إبراهيم العابد رحمك الله

02:00 صباحا
قراءة دقيقتين


جمال الدويري

ما التقيت الراحل إبراهيم العابد، في أي مناسبة أو مؤتمر، إلا وجدته بالحيوية والروح الإيجابية نفسيهما، والكلام المفعم بالحب والود واللطف.
غاب كطير خفيف يحلق في السماء، كما هي روحه الخفيفة الظل دائماً، فلا تلتقيه أبداً إلا ويحرص على أن يكون لك والداً وناصحاً وموجهاً.
ابراهيم العابد، الصحفي العتيق الذي غاب عنا قبل أيام، ستبقى روحه الطاهرة تحوم في حياتنا وفي أفكارنا فيما وجهه من نصح وإرشاد.
كان أبو باسم، رحمه الله، صديق الجميع، ومسافته من الجميع واحدة، فلا تجد من يختلف معه أو لا تربطه به علاقة قوية، وأستاذية مفعمة بالمحبة والود.
حجم محبة هذا الرجل، تجلت في نعيه من أصحاب السموّ الشيوخ، والوزراء وكبار المسؤولين، وكبار الكتاب والصحفيين من الإمارات والوطن العربي، وكذلك أناس لا علاقة لهم بالإعلام، لكن نبل الرجل، طال الجميع، فقد كان قامة صحفية وإعلامية كبيرة، فضلاً عن تاريخه الإنساني، في خدمة الناس، ومتابعة شؤونهم، سواء عبر عمله الصحفي، أو علاقاته الاجتماعية المتعددة، فما كان يردّ طالب حاجة، أو صحفياً مبتدئاً ينشد الهدى على الدرب الصحيح.
أما في القصص والحكايا مع الراحلين حبيب الصايغ وإبراهيم العابد، اللذين يلتقيان الآن في دار الآخرة، حيث سبقه الراحل حبيب، قبل نحو عام، تلك القصص أكثر من أن تروى في زاوية، فقد كانا، رحمهما الله، يكمل أحدهما الآخر في كثير من المسائل المهنية والاجتماعية والإنسانية، وقصصهما تتقاطع في كثير من الاتفاق والإجماع على رأي أخلاقي أو إنساني واحد.
إعلام الإمارات فقد الكثير، وفَقْد هذين الشخصين رحمهما الله، خسارة كبيرة، مهنية وإنسانية، فأمثالهما يصعب تكراره، فهما نموذجان عزّ نظيرهما، لكن الحياة مستمرة بلا شك، وتحفل بكثير ممّن تتلمذوا على أياديهما، وتشرّبوا من ينابيعهما.. وسيكملون المسيرة بالحماسة نفسها، والتوقد عينه.
القامات الإعلامية التي رحلت عنا كثيرة، ويمكن أن تكون سيرها دروساً مهمة لدارسي الإعلام، وأرشيف هذه القامات غني بالمعلومات والمواقع والدروس والعبر التي تمكن لمطالعيها أن يستفيدوا منها وتكون لهم مدارس ومعاهد وجامعات.
فالمؤسسات التي أداراها، والمقالات التي كتباها، أدب رفيع ونماذج فكرية راقية، وعمق في المعالجة والطروح، فضلاً عن الإبداع المتجدد، فلا مقال يشبه الآخر، وكل واحد يعطيك انطباعاً بأنك تقرأ جديداً كلياً.
رحم الله أبا باسم، وأبا سعود، وكلّ من فقدناهم في هذا العالم الرحيب والعميق، ونعزّي أنفسنا أولاً، ثم أسرهم جميعاً، فصورهم ولقاءاتنا معهم، لن تغادر الأذهان والنفوس والقلوب.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"