عادي

«الناشـرين الإماراتيين».. مصنع الكتاب

22:56 مساء
قراءة 5 دقائق
الناشـرين الإماراتيين
الناشـرين الإماراتيين

الشارقة: عثمان حسن

لمع اسم جمعية الناشرين الإماراتيين في السنوات القليلة الماضية، لتصبح في صدارة المؤسسات التي تدعم صناعة الكتاب على المستوى المحلي والعربي والإقليمي، تعود فكرة تأسيس الجمعية إلى عام 2009، بإشراف ورئاسة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، واكتسبت سمعة طيبة يشار إليها بالبنان، من خلال خطط دؤوبة اشتملت على العديد من المبادرات والإجراءات، التي بدأت بتسليط الضوء على الناشر المحلي، فعملت أولاً على تطوير قطاع النشر في الإمارات وارتقت به، ونهضت بدور الناشر من خلال برامج تأهيل وتدريب متخصصة، وعبر حزمة من المبادرات المدروسة ربطت بين الداخل والخارج، وانطلقت نحو الفضاء العربي والإقليمي، لتصبح الجمعية لاحقاً واحدة من المؤسسات الرائدة في مجال قطاع النشر.

نتيجة لسعيها لتنفيذ أولوياتها في دعم الناشر الإماراتي شاركت الجمعية بفعالية كبيرة في سلسلة لقاءات ومؤتمرات دولية، أسفرت عن انتخاب الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي نائباً لرئيس الاتحاد الدولي للناشرين خلال اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب في 2018. لتصبح أول امرأة عربية تتولى هذا المنصب منذ تأسيس الاتحاد في العام 1896، وثاني امرأة على مستوى العالم بعد آنا ماريا كابانيلاس التي تولت المنصب في عام 2004 وتولت رئاسة الاتحاد في عام 2006.

والحديث عن دور جمعية الناشرين الإماراتيين، يستحق الوقوف عنده، لما بذلته هذه المؤسسة من دور فاعل فاق التوقعات، رغم مضي نحو 11 عاماً فقط على التأسيس، وليس آخرها بالطبع ما بذلته الجمعية خلال أزمة أو جائحة كورونا «كوفيد 19» التي ضربت العالم في بداية هذا العام.. حيث أطلقت «صندوق الأزمات» لمساعدة الناشرين الإماراتيين وهو المشروع الأبرز في هذا العام.

شهد العام 2019 إنجازات عديدة ل «الناشرين الإماراتيين» من خلال مشاركاتها في عدد من المحافل والمعارض المحلية والإقليمية والدولية، واستمرارها في تقديم خدمات جديدة للناشرين المحليين.

وفي هذا الإطار، شاركت الجمعية في أكثر من 25 معرضاً عالمياً للكتاب بحثت خلالها سبل التعاون مع العديد من المؤسسات العالمية العاملة في قطاع الناشر.

مشروع «منصة»

في فبراير من العام الفائت أطلقت الجمعية مشروع «منصّة» وهو مشروع حيوي وفّر فرصة لأعضائها ممن يمتلكون أقل من 20 إصداراً، لتمكنهم من المشاركة في المعارض خارج الدولة، خاصة أن معظمهم لا تتوفر عندهم الإمكانيات المادية لذلك، ووصل عدد المستفيدين من المشروع أكثر من 34 ناشراً.

في ذات الإطار، أطلقت الجمعية «مركز الخدمات المتكاملة» في المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر، ويتيح المركز لأعضائها القدامى والجدد فرصة إنجاز الأعمال الخدمية التي تقدمها الجمعية والمجلس الوطني للإعلام من خلال نافذة واحدة بمقر الجمعية في المدينة، كما يتولى المجلس الوطني للإعلام تسجيل وتجديد عضويات الناشرين ومنحهم أذون الطباعة والتراخيص وغيرها من الخدمات.

أما في مارس 2019 فوقعت الجمعية مذكرة تفاهم مع المنطقة الحرّة لمدينة الشارقة للنشر، تقضي بتقديم خصومات لأعضاء الجمعية تصل إلى 60 بالمائة من قيمة الإيجار السنوية لمكاتب المدينة، ووقعت كذلك اتفاقية تعاون مع مركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع) والمنطقة الحرّة لمدينة الشارقة للنشر، الذي سيعنى بإطلاق «برنامج بوابة الشارقة» بهدف دعم تطور الشركات التقنية الناشئة في مجالات المحتوى الرقمي والنشر العالمي، ومساعدتها على تأسيس أعمالها في الشارقة لكي تمكنها من الوصول إلى أسواقها المستهدفة.

أما في يونيو/حزيران من العام الفائت، فقد أسست الجمعية قاعدة بيانات متكاملة ترصد متغيرات قطاع النشر المحلي، فتعاونت مع شركة «نيلسن» العالمية، وعقدت ورشة تدريبية بمشاركة 35 ناشراً إماراتياً تدارسوا أهمية البحوث والمعلومات لمساعدتهم على تعزيز كفاءاتهم الإدارية والتجارية وتطوير أعمالهم.

ونظمّت الجمعية ولأول مرة في أكتوبر 2019 وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والاتحاد الدولي للناشرين «ملتقى النشر التعليمي» الذي جمع 22 متحدثاً شاركوا في 7 جلسات تفاعليّة تناولت الفرص والتحديات التي تواجه القطاعات التعليمية، بغية الوصول إلى نتائج ملموسة تهدف إلى إعداد خطة خمسية لتطوير منظومة وطنية للنشر التعليمي ترتقي بالمناهج الوطنية.

احتفالية

احتفلت الجمعية في مارس 2019 بمرور عشر سنوات على إطلاقها واستهلت مسيرتها بانضمام 13 دار نشر، ليصل عدد أعضائها إلى 166 داراً، كما بلغ عدد مذكرات التفاهم التي وقعت في حينه مع وزارة الثقافة وتنمية المعرفة وجمعية حقوق الملكية الفكرية والمجلس الوطني للإعلام واتحاد كتّاب وأدباء الإمارات ومبادرة ألف عنوان وعنوان نحو 8 مذكرات تفاهم. 

في العام الجاري، تواصلت إنجازات الجمعية، وذلك رغم صعوبة الظروف التي يعيشها قطاع النشر العالمي، جراء جائحة كورونا، ففي إبريل/نيسان الماضي حفزت الجمعية حزمة إجراءات جديدة استهدفت تطوير قطاع النشر المحلي، فدعمت 100 كتاب إلكتروني إماراتي ضمن أكبر المواقع العالمية، يأتي ذلك في إطار بحث الجمعية عن خطط بديلة تُمكن الناشرين من متابعة أعمالهم لمواصلة تقديم المحتوى المعرفي وإصدار الكتب والمنشورات الثقافية المختلفة.

دعم مكتبات بيروت 

في بادرة هي الأولى من نوعها، بادرت الجمعية إلى تقديم الدعم لمكتبات في العاصمة اللبنانية بيروت، تضررت بفعل انفجار مرفأ العاصمة في أغسطس الماضي، وبتوجيهات الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي تم ترميم 3 مكتبات عامة تديرها «جمعية السبيل»، وهي: مونو، والباشورة، والجعيتاوي، وقدمت الدعم المؤسساتي لجمعية السبيل التي تأسست في عام 1997.

وقد ضمنت الشيخة بدور القاسمي في إعلانها للمبادرة رسالة تضامن للمجتمع اللبناني مؤكدة ضرورة الاهتمام بمكتبات ومراكز الثقافة اللبنانية، في العاصمة التي شكلت وجهاً حضارياً وثقافياً بمكتباتها ومعارضها وفنونها وأدابها وتاريخها العريق.

دعم متكامل

في مبادرة انعكست بالبهجة على قطاع النشر في الإمارات، وتعزيزاً لأهمية دور النشر في التنمية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في الإمارات، ولتمويل العاملين المتضررين في القطاع جراء جائحة كورونا «كوفيد-19»، أعلنت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، في يونيو/حزيران الماضي عن إطلاق «صندوق الأزمات للناشرين الإماراتيين» بميزانية بلغت مليون درهم إماراتي، لمساندتهم على استكمال مشروعاتهم الثقافية، وقد تولت الجمعية مهمة التنسيق والتواصل مع عدة جهات فاعلة في صناعة الكتاب في الإمارات مثل: «هيئة الشارقة للكتاب»، و«مدينة الشارقة للنشر»، ويسعى الصندوق إلى الوصول لمختلف الناشرين في الدولة، ومساعدتهم في استمرار أعمالهم والنهوض بها.

وفي هذا الإطار أعلنت الجمعية خلال اجتماع مجلس إدارتها السابع عن تخصيص 356551 درهماً من الصندوق كمساعدات مالية ل19 دار نشر، كاشفة عن دراستها لمزيد من طلبات الاستفادة من الصندوق، بهدف دعم الناشرين أعضاء الجمعية المتضررين من «كورونا».

وهكذا، فإن الحديث عن دور جمعية الناشرين الإماراتيين في تعزيز قوة الحراك الثقافي العربي، من خلال دعمها لسوق الكتاب العربي وانتعاش سوق النشر، هو دور كبير ولا شك، وهو يتصدر أحاديث الناشرين الإماراتيين والعرب بما تقدمه من مبادرات حيوية ومدروسة تدعم التواصل الحضاري والمعرفي بيننا وبين الآخر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"