إبراهيم العابد

00:57 صباحا
قراءة دقيقتين

ابن الديرة

عندما يُذكر إبراهيم العابد، نستذكر الإنجاز والتميّز والاجتهاد المهني والإنساني، هذا الرجل الذي تخرج في تخصص علوم سياسية وإدارة عامة في الجامعة الأمريكية في بيروت، وجاء إلى الإمارات، في ثمانينات القرن الماضي، حيث عمل مع سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، الذي كان أول رئيس للمجلس الوطني للإعلام، ثم مع صقر غباش ثم مع الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان، وعوض العتيبة.
فكان على مدار تلك العقود التي قاربت الخمسة، مثالاً للعطاء والمهنية، والإحساس الوطني والقومي والإرادة الواعية، بأنّ الإعلامي أداة بناء ورافد وعي؛ فآمن بعروبته وامتلك الإمكانية والجرأة، بحافز الإبداع على خدمتها؛ تؤهله إلى ذلك ثقافة عالية لخوض غمار حركة المجتمع، وتلمّس حاجاته .
فعلى مدى تلك الأعوام قدّم عطاء مهنياً ووطنياً ثرياً.
عشق العابد، مهنته فأتقن تفاصيلها، بقطبي الالتزام والابتكار، فكان سراجاً في الإعلام الأصيل، لم تفارق ذهنه مبادئ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بتأسيس إعلام بنّاء يخدم أهداف الأمة ومستقبلها.
تجربته تلخص حكاية الإعلام الوطني، وكان حتى لحظات حياته الأخيرة، صديقاً للإعلاميين، لا سيما أنه عاصر البدايات الأولى للإعلام، وأسهم بعمق في تأسيس انطلاقته
اليوم يترجّل الفارس عن صهوة قلمه، وأحزن هذا الترجّل الجميع، وعلى رأسهم صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي قال: «تعازينا لقطاعنا الإعلامي في دولة الإمارات بوفاة أحد مؤسسيه؛ إبراهيم العابد، رحمه الله، خمسة عقود قضاها يعمل بلا كلل حتى آخر يوم. تعازينا لأهله وأحبابه وأصدقائه ولكل الإعلاميين في دولة الإمارات».
وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قدّم التعزية بالراحل، قائلاً: «رحم الله إبراهيم العابد، أحد أبرز قيادات وأعمدة الإعلام في الدولة، من الرعيل الأول الذي كرّس حياته وعمله بإخلاص لخدمة الإعلام الإماراتي، نحو خمسة عقود كانت حافلة بالعطاء والإنجازات».
الراحل كان من الإعلاميين الذين حققوا قصب السبق، ففاز بجائزة شخصية العام الإعلامية في حفل توزيع جائزة الصحافة العربية 2014، لعطائه في خدمة أمته، وصاحبة الجلالة بإخلاص وأمانة.
ساحة كبيرة في الإعلام، خوت برحيل العابد، نبراس الصحافة، الذي انطفأ جسده، لكن إنجازاته وأعماله وكتاباته، ستبقى سطورها في مداد الفضة، تلألئ في حاضر إعلاميي الإمارات، والوطن العربي، ومستقبلهم أيضاً.
رحمك الله يا أبا باسم، رحلت ولم تكتف منك النفوس، وتعازينا الصادقة لأسرتك الكريمة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"