عادي

الغابات ومقاومة الجفاف

22:01 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

(سيانتفيك أمريكان)

تؤدي الغابات الاستوائية المطيرة دوراً مهماً في مكافحة تغيّرات المناخ من خلال قدرتها على الاحتفاظ بالكربون وتخزينه في تربتها، إضافة إلى كونها أهم مأوى للتنوع البيولوجي، إلا أن كيفية استجابة هذه النظم البيئية للجفاف غير واضحة.

ومن هنا تأتي أهمية الدراسة التي نشرتها دورية «بروسيدينجز أوف ذا ناشيونال أكاديمي أوف ساينس»، إذ حذر الباحثون من اتجاه الغابات الاستوائية المطيرة في جميع أنحاء العالم إلى أن تصبح أقل قدرة على مقاومة ظروف الجفاف وشحّ المياه، مع زيادة تأثيرات تغيّر المناخ بمرور الوقت.

ورصد المؤلفون انخفاضاً مفاجئاً في مستويات الرطوبة في الأشجار الاستوائية في معظم أنحاء العالم في أثناء فترات الجفاف الشديدة، لكن الأهم من ذلك هو عدم قدرة هذه الغابات على الوصول بمستويات التعافي إلى مستويات ما قبل الجفاف.

وحلل الباحثون بيانات حول الأسيجة الشجرية المدارية السليمة التي جمعتها الأقمار الصناعية في الفترة بين عامي 1992 و2018، وعن طريق استخدام إشارات الرادار، استنتجوا مستويات الرطوبة داخل الكتلة الحيوية للأشجار، وتُستخدم الأنسجة الشجرية في أغراض عدة، أهمها حماية المزروعات من زحف الرمال والأتربة، وكسر حدة الرياح.وقام الباحثون بتحديد استجابات الغابات الاستوائية المطيرة لأحداث الجفاف التي حدثت في العقود الثلاثة الماضية، ووجدوا أن الغابات المطيرة المتبقية في العالم، خاصة تلك الموجودة في الحزام الاستوائي للأمريكتين، معرضة لموجات الجفاف المتكررة على نحو متزايد.

وأظهرت النتائج أن 93 % من الغابات المطيرة التي تم تحليلها أظهرت انخفاضاً في إشارة الرطوبة بمرور الوقت؛ إذ أظهر جنوب وجنوب غرب الأمازون أكبر انخفاض، إضافة إلى ذلك، شهدت %84 إلى %88 من الغابات الاستوائية الإفريقية والآسيوية، على التوالي، انخفاضاً في القدرة على الصمود في أعقاب الجفاف.

ومن المتوقع أن تكون أحداث الجفاف أكثر تواتراً في المستقبل، إذ تشير النتائج إلى أن قدرة الغابات المطيرة المتبقية في العالم على تحمّل موجات الجفاف المستقبلية قد تكون محدودة، وبالتالي فإن استمرار وجود الغابات المطيرة أمر مشكوك فيه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mwc5jk8c

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"