تميز لوجستي

تتجلى مرونة الاقتصاد الصيني في مواجهة جائحة فيروس كورونا من خلال تعافيه في الربعين الثاني والثالث وارتفاع المؤشرات الرئيسية، بما في ذلك نمو الناتج المحلي الإجمالي وصناعات القيمة المضافة، إضافة لدخل السكان.
إلى جانب ذلك، ساعد التحسن في أعمال الشركات الصغيرة والمتوسطة على انتعاش جانب العرض والطلب.
وكانت آخر دلائل سير الاقتصاد الصيني على مسار الانتعاش الصحيح والسريع هي الأرقام القياسية التي حققها مهرجان التسوق الإلكتروني السنوي «يوم العزاب». حيث أبلغت مجموعة «علي بابا» عن إجمالي إيرادات قدرها 498.2 مليار يوان (75.26 مليار دولار) لبضائع تم طلبها عبر الإنترنت خلال حدث التسوق هذا العام.
لم تكن أرقام المبيعات فقط اللافت الوحيد في الأمر، بل أيضاً الاحترافية اللوجستية وسرعة التسليم التي فاقت التوقعات.
في السنوات القليلة الماضية، تميزت أحداث التسوق في «يوم العزاب» بتأخير عمليات التسليم. ومع ذلك، فوجئ العديد من العملاء هذا العام باستلام البضائع التي طلبوها في يوم الحدث نفسه رغم زيادة أعداد الطرود بنسبة 26% عن عام 2019.
ووفقاً لمكتب البريد الحكومي الصيني، تم توزيع إجمالي 3.97 تريليون طرد بالتنسيق مع شركات التوصيل بين 1 و11 نوفمبر الجاري.
يضع هذا الارتفاع الهائل في حجم الطلب عبر الإنترنت ضغطاً كبيراً على القناة اللوجستية للتسليم السريع التي نجحت نجاحاً باهراً. والسر وراء ذلك يكمن في التطوير المستمر للصناعة اللوجستية من حيث التكنولوجيا والتشغيل.
كانت هذه هي المرة الأولى التي يعتمد فيها العديد من شركات التوصيل نموذج «الوصول بأقصى سرعة» خلال حدث التسوق في «يوم العزاب».
على عكس السنوات السابقة، بدأت آلية التسليم هذا العام منذ اللحظة الأولى التي دفع فيها العملاء عبر الإنترنت، في وقت مبكر من 1 نوفمبر/تشرين الثاني، ثم تم إرسال البضائع مباشرة إلى أقرب محطة توصيل سريع للعميل، لتصبح بحالة جاهزة للتسليم في اليوم المحدد.
ولعبت الرقمنة المتزايدة في صناعة التوصيل السريع دوراً مهماً جداً في النجاح اللوجستي لحدث «يوم العزاب». كما أحدثت أيضاً خطوط التجميع الآلي والروبوتات والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة الفارق.
في الوقت الحاضر، يمكن حتى للعملاء مشاهدة العملية الكاملة للاستلام والتعبئة والتسليم من خلال البث المباشر، وقد تلقى بعضهم الطرود من أيدي روبوتات التوصيل نفسها.
يُظهر حدث التسوق في يوم العزاب لهذا العام كيف تسهم التكنولوجيا المتطورة وأساليب التشغيل المتقدمة في تحقيق الكفاءة، ما يجعل حياتنا أفضل. كما أنها تسهل الانتقال إلى التداول المزدوج في المستقبل من خلال زيادة الاستهلاك وخفض الاعتماد على الأسواق الخارجية والتكنولوجيا في التنمية على المدى الطويل.

• «تشاينا ديلي»