"عيد ميلاد يونس" رحلة مع الزمن في "تكسي"

فيلم إماراتي قصير يختصر صراع الماضي والحاضر بيوم واحد
13:11 مساء
قراءة 4 دقائق

يجسد الكاتب والمخرج الإماراتي محمد العتيبة في فيلمه القصير #187;عيد ميلاد يونس#171;، فكرة الفجوة بين الماضي والحاضر من خلال قصة سائق التكسي #187;يونس#171;، الذي يعمل على التكسي القديم خاصته #187;المعروف بأبوظبي#171;، فيعتبره جزءًا من كيانه وهويته، مواجهاً به التكسي الجديد #187;الفضي#171;، فيعيش في صراع يتحدى من خلاله كل من حوله، كي لا يفقد هويته المتمثلة بالتكسي القديم . هذه الأحداث نتعرف إليها من خلال فريق عمل الفيلم الذي تحدثنا إليه في هذه الجولة . .

تدور أحداث الفيلم الروائي القصير #187;عيد ميلاد يونس#171; في ابوظبي، وتم تصويره خلال ثلاثة أيام، بدعم إنتاجي من #187;توفور 54#171;، وعن ذلك يحدثنا كاتب ومخرج الفيلم محمد العتيبة، قائلاً: #187;الحكاية تدور حول الهوة بين الماضي والحاضر، متجسدة بشخصية الرجل الستيني #187;يونس#171; الذي يؤديه الممثل القدير نبيل صوالحة، حيث تشكل هذه الشخصية القديم بمواجهة الجديد#171;، أما أداة التعبير عن ذلك الماضي التي يتمسك بها يونس بكل ضراوة فهي سيارة الأجرة القديمة خاصته، فهو يعمل سائق تكسي منذ 30 عاماً، وعاش بنمط حياة معين خلال كل تلك السنين، ويحارب كل الظروف كي يحافظ على نمط حياته القديم من دون أن تغير الظروف الحياتية الحديثة ذلك، ولعل التكسي الحديث #187;الفضي#171;، هو التحدي الأكبر الذي يواجهه في حياته ويحارب للتغلب عليه، ولذلك تواجه يونس مشكلة في ان عمر التكسي سينتهي العام المقبل حيث لا يمكن تجديد رخصته، وهنا تبدأ معاناته لأنه يرفض هذا التغيير، معتبراً سيارته القديمة جزءاً من تاريخه وتاريخ مدينة ابوظبي، وعدم استمراريته في العمل عليها بألق كما هو معتاد، إنما هو محو لجزء مهم من هويته#171;، ويكمل العتيبة حديثه: #187;تود زوجة يونس #187;أم عصام#171; أن تحتفل هي وأبناؤه بعيد ميلاده، إلا أنه يتهرب، فتحاول اقناعه بأن يأخذ قسطاً من الراحة، تاركاً العمل ولو ليوم واحد احتفالاً بعيد ميلاده، يرفض ويحاول ممارسة عمله بشكل طبيعي، لكن مشكلات جمة تواجهه، ومنها عزوف الناس عن الركوب في التكسي القديم، فهناك منافسة قوية متمثلة مع #187;الجديد#171;، ما يجعل يونس يعيش صراعاً حقيقياً مع أحد السائقين، ليثبت لهم أنه أكثر خبرة منهم، وهو صاحب التاريخ العريق في هذه المهنة#171; .

هكذا تدور الأحداث حتى يشعر يونس بفقدانه هويته بحسب العتيبة، الذي يشير إلى أن أداء الممثل القدير نبيل صوالحة كان ممتعاً للغاية، بينما يرى أن تجربة اخراج هذا الفيلم تحمل الاختلاف بوجود دعم #187;توفور 54#171;، كما أن مهارة مدير التصوير الإيطالي اليساندرو ماتيلا، الذي عمل معه في فيلم #187;الميتم#171;، أضافت متعة إلى العمل، خصوصاً أن الفيلم يضم تصويراً تحت الماء ومنافسات في قيادة السيارات وحركات مثيرة، إضافة إلى استخدام رافعات سيارات وكاميرات مخصصة لها، وهذا ما لم يتم التعامل معه في أفلامه القصيرة السابقة .

منتجة الفيلم هبة أبو مساعد، تقول: #187;يظن الكثيرون أن المنتج تكمن وظيفته في أن يقدم المال لجهة العمل وينتهي دوره، بينما مهمته أكبر بكثير، فهو الذي يشارك في تحديد الكثير من التفاصيل، منها تطوير الفيلم في كل المراحل التي يمر بها، ويحدد شكل التصوير وأدواته والأماكن واختيار الممثلين والتواصل مع الجهات الخارجية التي تدعم الفيلم من كل جوانبه، ولعل أصعب خطوة من وجهة نظري في هذا الفيلم كانت إقناع الممثل القدير نبيل صوالحة بالعمل في فيلم قصير#171; .

وتشير أبو مساعد إلى اختيار أماكن التصوير قائلة: #187;المميز في هذا الفيلم أن رغم كونه قصيراً، فإن أحداثه تستدعي أن يتم تصويره خلال النهار فقط، لأن أحداثه تدور في يوم واحد، ولذلك عملنا على التصوير مدة ثلاثة أيام، منذ طلوع الشمس حتى ما قبل المغيب، في كل من مطار أبوظبي، مستشفى النور، ميناء زايد، مدينة مصفح، شوارع مدينة ابوظبي، بينما واجهنا صعوبات أبرزها كان ارتفاع درجات الحرارة وشدة أشعة الشمس، حيث أغلب التصوير خارجي وخلال فترة النهار، كما أن التنقل من موقع لآخر لم يكن سهلاً، خصوصاً أننا محددون بوقت معين خلال الثلاثة أيام، ففي اليوم الواحد نتنقل إلى ثلاثة مواقع، وتم استخدام كاميرا حديثة #187;آري اليكسا#171;، لكن تعاون شرطة أبوظبي معنا في إنجاز العمل يحسب لهم . وأشارت أبو مساعد إلى أن تكلفة العمل تجاوزت 50 ألف دولار .

الممثل الأردني نبيل صوالحة، يصف دوره قائلاً: #187;شعرت بأن دور سائق التكسي يونس يحمل الكثير مما يشعر به الانسان كبير السن، حيث تسبقه الدنيا بتطوراتها ويبدأ هو بملاحقتها، فإما أن يستطيع مجاراتها أو يبقى في مكانه والدنيا تجري أمامه، فتتغير من حوله الأشياء، أما يونس فهو من لم يرغب بمجاراتها، ويتشبث بنمط حياته وما بقي منها وهي سيارة التكسي القديمة، ويعتبر كل ما هو جديد مجرد خيالات، والريادة ستبقى لمن أسس القديم، غير آبه بأي تغييرات#171; . ويؤكد صوالحة، ان موافقته على دور في فيلم قصير رغم انشغاله المسرحي والبرامجي، ما هي إلا لسببين مهمين: الأول هو حبه لطبيعة دولة الإمارات #187;السكانية#171; والطبيعية، بينما السبب الآخر يكمن في حبه للعمل مع العقول السينمائية الجديدة مثل المخرج محمد العتيبة،مشيراً إلى أن الفنان يجب أن يلتفت إلى الفكرة أولاً وأخيراً لا إلى مساحتها .

يقول رامي السيد، الذي يلعب دور سائق التكسي الحديث، إنه رغم كونه مقدم برامج ومنها برنامجه على قناة انفنيتي #187;سؤال مب عالبال#171;، فإن التجربة مع المخرج محمد العتيبة كانت كفيلة بأن تجذبه للعمل في الفيلم، ويضيف: #187;هذا الدور الثاني لي كسائق تكسي من الجنسية الآسيوية، حيث سبقه فيلم تم إنتاجه من قبل #187;توفور 54#171;، بينما أديت اللهجة المعربة التي تعرف بها الجنسية الآسيوية المقيمة، بعدد من الأدوار والمواقف، ولذلك أعتبر نفسي متقناً لها#171; . أما عن دوره في #187;عيد ميلاد يونس#171; فيقول إنه يجسد سائق التكسي المنافس ليونس، حيث يسرق منه زبائنه في مطار ابوظبي، ولا يترك له الفرصة ليعمل ويشجع الناس على التكسي الحديث، فتدور المشاحنات بين الطرفين، كل منهما يحاول اثبات جدارته بعمله . ويؤكد السيد أن أهم ما يميز العمل في الفيلم هو روح الفريق، فالكل كان يجتهد من أجل الوصول إلى عمل ناجح .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"