«المدرسة الصناعية» تنتظر إحياء ورشها

استقبلت أولى دفعاتها عام ١٩٦٩ ومبناها صامد
03:00 صباحا
قراءة 3 دقائق
تحقيق: حصة سيف

أعاد المبنى المدرسي الخرساني الثابت للمدرسة الصناعية الرابض في منطقة النخيل، في رأس الخيمة، ذكريات خريجيها من الطلبة الفنيين، وطالبوا بإعادة افتتاحها كورشة لتدريب الأجيال على العمل الفني في أقسامها التي كانت في النجارة، والخراطة، والكهرباء، وغيرها من المهن الفنية.
أكد خريجو المدرسة أنها صقلت مهاراتهم في الأعمال الفنية، ووسعت مداركهم على طريقة عمل أغلب الأجهزة الكهربائية، والسيارات، وتخرج فيها عدد من المبتكرين والمخترعين شقوا طريقهم بذاتهم، والبعض افتتح ورشاً لصيانة المركبات، وتخصص باستيراد قطع الغيار، والبعض منهم كان كهربائي المنزل، ولا يتعطل شيء في المنزل إلا ويصلحه بمهارة، وقد استفادت تلك الأجيال من المدرسة الصناعية التي استقبلت أولى دفعات طلبتها في عام ١٩٦٩ والتي أنشئت تحت مظلة مكتب التطوير التابع لمجلس الإمارات المتصالحة، بإشراف بريطانيا، واستمرت كمدرسة صناعية إلى عام ٢٠٠٦ ومن ثم تحولت لمدرسة مسائية للتعليم العام إلى أن أغلقت في عام ٢٠١٢.
وكان آخر امتحان فيها وثق تاريخه على السبورة المعلقة في أحد فصولها التي شهدت امتحانات الفصل الدراسي الأول في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني من عام ٢٠١٢، وكان الطلبة توزعوا في سبعة فصول دراسية، وأكثر من ١٦ ورشة عمل، وما زالت بعض قطع المكائن وأدوات النجارة موجودة في مقار الورش التي شهدت نشاطاً دؤوباً طيلة أكثر من ثلاثة عقود.

ورشة عمل للمبتكرين

المخترع عبدالله علي الشحي، أحد خريجي المدرسة الصناعية، صاحب أكثر من ٦٠ فكرة اختراع، ثلاثة منها لديه براءة اختراع فيها، و٢٢ منها قيد الإجراءات لأخذ البراءة، والباقي عبارة عن أفكار قابلة للتطبيق في عدة مجالات، أشار إلى أن مرحلة دراسته في المدرسة الصناعية كانت ما بين ١٩٩٠ إلى ١٩٩٣ مرحلة الثانوية العامة، وكانت تبدأ الدراسة فيها من المرحلة الإعدادية المتوسطة ويدرس الطلبة فيها المنجرة، والحدادة، والسباكة، والكهرباء، والسيارات، وفي المرحلة الثانوية الإلكترونيات والكهرباء والمخرطة والسيارات واللحام، إضافة إلى مادة «الهواء والزيت»، «الهيدروليك»، ومادة الرسم الفني، أو التطبيقي التي فيها الأشكال الهندسية، والدراسة باللغة الإنجليزية، وفيها كذلك درسنا اللغة العربية، والتربية إسلامية، وكان أغلب المعلمين في تلك المرحلة من السودان، ومصر.

أول التعليم الفني

سليمان راشد ربيع بو خطامين السويدي، من مواليد ١٩٧٣ ودرس في المدرسة الصناعية من الفترة الإعدادية، وحاصل على المركز الأول على مستوى الدولة بالتعليم الفني عام ١٩٩٣، ودرس في كليات التقنية العليا وأكمل البكالوريوس في بريطانيا تخصص إدارة أعمال، أكد أن المدرسة الصناعية خرجت العديد من الشخصيات، وكانت بؤرة عمل نشطة بتوجيه الشباب للعمل الفني الذي استفاد منه في حياته المهنية والاجتماعية.
الدكتور المهندس محمد جكة، أكد أن المدرسة الصناعية في رأس الخيمة، تتميز ببناء هندسي فريد من نوعه في الإمارة، إذ بنيت في نهاية الستينات من القرن الماضي، وكان أول فصل دراسي فيها في عام ١٩٦٩وتميزت بتصميم الهيكل الخرساني المدعم بحجارة جبال رأس الخيمة، والتي استخدمت بدلًا من الطابوق، فأصبحت من المباني المتميزة والتي ما زالت باقية على وضعها من دون أن تتأثر.

صقل المهارات الفنية

سعيد لحة، عميد ركن متقاعد، أشار إلى أنه كان أحد طلبة المدرسة الصناعية ودرس فيها ثلاث سنوات ما بين ١٩٧٤ إلى ١٩٧٧ مرحلة الثانوية العامة، وتم تأسيسه على اللغة الإنجليزية والمهام الفنية في تلك المدرسة التي ساهمت في صقل مهاراته الفنية.
نايف الزعبي، مشرف إداري في المدرسة الصناعية، سوري الجنسية، عمل في المدرسة في الفترة ما بين ١٩٨١ إلى ١٩٩٣، قال أن المدرسة كان يدرس فيها ١١٦ طالباً في الإعدادية والثانوية في تلك الفترة، وكان الطلبة يحصلون على دروسهم بانتظام.

استكمال مسيرتها التأهيلية

محمد يوسف غريب، أحد التربويين القدامى، ومن أولى الدفعات التي تخرجت في المدرسة الصناعية، قال تأسست المدرسة عام ١٩٦٨ وكانت مدة الدراسة فيها في بداية تأسيسها أربع سنوات، ويكمل الطالب دراسته في بريطانيا، والتحقت بالمدرسة في عام ١٩٦٩ ضمن أول دفعة فيها من المرحلة الإعدادية، وكانت لغة الدراسة اللغة الإنجليزية، وندرس العلوم والرياضيات، إضافة الى المواد الفنية، ندرس أول عامين بشكل عام كل المواد، ومن ثم يبدأ التخصص في العاميين التاليين، في أحد التخصصات.
وأشار إلى أن العالم حالياً يتوجه نحو التعليم الفني ونحتاج لإعادة افتتاح المدرسة الصناعية لتستكمل مسيرة تأهيلها للطلبة في المجال الفني.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"