احذر الصوت الملوث

05:31 صباحا
قراءة دقيقتين
نورة صابر المزروعي

الضوضاء أحد الملوثات البيئية التي تطال كل الكائنات الحية على كوكب الأرض، فالصوت طاقة فيزيائية تخترق السمع بحركة هوائية اهتزازية، ويستقبلها الجسم على شكل ذبذبات. إن تأثير هذه الطاقة في صحة الإنسان أمر لا جدال فيه، حيث أكدت الأبحاث أن الأصوات، بغض النظر عن مصدرها، لها تأثير مباشر في الكائنات الحية.

إن التعرض لأصوات مزعجة بكثافة يؤدي إلى تغيرات سيكولوجية وفسيولوجية على الجهازين التنفسي، والعصبي، وقد أجريت عدة دراسات عن تأثير الضوضاء خاصة في المناطق المكتظة بالسكان، والمطارات، والسيارات، والمصانع، في صحة الكائنات الحية، أكدت الإصابة بأمراض عدة نفسية وجسمانية، بسبب مقاومة هرموني الأدرينالين، والكورتيزون للضوضاء، الأمر الذي ينتج عنه استهلاك الجسم لنسبة عالية من الإفرازات التي تسبب له صداعاً مزمناً، وعسر الهضم، وتصلّب الشرايين، وارتفاع الكوليسترول في الدم، وأمراض القلب، وضعف مقاومة جهاز المناعة للفيروسات والبكتيريا.

أجريت دراسة صادرة عن جامعة كاليفورنيا على مجموعة من البشر تقطن بالقرب من المطارات والمصانع، مقارنة بمجموعة ثانية تسكن في الأرياف والقرى، وتبين في التجارب المختبرية تلف في خلايا المخ للمجموعة الأولى بسسب تعرضها إلى ذبذبات صوتية قوية، فضلاً عن ارتفاع في نسبة الوفيات بينها بسبب الضوضاء المستمر طيلة اليوم. وهناك دراسة أخرى على قبائل «مابان» السودانية، وهي من القبائل النيلية التي تقطن وسط الطبيعة، فعندما انتقلت تلك القبائل للعيش في الخرطوم المكتظة بالسكان والضجيج، تعرضت للعديد من الأمراض التي أصابت الجهاز العصبي.

وصدرت دراسة عن المعهد الأمريكي للتقانة تبين تأثير الضوضاء الناتج عن حركة الطائرات في مملكة الحيوان، فالأبقار والمواشي التي تعيش في تلك المناطق تعاني انخفاض كمية الحليب، ويتسبب ضجيج الطائرات بموت صغار الطيور. ودرس باحثان فرنسيان تأثير ضوضاء الطائرات أثناء الإقلاع والهبوط في مملكة النحل، حيث وجدا أن النحل يفقد الشعور بالمكان، والزمان.

أما في ما يخص عالم النبات، فقامت الباحثة دوروثي ريتاليك، بوضع مكبر صوت موسيقى الروك بالقرب من النباتات ما أدى إلى ذبولها.

إن التعرض لمستويات عالية من الذبذبات والموجات صوتية الصاخبة يربك كل الكائنات الحية، ويؤدي في نهاية الأمر إلى أضرار صحية جسيمة للإنسان، والحيوان، والنبات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

حصلت د.نورة على الدكتوراه في الدراسات الخليجية من معهد الدراسات العربية والإسلامية بجامعة إكستر بالمملكة المتحدة .وماجستر في دراسات شرق أوسيطية بجامعة أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية. ودبلوم خبيرة التسامح الدولي من كلية محمد بن راشد. ومن إصدارات الدكتورة: كتاب بعنوان "العلاقات بين الإمارات والسعودية"؛ حاز هذا الكتاب على جائزة العويس للإبداع في 19 أبريل 2017 عن فئة أفضل كتاب نشرته مؤلفة إماراتية. تعمل في أكاديمية الإمارات الدبلوماسية وجامعة زايد وجامعة أبوظبي. لها العديد من المنشورات، كتاباتها تنحصر حول الفنون والثقافة. تعمل حاليًا على كتاب بعنوان "تأثير الموسيقى في حياتنا".

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"