حذر أطباء مختصون بطرق العلاج بالأوزون من بعض الإعلانات الترويجية التي تقوم بها صيدليات ومحال التجارية لعبوات مياه تزعم أنها معبأة بغاز الأوزون، مشيرين إلى أن مفعول غاز الأوزون لا يتجاوز 24 ساعة فقط وبالتالي لا يمكن الاستفادة من هذا الغاز للأغراض العلاجية .
كما حذر الأطباء، وهم من العاملين في مركز الطب التكميلي في مستشفى راشد بدبي، من استنشاق غاز الأوزون بشكل مباشر لتجنب تهيج الشعب الرئوية، مؤكدين تأثير غاز الأوزون في مرضى أنيميا الفول ومرضى الغدة الدرقية حيث يزيد من نشاط الغدة الدرقية في حين أنه مفيد لمرضى خمول الغدة الدرقية .
جاء ذلك خلال عرض قدمته العيادة الإلكترونية لهيئة الصحة في دبي، تمت خلاله مناقشة العلاج بالأوزون وفوائده بحضور كل من الدكتور أحمد الجزيري رئيس أقسام الجراحة ورئيس قسم الطب التكميلي بمستشفى راشد، والدكتورة أمجاد المرزوقي ومينا أحمد اختصاصيتا العلاج بالأوزون في المستشفى والذين تناولوا الدور الفعال الذي يقوم به غاز الأوزون في علاج حالات التوتر والإجهاد والإنهاك المصاحب لأعباء الحياة العصرية، إضافة إلى استعمالاته المتعددة في التجميل وإنقاص الوزن وتحسين أداء الرياضيين .
الأوزون واستخداماته
وعرف الدكتور أحمد الجزيري العلاج بالأوزون بأنه عبارة عن استخدام غاز الأوزون O3 في علاج أمراض وحالات مختلفة بطرق مختلفة، موضحاً أن هذا الغاز يوجد في طبقات الجو العليا ووظيفتة حماية الكائنات الحية من الأشعة فوق البنفسية والغازات السامة في الجو، ويستخدم علاجاً في المستشفيات كنوع من انواع الطب التكميلي، حيث يقوم بعلاج العديد من الأمراض الجلدية وآلام العظام والمفاصل والسكري ومضاعفاته والانزلاق الغضروفي وتمزق الأربطة والشد العضلي وأمراض القولون والنقرس والربو وفقر الدم والشلل الرعاش وقرحة المعدة والصداع النصفي والشلل الدماغي للأطفال .
وأوضح الدمتور الجزيري ان أهمية غاز الأوزون تكمن في تحسين حالات مرضى التوحد حيث يعمل على تقليل الفرط الحركي وزيادة التركيز وتحسين التواصل والتحصيل العلمي للمريض، كما أن له استخدامات أخرى غير طبية، كتعقيم المياه وتعبئة عبواتها، إضافة إلى أنه يدخل في بعض الصناعات كالسيليكون والمطاط، فهو صديق للبيئة وليست له آثار جانبية بشكل مباشر، كما أن هناك اعترافاً دولياً وطبياً به من قبل الجمعيات الدولية التابعة لألمانيا وروسيا وكوبا .
العلاج بالأوزون
من جهتها أكدت الدكتورة أمجاد المرزوقي أن العلاج بغاز الأوزون لا يعني الشفاء التام لجميع الحالات، لكنه يحد من المضاعفات السلبية للمرض ويقلل الأعراض وتطور الحالة المرضية، حيث يعد مثبطاً للفيروسات وقاتلاً للبكتيريا والفطريات والطفيليات والخلايا السرطانية، ومنشطاً للجهاز المناعي، كما يرفع من كفاءة وحيوية خلايا وأعضاء الجسم، ويعمل على تقليل الآلام وتهدئة الأعصاب ويساعد على إفراز كثير من الأنزيمات الهامة لعمل خلايا الجسم .
وأشارت إلى أن عيادة الأوزون بمستشفى راشد تمكنت من علاج أكثر من 45 ألف حالة مرضية من داخل وخارج الدولة منذ افتتاحها عام ،2002 كما تمكنت من علاج 6 حالات من حالات القدم السكري التي كانت ضمن قوائم البتر في المستشفى، وحالات من التهاب الكبد الوبائي (سي) حيث تم الحفاظ على شكل ووظائف الكبد للمريض ومنع مضاعفات المرض، كما تمكنت العيادة من تقليل المضاعفات والآلام للعديد من حالات الذئبة الحمراء .
طرق العلاج بالأوزون
وعن طرق العلاج بغاز الأوزون قالت مينا أحمد إن هناك طرق عدة عدة منها:
* سحب كمية قليلة من الدم حيث يضاف إليها غاز الأوزون ثم تتم إعادتها مرة أخرى للجسم .
* إعطاء الغاز من خلال الجلد عن طريق جهاز ساونا الأوزون .
* إعطاء الغاز من خلال شرب الماء بعد تمرير غاز الأوزون به لعلاج قرحة المعدة وتنظيف جير الأسنان وعلاج التهابات الأسنان وتنظيف الحالات المصابة بالقدم السكري وغسل القولون وغيرها .
* إعطاء الغاز من خلال ضخ الغاز بواسطة الأنابيب إلى الأذن أو الشرج أو المهبل أو مجرى البول .
وأوضحت أن غاز الأوزون يعطى للمريض إما عن طريق قناع أو كمامة الأوزون، أو عن طريق الدم من خلال تمرير غاز الأوزون عن طريق زيت الزيتون بتركيز مخفف اثناء استخدام قناع الأوزون .
ووصفت الاختصاصية مينا العلاج بغاز الأوزون بأنه من العلاجات ذات الكلف القليلة التي ليست لها اية أعراض جانبية إذا تم استخدامه وفق ضوابط ومعايير علاجية تتناسب مع كل حالة مرضية .
وأشارت إلى أن العلاج بالأوزون لا يقتصر على المرضى فقط بل يمكن للأصحاء الاستفادة منه في تنقية الجسم من السموم وعلاج تساقط الشعر من دون أن يسبب تساقطه وتفتيح البشرة وعلاج حب الشباب .
طبقة الأوزون
طبقة الأوزونOzone layer أوOzonsphere layer هي جزء من الغلاف الجوي لكوكب الأرض الذي يحتوي بشكل مكثف غاز الأوزون . وهي متمركزة بشكل كبير في الجزء السفلي من طبقة الستراتوسفير من الغلاف الجوي للأرض .
وفي هذه الطبقة يتحول جزء من غاز الأوكسجين إلى غاز الأوزون بفعل الأشعة فوق البنفسجية القوية التي تصدرها الشمس وتؤثر في هذا الجزء من الغلاف الجوي نظراً لعدم وجود طبقات سميكة من الهواء فوقه لوقايته .
ولطبقة الأوزون أهمية حيوية بالنسبة للبشر لأنها تحول دون وصول الموجات فوق البنفسجية القصيرة بتركيز كبير إلى سطح الأرض .
أما غاز الأوزون فهو أزرق اللون ويتكون من ثلاث ذرات من الأكسجين وصيغته الكيميائيةO3 ، ونسبته في الغلاف الجوي ضئيلة قد لا تتجاوز واحد في المليون في بعض المناطق، كما أنه غاز سام .
ويوجد غاز الأوزون طبيعياً في طبقة الستراتوسفير ويرجع وجوه إلى سلسلة من التفاعلات بين الأكسجين الجزئي والذري، ولا يبقى الأوزون المتكون سوى لفترة وجيزة ثم يتفكك بفعل ضوء الشمس إلى جزأي أكسجين ثم يتكون وفي النهاية نحصل على شكل يبقي دائماً على طبقة من الأوزون في منطقة الستراتوسفير متوازنة، وهذا التوازن يعتمد على سرعة تكوينه وسرعة تفكك الأوزون . وعندما يحدث تداخل لبعض المواد مع هذة السرعة يحدث خلل في الاتزان إما بزيادة تركيز الأوزون أو بالعكس .
وفي عام 1913 اكتشف كل من شارل فابري وهنري بويسون طبقة الأوزون، وتمت معرفة التفاصيل عنها من خلال غوردون دوبسون الذي قام بتطوير جهاز لقياس الأوزون الموجود في طبقة الستراتوسفير من سطح الأرض . وبين عامي 1928 و1958 قام دوبسون بعمل شبكة عالمية لمراقبة الأوزون التي ما زالت تعمل حتى وقتنا هذا . وتعرف وحدة قياس غاز الأوزون باسم "وحدة دوبسون"، وهي وحدة لقياس مجموع الأوزون في العامود، وقد تمت تسميتها تكريماً له .