حسن علي الآغا: الإيقاع بطل فنوننا الشعبية

00:29 صباحا
قراءة 3 دقائق
عندما نرغب بسماع صوت التاريخ، نعزف على آلات الأجداد ونحيي فنونهم حتى نطلق العنان لإيقاع السنوات الطويلة التي مرت على هذه الأرض، كي يوصل حكاياته عبر الحواس وتفاصيل المشاعر التي حملها على حواف المرواس، يصدح بها عندما يعلن أبو العدة بداية الحفل، ليتبعه الحديث عن أسرار الآلات الإيقاعية في الإمارات، حيث يشرح لنا حسن علي الآغا "نائب رئيس مجلس إدارة جمعية دبي للفنون الشعبية" تفاصيل كل منها، ويعرفنا بأهم الآلات الإيقاعية .
ما أنواع الفنون الشعبية المحلية الأساسية؟
تتنوع الفنون الشعبية الإماراتية بإيقاعاتها وتفاصيلها، وتقسم إلى العيالة والحربية والنوبان والأنديما والآهال .
هل تتشابه الأدوات الموسيقية المستخدمة في مختلف هذه الفنون؟
هناك أدوات مشتركة ما بين فن وآخر، وجميعها أدوات إيقاعية لأن الفنون الشعبية المحلية تعتمد على الإيقاع ولم تدخل فيها الموسيقى، إلا أنه تم استحداثها في الحربية مؤخراً، ولكنها ليست أساسية فيها .
ما الأدوات الإيقاعية المستخدمة في العيّالة؟
العيالة فن شعبي قديم في الدولة، وأدواته الراس والتخامير والطيران (الدفوف) والطوَس (الصناجات) .
ما الأداة الأساسية في هذا الفن؟
المرواس، فهو الذي يعلن بداية الحفل أو المناسبة ليتبعه الآخرون حيث ينشد وهم من خلفه ويقود الإيقاعيين خلفه ليبدأ بالكسرة، ويحمل أبو العدة طبل المرواس دائماً .
ماذا عن طبيعة هذه الأدوات وأشكالها؟
المرواس عبارة عن طبل كبير يحمله الأب (أبو الفرقة أو قائدها) ليتسلم القيادة حيث يمسك به بيد ويضرب عليه باليد الأخرى، ويمكن أن تقوم اليد الممسكة بالطبل بالمشاركة لزخرفة العزف أو لضبط الإيقاع وموازنته، أما التخامير فهما طبلان يختلفان في الحجم والشكل ولهما إيقاع مختلف يتقابلان في الساحة، كما يتقابل إلى جوارهما عازفا الطوس أيضاً وحاملا الطيران .
ماذا عن فن الليوا، هل تختلف أدواته عن العيّالة كثيراً؟
يتكوّن فن الليوا من الشينوه والكاسر والرحماني والبيب والزمر، إضافة إلى الطوَس، وشكل شينو الليوا مميز فهو طبل كبير الحجم نسبياً يستند إلى قوائم ليثبت على الأرض بحيث يقوم العازف بالضرب عليه، ويرافقه الرحماني الذي يعتبر من أهم الأدوات الإيقاعية في الفنون الشعبية حيث يأتي صوته عميقاً وممتلئاً بالنسبة للأدوات المصاحبة، ولهذا يعتبر أداة تأكيد للإيقاع، كما يبدو صوت الكاسر حاداً مقارنة به لأنه أصغر حجماً، أما الشيندو فهو عبارة عن أداة إيقاعية مصنعة من المعدن، تم تطويرها لتصل إلى شكلها الحالي، وكانت قديماً علبة زيت معدنية تستخدم وهي فارغة للعزف بالعصا حيث تصدر أصواتاً مميزة .
هل تختلف الفنون الخاصة بالتراث البحري؟
يعبر فن الأنديما عن التراث البحري، وتتكوّن أدواته من (المسيندو والشبوة والكاسر والطوس) ويبدو مسيندو الأنديما مختلفاً من ناحية الشكل والخصوصية عن بقية أنواع الطبول فهو طويل ورفيع يقوم العازف بربطه بحزام حول خصره ليضعه بين رجليه وكأنه يمتطيه كحصان حتى يتاح له العزف بكلتا يديه ويرتبط هذا النوع من الفن بعادات معينة في المناطق الساحلية، حيث ترمز إلى الاحتفال بالانتهاء من تعبئة الحمولة على البوم (السفينة) لتساعد الفرقة في إشعال الحماس في مكان العمل، وتشجيع البحارة على دفع المركب إلى البحر والانطلاق برحلتهم، وليس بالضرورة أن تجتمع كل أدوات الليوا، ففي رحلات الغوص نجدهم يصطحبون الشبوة والكاسر فقط لترافقا رفع الشراع وإنزاله، وهما الأداتان الأكثر استخداماً في الإمارات .
في أي الفنون تستخدم "المنيور" المعروفة بغرابتها من ناحية الشكل؟
"المنيور" عنصر مهم في فن النوبان (فن الطنبورة)، هو عبارة عن حزام عريض من القماش عرضه نحو 40 - 50 سم تقريباً مغطى بأظافر الأغنام المجففة التي تتم خياطتها به بعد تجفيفها، لتصدر صوتاً قوياً وإيقاعاً خاصاً عندما يقوم الراقص بهز خصره وعادة ما يبقى ثابتاً مكانه وهو يهز خصره بحركات متواترة ليصدر الصوت المطلوب .
ويعتبر فن النوبان من الفنون الإفريقية الأصل حيث سمي بهذا الاسم نسبة لموطنه الأصلي العائد إلى منطقة النوبة الواقعة في شمالي السودان وجنوبي مصر .
ما أسرار فن الآهال؟
فن الآهال هو من الفنون التي تعتمد على موسيقى الحناجر، حيث نستخدم أصواتنا للحصول على الصوت الذي نريده من خلال طريقة معينة بالغناء ولا يرافق هذا الفن سوى العصا التي يحملها أعضاء الفرقة وهم يغنون الأهازيج .
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"