"باكستر" روبوت جديد يفكر مثل البشر

00:42 صباحا
قراءة 3 دقائق

منذ فترة قريبة، انضم موظف جديد إلى قسم الإنتاج في شركة فانغارد لصناعة البلاستيك الواقعة في مدينة ساوثينجتون بولاية كونيتيكت الأمريكية، وهي مدينة كانت تعتبر في يوم من الأيام مركز الصناعة في الولايات المتحدة، لكن العديد من مصانعها أغلقت أبوابها في ستينيات القرن المنصرم بسب تراجع الطلب على الصناعات التحويلية .

يدعى موظف الشركة الجديد باكستر، وهو روبوت يبلغ طوله 6 أقدام ويزن حوالي 300 رطل، وقد زود بشاشة على رأسه، تظهر عليها عينان افتراضيتان لتشكل وجه الروبوت، حيث يبدو على العينين ملامح القلق عندما يخطئ الروبوت في أحد المهام، كما أن الروبوت يوجه أنظاره إلى المهمة التالية عندما ينتهي من مهمته الحالية، والغاية من هذه الملامح، هي إعلام الموظفين البشر الذين يعملون مع باكستر عما إذا كان الأخير يؤدي مهامه على أكمل وجه أم لا، ولعل ما يثير الاهتمام أكثر، أنه عندما ينتهي الروبوت مع مهمته، يمكن لزميله البشري أن يعلمه كيف يبدأ مهمة أخرى، حيث يستطيع أي شخص إعادة برمجة باكستر بدقائق معدودة .

ويعتبر باكستر أول نسخة من روبوتات الجيل الجديد الأكثر ذكاءً ومقدرةً على التكيف مع بيئات العمل المختلفة، حيث تعد برمجة الروبوتات الصناعية التقليدية مكلفة للغاية، وغير قادرة على التعامل مع التغيرات البسيطة في بيئة العمل، كما أنها خطرة، ويجب فصلها عن العمال لكي لا تسبب لهم أضراراً جسدية .

على الرغم من أن استخدام الروبوتات أصبح شائعاً في مجالات صناعة الأدوية والسيارات، إلا أنها تبقى غير عملية في بعض الصناعات، في حين أن باكستر مختلف جداً، حيث يمكن برمجته بيسر وسهولة .

تم تصنيع باكستر من قبل شركة Rethink Robotics، ويستطيع

التكيف مع البيئات المختلفة بشكل تلقائي وذلك من خلال الكاميرات وأجهزة الاستشعار والبرمجيات ومنظومة من الخوارزميات المعقدة التي تمكنه من رؤية الأشياء وفهم المهمات وتعلم أشياء جديدة، ولهذا السبب تقول شركة Rethink إن روبوت باكستر يستطيع العمل بجانب الأشخاص الحقيقيين بدون أي مشكلة، كما أنه من الممكن تدريبه مثل الشخص العادي، وهو قادر على أداء عدة مهام في وقت واحد .

ويمكن لمهارات باكستر أن تفيد في مجال تطوير الروبوتات والشركات والمصانع على حد سواء، حيث يمكن توظيفها في الأعمال التي تتطلب قوة بدنية وحمل مواد ثقيلة أو أداء عدة مهام في الوقت ذاته، في حين تكون مهمة الموظفين البشريين الإشراف عليها ومراقبة عملها .

وقد جاء ابتكار باكستر على يد العالم الأسترالي رودني بروكس، وخلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، نشر بروكس بحثاً أسهم في إعادة تشكيل حقل الروبوتات والذكاء الاصطناعي، وفي العام ،1990 شارك أحد طلابه في تأسيس شركة iRobot، المتخصصة في صناعة مجموعة واسعة من الروبوتات المدنية والعسكرية بما فيها روبوتي رومبا وفريسبي والأخير يستخدم في التنظيف المنزلي وبيع منه أكثر من 8 ملايين نسخة حول العالم .

في عام ،2008 ترك بروكس شركة iRobot ليؤسس شركة Rethink، وفكر حينها في صناعة روبوت أكثر أمناً وتكيفاً مع محيط العمل، إضافة إلى القدرة على برمجته بسهولة، وكانت النتيجة في النهاية اختراع باكستر، الذي يشبه إلى حد ما العامل البشري، حيث من الممكن خلال دقائق معدودة تعليمه كيفية تنفيذ المهام والتعرف إلى الأشياء .

وتمتلك شركة فانغارد 24 روبوتاً تقليدياً، حيث يمكنها حمل ووضع الأشياء بسرعة وبدقة متناهية، لكن برمجة روبوت واحد منها يتطلب عملاً ليوم كامل، كما يجب أيضاً فصلها عن العمال حفظاً على سلامتهم .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"