبية في هذه النظارات، وهي ذاتها الموجودة في النظارات ثلاثية الأبعاد، إذ من الصعب ارتداء هذه النظارات لمدة طويلة، لأنها قد تضر بالبصر .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"