أنثى حبارى تتبنى فرخا ضل عن أمه

14:03 مساء
قراءة دقيقتين

في مشهد فريد ، وجد فرخ حبارى في المنطقة الغربية لإمارة أبوظبي أحضان الأمومة الدافئة في أنثى حبارى أخرى وفرت له الحنان بعد أن ضل عن أمه فأنقذته من موت محقق.

وذكر الباحثون بالمركز الوطني لبحوث الطيور التابع لهيئة البيئة أبوظبي أن هذه الحبارى هي التي كان قد عثر عليها خلال العام الماضي تحتضن أول أفراخ لها على رمال الصحراء الإماراتية، والتي كانت من إنتاج المركز إذ تم تفريخها وتربيتها على أرض الدولة ضمن برنامج الإكثار في الأسر الذي نجحت الهيئة من خلاله في تحقيق إنجاز علمي رائد في إكثار طيور في بيئات مغايرة لبيئاتها الطبيعية ضمن ظروف اصطناعية. كما كانت هذه الانثى ضمن مجموعة من الطيور التي أطلقها المركز في صحراء الإمارات خلال عام 2005 بغرض دراسة جدوى إطلاقها ضمن تجارب وبرامج إطلاق الحبارى المكاثرة في الأسر لدارسة إمكانية إعادة توطينها في الدولة.

ويعتبر السلوك الذي قامت به أنثى الحبارى الآسيوية مؤشراً مهماً لبرامج إكثار وحماية هذا النوع، كما أنها أعطت الباحثين أملا جديدا وبشرى بأن تصبح الحبارى إماراتية ومستوطنة، مؤكداً أن تعشيش هذه الأنثى خلال هذا الموسم هو التعشيش الثاني لها على أرض الإمارات. ولاحظ الباحثون خلال مراقبتهم المستمرة لهذه المجموعات التجريبية التي يتم إطلاقها، أن هذه الأنثى التي تبنت هذا الصغير الضال كانت قامت بحضانة ثلاث بيضات في عشها، وقد نجحت بيضتان فقط من أصل ثلاث في الفقس، الأمر الذي دفع الباحثين إلى نقل البيضة الثالثة إلى المركز الوطني لبحوث الطيور في منطقة سويحان بهدف حضانتها اصطناعياً ومراقبتها. إلا أنهم اكتشفوا بعد فقس البيضة أن صغير الحبارى كان يعاني من تشوهات قد لا تمكنه من العيش ضمن ظروف الصحراء القاسية، ليموت بعد ذلك بأيام قليلة ولتعوض هذه الأنثى بالصغير الضال عوضا عن فرخها العليل.

وهذا الحدث السار دفع الباحثين في المركز إلى القيام بتجربة لضم فرخ حبارى من إنتاج المركز ويبلغ من العمر ثلاثة أيام لأنثى في البرية كانت ترعى صغيراً لها يبلغ من العمر أيضا ثلاثة أيام. وتقبلت هذه الأنثى الفرخ الجديد وقامت برعايته، الأمر الذي شجع الباحثين على تكرار العملية مع أنثى أخرى لديها صغيران يبلغان من العمر 6 أيام، ليقوم الباحثون بإضافة فرخ ثالث لها يبلغ من العمر6 أيام كذلك، وقامت هذه الأنثى الثانية بحضانته وضمه لصغيريها. وأكد الباحثون أن الصغيرين اللذين تم تبنيهما في أتم الصحة ولا يعانيان من أية مشاكل في تتبع الأم البديلة والتعلم منها.

وأكدت الهيئة أن التجارب والأبحاث في هذا المضمار لن تتوقف حتى يتحقق الحلم وتصبح الحبارى مستوطنة على أرضنا، فقد قام الباحثون بتجربة استبدال بيضتين لإحدى الإناث التي تم إطلاقها في الإمارات بعد أن لاحظ الباحثون عدم فقس بيضها وإمكانية أن يكون البيض غير مخصب. وبادر الباحثون باستبدال هاتين البيضتين بثلاث بيضات في مراحل حضانتها الأخيرة من إنتاج المركز للموسم الحالي، لتعود الأنثى بعد 15 دقيقة من عملية الاستبدال وتكمل حضانة البيض الذي فقس بعد يوم واحد وليصبح لهذه الأنثى ثلاثة صغار بعد أن كادت أن تخسر عشها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"