عادي

هجرة صينية تقلق روسيا

02:30 صباحا
قراءة 3 دقائق
  إعداد: عمر عدس وصباح كنعان
تملك روسيا في شرقها الأقصى أراضي صالحة للاستثمار تبلغ مساحتها ملايين الكيلومترات المربعة، ولكنها قليلة السكان، ولهذا خرجت بمشروع لتنمية المنطقة وتشجيع الروس على الهجرة للعيش فيها . ولكن المشروع جذب أيضاً دفقاً من المهاجرين الصينيين عبر الحدود، ما أثار قلق موسكو . وحول هذا الموضوع، نشر موقع "ذا دبلومات" مقالاً كتبته شانون تييتزي، رئيسة التحرير المشاركة، جاء فيه:
أعلنت وسائل الإعلام الروسية أن الرئيس فلاديمير بوتين قدم دعمه ل "قانون إسكان" يعرض أراضي مجانية على أي شخص يرغب في الانتقال للعيش في الشرق الأقصى الروسي .
وحسب قناة "أر تي" (روسيا اليوم)، فإن المشروع الأصلي هو وليد أفكار نائب رئيس الوزراء يوري تروتنيف، وهو أيضاً المبعوث الرئاسي إلى منطقة الشرق الأقصى الاتحادية . واقترح تروتنيف أن تقدم روسيا مجاناً مساحة هكتار واحد (10 آلاف متر مربع = 07 .1 مليون قدم مربعة) من الأراضي "إلى كل ساكن في الشرق الأقصى وأي شخص يرغب في المجيء والعيش في المنطقة بحيث يمكنهم إنشاء عمل حر في مجالات الزراعة، والاحراج، وصيد الطرائد أو عمل حر آخر" .
وفي الوقت الراهن، تملك الحكومة 614 مليون هكتار من الأراضي في الشرق الأقصى، بعضها سيوزع على مواطنين بموجب المشروع الجديد .
وقالت وسائل الإعلام إن بوتين قدم دعمه للفكرة، مشيراً إلى أن برامج مماثلة نجحت في الماضي، وحسب صحيفة "موسكو تايمز" الناطقة بالإنجليزية، فإن وزير تنمية الشرق الأقصى الكسندر غالوشكا يعتقد بأن من الممكن أن يبدأ تنفيذ المشروع في وقت لا يتعدى العام الحالي .
ويأمل تروتنيف من هذا المشروع أن "يعزز رغبة الناس في الهجرة إلى الشرق الأقصى" .
والشرق الأقصى الروسي غني بالموارد إلا أنه كان لزمن طويل قليل السكان ومتخلف النمو، وهذه المنطقة الاتحادية تغطي أراضي تبلغ مساحتها 2 .6 مليون كيلومتر مربع تقربياً، ولكن عدد سكانها يقل بقليل عن 3 .6 مليون شخص، ما يعني أن الكثافة السكانية في هذه المنطقة تبلغ شخصاً واحداً في الكيلومتر المربع الواحد، ومن بين هؤلاء السكان، يتركز نحو 75% من المدن، والمشروع الجديد يسعى تحديداً إلى تشجيع الاستيطان في أراض بعيدة جداً عن المناطق الحضرية .
وقد أثار المشروع الجديد الاهتمام في الصين المجاورة، حيث توقعت صحيفة "تشاينا ديلي" (الحكومية الناطقة بالإنجليزية) تزايد عدد المهاجرين الصينيين الذين يأملون بالاستفادة من هذا المشروع، وتقول الصحيفة إن بإمكان المهاجرين الصينيين استئجار أراض من مالكيها الجدد . وركزت الصحيفة في تقرير بصورة خاصة على الزراعة، مشيرة إلى أن تدفقاً للمهاجرين يمكن أن يسهم في تنمية منطقة الشرق الأقصى الروسي وتحويله إلى "مصدر رئيسي للمحاصيل الطازجة إلى الصين" .
غير أن روسيا حذرة إزاء تدفق مهاجرين صينيين (أو غيرهم) إلى الشرق الأقصى قليل السكان، وأوضح تروتنيف أن مشروعه يمنع بيع الأراضي الممنوحة مجاناً إلى شركات وأفراد أجانب، ووصفت صحيفة "موسكو تايمز" ذلك بأنه "اعتبار مهم"، لأن شركات صينية، ويابانية وكورية جنوبية تتوسع تدريجياً في الشرق الأقصى الروسي .
ودائرة الهجرة الاتحادية الروسية متحفظة خصوصاً إزاء تدفق مهاجرين صينيين عبر الحدود الصينية - الروسية، وقد حذرت من أن الصينيين يمكن أن يصبحوا الجماعة العرقية الأكبر في الشرق الأقصى الروسي بحلول عشرينات أو ثلاثينات القرن الحالي، وفي الصيف الفائت، قال مسؤول حدودي روسي إن 5 .1 مليون صيني دخلوا روسيا بشكل غير قانوني خلال الفترة من يناير/كانون الثاني 2013 إلى يونيو/حزيران 2014 . وتبعاً لذلك، فإن أحد أهداف قانون الإسكان الجديد قد يكون منع هيمنة صينية في المنطقة، وتأمل موسكو في أن يشجع هذا القانون مواطنين روساً على الهجرة إلى المنطقة .
ولكن رغم القلق من تزايد أعداد المهاجرين الصينيين، فإن موسكو تشجع عموماً الصين على أن تلعب دوراً في تنمية الشرق، خصوصاً في ما يتعلق باستثمارات ضرورية من أجل تطوير البنية التحتية، وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، ذهب تروتنيف إلى بكين لاطلاع الصينيين على الخطط الروسية المتعلقة بمنطقة التنمية في الشرق الأقصى، وخلال زيارته، تعهدت روسيا والصين بالتعاون في المشروع الجديد .
وفي الوقت ذاته، تريد موسكو تجنب الأفراط في الاعتماد على الصين وتأمل روسيا أيضاً إعادة إنعاش شمالها الشرقي من خلال إغراء كوريا الشمالية بأن تسمح بمرور سلعها التجارية إلى الأسواق المربحة في كوريا الجنوبية، وفي الواقع، يأمل الروس في تنفيذ مشروع خط أنابيب وسكة حديدية تربط روسيا بالكوريتين .
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"