عادي

بوتين: روسيا ليست عدواً للغرب

04:11 صباحا
قراءة 4 دقائق

إعداد: عمر عدس وصباح كنعان

بينما يشن الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، حملة دعائية منظمة لتصوير روسيا كدولة عدوانية، رد الرئيس فلاديمير بوتين بتأكيد أن روسيا إنما تعمل فقط من أجل ضمان أمنها بمواجهة التوسع الأطلسي نحو حدودها. وقد عرض موقفه هذا في مقابلة مع صحيفة إيطالية نشرت بالتزامن مع زيارته الأخيرة إلى روما. وفي ما يلي عرض للمقابلة كما قدمه موقع «روسيا اليوم»:

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده ليست بصدد تعزيز قدراتها العسكرية الهجومية خارج حدودها، وقال إنها ترد فقط على تهديدات أمنية مرتبطة بالتوسع العسكري للولايات المتحدة وحلف الأطلسي حتى حدودها.
وفي مقابلة مع صحيفة «كورييري ديلا سيرا» الإيطالية عشية زيارته الأخيرة إلى إيطاليا والفاتيكان، شدد بوتين على أن الناس يجب ألا يأخذوا على محمل الجد حملة الغرب الرامية إلى إثارة الخوف من «عدوان روسي»، لأن اندلاع نزاع عسكري عالمي مستحيل في العالم الراهن.
وقال بوتين: «إنسان مريض أو حالم فقط، يمكن أن يتصور أن روسيا يمكن أن تشن هجوماً مباغتاً على حلف الأطلسي. أعتقد أن بعض البلدان إنما تستغل تخويف الناس من روسيا، وهي تريد أن تلعب دور بلدان مواجهة في خط أمامي من أجل الحصول على مزيد من المساعدات العسكرية، والاقتصادية، والمالية، أو مساعدات أخرى».
وأضاف أن من الممكن أن بعض الدول تتعمد إذكاء مثل هذه المخاوف. وتحدث بوتين عن فرضية أن الولايات المتحدة بحاجة إلى خلق تهديد خارجي من أجل الاحتفاظ بقيادتها للمجموعة الأطلسية. ولاحظ بوتين باستهزاء: «من الواضح أن إيران ليست مخيفة ولا كبيرة بما يكفي» (بنظر المجموعة الأطلسية ).
وفي المقابلة، دعا الرئيس الروسي الصحفيين إلى عقد مقارنة بين الوجود العسكري الروسي عبر العالم، والانتشار العسكري، وكذلك مستويات الإنفاق العسكري، للولايات المتحدة ودول حلف الأطلسي. كما حثهم على التأمل في الإجراءات التي اتخذها كل من الجانبين الروسي والأطلسي في ما يتعلق بمعاهدة الأنظمة المضادة للصواريخ عقب انهيار الاتحاد السوفييتي.
وشدد بوتين على أن السياسة العسكرية الروسية «ليست عالمية، ولا هجومية أو عدوانية»، مشيراً إلى أن روسيا «ليست لديها عملياً أي قواعد عسكرية في الخارج»، وأن القواعد القليلة التي لاتزال موجودة هي من بقايا ماضيها السوفييتي.
وشرح بوتين أن هناك وحدات صغيرة من قوات مسلحة روسية في طاجيكستان على الحدود مع أفغانستان، وذلك أساساً بسبب التهديد الإرهابي في المنطقة. وأشار إلى أن هناك قاعدة جوية روسية في قيرغيزستان، أقيمت استجابة لطلب من سلطات هذا البلد من أجل التعامل مع تهديد إرهابي. كما توجد وحدة عسكرية روسية في أرمينيا من أجل المساعدة على الحفاظ على الاستقرار في المنطقة، وليس لمواجهة أي تهديد خارجي.
وفي الواقع، كما أشار بوتين، روسيا تعمل لتخفيض وجودها العسكري العالمي، في حين أن الولايات المتحدة تفعل العكس تماماً. وقال: «قمنا بتفكيك قواعدنا في مناطق مختلفة من العالم، بما في ذلك كوبا وفيتنام وغيرهما. وأنا أدعوكم إلى نشر خريطة عالمية في صحيفتكم تحددون عليها جميع القواعد العسكرية الأمريكية. وعندئذ سترون الفرق».
وبموازاة ذلك، لاحظ بوتين أن صواريخ تطلق من غواصات أمريكية تبحر في حالة تأهب دائم قبالة ساحل النرويج ستستغرق 17 دقيقة فقط للوصول إلى موسكو، مشيراً إلى أن وسائل الإعلام العالمية لا تصف هذا الوضع بأنه «عدواني».
وقال بوتين إن مجموع الإنفاق العسكري لبلدان حلف الأطلسي أكبر بعشرة أمثال إنفاق روسيا. وأشار إلى أن الولايات المتحدة «تواصل نشر أنظمة مضادة للصواريخ، وإقامة قواعد ومحطات رادار عبر الأراضي الأوروبية وفي البحار»، على الرغم من تحذيرات روسيا المتكررة من أن هذا يقوض الأمن العالمي.
وحرص بوتين على التذكير بأن الولايات المتحدة هي التي اختارت الانسحاب من معاهدة «إيه. بي.إم.» للدفاع المضاد للصواريخ التي تحد من ترسانات الأنظمة المضادة للصواريخ، والتي اعتبر الرئيس الروسي أنها كانت «حجر الزاوية لمجمل نظام الأمن العالمي». وأشار بوتين إلى أن هذه الخطوة الأمريكية تثير الشكوك، وتساءل: «هل يتوقع أي أحد من روسيا أن تنزع أسلحتها من طرف واحد؟». وشرح أن موسكو حاولت إقناع الولايات المتحدة بعدم الانسحاب من المعاهدة، ولكنها كانت مضطرة لتطوير «دفاع مضاد للصواريخ لا يقهر من أجل ضمان التوازن الاستراتيجي».
وأكد بوتين أن «كل شيء نفعله إنما هو فقط رد على تهديدات موجهة ضدنا».
وبرغم كل ذلك، أكد بوتين أنه لا يعتبر أمريكا خصماً لروسيا، وإنما بالأحرى شريك، بل حليف في العديد من القضايا العالمية الملحة، مثل الإرهاب الدولي، وأزمات الشرق الأوسط، وبرنامج إيران النووي. وقال: «نحن لسنا شركاء فحسب، بل يمكنني القول إننا حلفاء في التصدي للمسائل المرتبطة بمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل. ونحن بالتأكيد حلفاء في محاربة الإرهاب. وهناك أيضاً بعض المجالات الأخرى للتعاون».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"