حماية الأرواح

04:29 صباحا
قراءة دقيقتين
جمال الدويري

الحفاظ على حياة الناس ومراعاة ظروفهم واحتياجاتهم، سمة مبدئية لحكومة الإمارات، التي تتمحور غايتها الأساسية في خدمتهم وتلبية متطلباتهم. وما يميزها أيضاً، أنها لا تقف في موقف المعالج، بل تستفيد من الدروس والعبر، لتبني الحصون والدروع للحماية والوقاية في آن.
قرار اعتماد مجلس الوزراء إلزامية اشتراك البيوت والمباني السكنية بتركيب أجهزة كاشف الحرائق، والاشتراك في النظام الإلكتروني للدفاع المدني، في غاية الأهمية، وكلنا نذكر الشرارة المؤلمة التي أسفرت عن هذا القرار، عندما استفاقت الدولة فجر 22 يناير/كانون الثاني 2018، على نبأ وفاة 7 أطفال مواطنين، إثر انفجار مكيف منزلهم في دبا الفجيرة، فضلاً عن الكثير من الحرائق التي أسفرت عن وفاة أبرياء كثر.
مجلس الوزراء كشف أن الحرائق التي وقعت في منازل ومبانٍ سكنية في الدولة، بين 2017 و2019 تسببت بوفاة 68 شخصاً، فضلاً عن الخسائر المادية؛ حيث تشكل حوادث حرائق المنازل 66% من إجمالي حرائق المباني والمنشآت.
الجميل في القرار، أن مجلس الوزراء ألزم الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية بتحمل كلفة تركيب تلك الأجهزة في منازل أصحاب الدخل المحدود، وسبق للحكومة أن تكفلت بذلك لملّاك المنازل الذين يتلقون معونات من وزارة تنمية المجتمع. كما يتضمن القرار منح ملاك المنازل القائمة مهلة تصل إلى 3 سنوات لتعديل أوضاعهم.
القرار، بلا شك، هدفه الأساسي الحفاظ على أرواح المواطنين والمقيمين وممتلكاتهم، وتوفير أكبر قدر من السلامة العامة، وحماية المجتمع من خطر الحرائق، وما يترتب عليها من خسائر في الأرواح والممتلكات.
وهذا الحديث يقود إلى تناول موضوع التجمعات السكنية الكبرى، فالأبراج السكنية تشبه القلاع وتضمّ طبقاتها الآلاف من البشر في مبنى واحد، ومن الأهمية بمكان أن تخضع دورياً وبكثافة أكبر، للمراقبة والتأهيل، ولا مانع من اختبارات الحريق للاطمئنان إلى فاعلية أجهزة الحريق والطفايات التي قد نفاجأ عند حاجتنا إليها، بأن صلاحيتها منتهية منذ سنوات.
ومن الأهمية بمكان أيضاً، أن يصار إلى إدارة هذه الأبراج، عبر فرق مهنية مختصة قادرة على التعاطي مع حالات الطوارئ أو الحرائق عندما تكون صغيرة؛ إذ إن معظم الحرائق التي أتت على أبراج بأكملها، لم تكن في بدايتها سوى «كومة» صغيرة يمكن السيطرة عليها بسهولة.
الحرائق التي شبّت في الأبراج في أكثر من عام، ليست ظاهرة ولله الحمد، واستطاعت أجهزة الدفاع المدني والشرطة والإنقاذ والإسعاف التعاطي معها بمهنية عالية، وبإشادة الجميع، ولم يسفر أي من هذه الحرائق، ولله الحمد، عن أي وفاة، وكلنا نذكر، كذلك، عمليات إنقاذ الحيوانات التي قام بها رجال الدفاع المدني، ولكن التوجّس من خطورة هذه الأبراج واجب، فمن غير المعقول أن يديره حارس ليس لديه أي كفاءة أو خبرة في التعامل مع أي طارئ.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"