يُعتبر نظام أندرويد من دون منازع منصة الهواتف الذكية الأكثر انتشاراً في العالم، وبحسب آخر الإحصاءات فقد استحوذ أندرويد خلال الربع الثالث من العام الجاري على 75% من عدد الهواتف الذكية المباعة حول العالم، حيث يُباع يومياً حوالي 3 .1 مليون جهاز جديد تعمل بهذا النظام .
مثل هذا الانتشار يجعل من نظام أندرويد هدفاً رئيساً لناشري التطبيقات الخبيثة التي تهدف أحياناً إلى التجسس على المعلومات الشخصية للمستخدم، أو إلحاق الضرر بنظام التشغيل وغير ذلك من أضرار .
ولحسن الحظ، فإن نظام تشغيل أندرويد آمن بطبعه، خاصةً عند معرفة أنه مبني على نواة لينوكس، كما أن شركة غوغل المطورة لهذا النظام تتخذ العديد من الخطوات للتأكد من حماية متجرها (Google Play) عبر فحص جميع التطبيقات بحثاً عن أي برمجيات خبيثة قد تتسلل إليه وتقوم بحذفها أو منعها من الوصول إليه .
في مقابل ذلك تظهر بعض الدراسات التي تبالغ جداً في الحديث عن ارتفاع منسوب البرمجيات الخبيثة في نظام أندرويد، بل وكثر الحديث في الأوساط الإعلامية المختلفة عن أن متجر غوغل يمتلئ ببرامج تدعي أنها مضادات للفيروسات أو ما شابه، لكن معظم هذه التقارير هي من شركات تقوم بإنتاج برامج مكافحة الفيروسات وتهدف إلى بيع برمجياتها عبر محاولة بث الرعب في نفوس المستخدمين، حتى أن غوغل ذكرت سابقاً على لسان أحد موظفيها بأنها تعتبر الشركات التي تُصدر تطبيقات مكافحة الفيروسات للأندرويد هب بمثابة شركات محتالة .
بالطبع، لا أحد ينفي وجود تطبيقات خبيثة، أو تطبيقات تهدف إلى جمع المعلومات حول المستخدم لبيعها أو الاستفادة منها بشكل أو بآخر . لكن تفاديها أسهل مما يمكن تصوره، فكل ما هنالك انه يتوجب على المستخدم التدقيق قليلاً في ما يقوم بتحميله على جهازه، خاصةً بأن أندرويد يسمح بتثبيت التطبيقات من خارج متجر غوغل بلاي، سواء من المتاجر الأخرى غير الرسمية أو تنصيب ملفات بصيغة APK يمكن تحميلها من مواقع الانترنت المختلفة . ولحسن الحظ، فإن نظام أندرويد يجعل الأمر سهلاً وسريعاً وبديهياً للتخلص من هذه البرامج، وفي ما يلي ثلاث نصائح بسيطة يمكن إتباعها لضمان خلو هاتفك من التطبيقات المشكوك بأمرها:
1- احرص على تحميل جميع تطبيقاتك من متجر غوغل بلاي:
يعتبر غوغل بلاي (Google Play) هو متجر التطبيقات الرسمي للأندرويد، وتوفر غوغل طبقة حماية آلية تُدعى Bouncer، وهذه الطبقة عبارة عن عملية مسح تجري بشكل تلقائي على جميع التطبيقات التي يتم رفعها إلى متجر أندرويد، كما تجري بشكل دوري على جميع التطبيقات حتى القديمة منها بحثاً عن أية رموز ضارة ضمن التطبيقات، وفي حال تم العثور على أي تطبيق ضار يتم حذفه فوراً . كما تقوم غوغل بتفحص أي تطبيق تتلقى حوله شكاوى من المستخدمين وحذفه في حال ثبت بأنه مثيرٌ للشك فعلاً . وخلاصة القول ان متجر غوغل بلاي الرسمي هو المكان الأكثر أمناً للحصول على التطبيقات، لذا حاول ألا تقوم بالتحميل من مصادر خارجية ما استطعت .
هناك حالات قد تضطر فيها إلى تحميل التطبيقات من مصادر أخرى . وأحياناً قد لا تكون بعض التطبيقات متاحة للتحميل في بلدك، بل إن متجر غوغل بلاي لا يزال غير متاح في بعض البلدان، وفي هذه الحالة تستطيع اللجوء إلى متاجر التطبيقات الخارجية، لكن عليك الاعتماد على المتاجر الموثوق بها مثل (Amazon) وMobile1 وGetJar .
وفي جميع الأحوال، من الأفضل أن تلقي نظرة سريعة على تقييم التطبيق في المتجر وبعض مراجعات المستخدمين، وتجنب تحميل التطبيقات ذات التقييمات المنخفضة أو المراجعات السلبية .
2- تجنب تحميل التطبيقات المقرصنة:
تمثل التطبيقات المقرصنة والمواقع التي تنشرها، بيئة خصبة للتطبيقات الخبيثة، إذ عادةً ما يلجأ ناشرو هذه التطبيقات إلى طرحها بشكل مزور لخداع المستخدم، فيقدمون لك مجاناً تطبيقات وألعاباً مدفوعةً في الأساس، لكن بعضها لا يحمل من التطبيق أو اللعبة إلا أيقونته، وستكتشف لاحقا وبعد تثبيت التطبيق بأنه ليس التطبيق الفعلي الذي تبحث عنه، وعادةً ما يحتوي هذا التطبيق المزيف على أدوات تقوم باختراق خصوصيتك أو تكليفك الأموال عبر إرسال رسائل SMS مرتفعة التكلفة وغير ذلك .
3- ألقِ نظرة على الصلاحيات التي يطلبها التطبيق قبل تثبيته:
قد تكون هذه النصيحة هي الخطوة الأهم، فعند تثبيت أي تطبيق، سواء من متجر غوغل بلاي أو من أي مصدر خارجي آخر، يعرض لك نظام الأندرويد في هاتفك المحمول الصلاحيات التي يطلب التطبيق الوصول إليها في الهاتف . فحتى لو حصلت على التطبيق من مصدر خارجي قد لا تثق به مثل موقع عشوائي على الانترنت، تبقى الصلاحيات هي خط الدفاع الرئيسي الذي يسمح لك بعدم تثبيت التطبيق في حال شعرت بوجود أي شك فيه .
عند تثبيت أي تطبيق، سيتم استعراض الصلاحيات التي يطلبها قبل تثبيته، فعلى سبيل المثال يحتاج منك تطبيق (HaxSync) مثلاً والذي يقوم بمزامنة معلومات حسابك في الفيس بوك مع هاتفك الأندرويد، إلى إدخال تعديلات على التقويمات من أجل مزامنة تقويم الفيس بوك مع تقويم غوغل، ويحتاج الوصول إلى جهات الاتصال من أجل مزامنتها كذلك، وبالتالي فمثل هذه الصلاحيات مقبولة لمثل هذا التطبيق . لكن ماذا لو قمت بتثبيت خلفية شاشة ووجدت أنها تطلب الوصول إلى سجل المكالمات؟ أو إلى معلومات GPS؟ حينها يجب الحذر وعدم تثبيت التطبيق الذي يطلب صلاحيات مشكوك بأمرها، إذ إن تطبيقاً مثل هذا ليس مطلوبا بالفعل لأجل تأدية مثل هذه الوظيفة .
