عادي

أيام «الدانوب» الصعبة

21:06 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

(دويتشه فيليه)

تشكلت في المجر وصربيا وبلغاريا ورومانيا، جزر رملية في نهر الدانوب، ولم تعد سفن كثيرة قادرة على الملاحة في النهر، أما محطات توليد الكهرباء فتفتقر إلى مياه التبريد.

ويعد الدانوب ثاني أطول أنهار أوروبا، ويعبر أو يحاذي 10 دول، لكن النهر الذي يوصف بالنهر الأزرق و«البحر الثامن في أوروبا» أصبح في صيف عام 2022، يشبه جدولاً صغيراً، مثله مثل أنهار أوروبية أخرى عديدة.

وحتى في ألمانيا، البلد الذي ينبع منه، فإن النهر البالغ طوله نحو 2900 كيلومتر أصبح يجري فيه القليل جداً من المياه. وبدأت أولى عمليات إلغاء رحلات الفنادق النهرية العائمة، بينما تم تغيير مسارات رحلات أخرى. ومن أجل منع نفوق الأسماك، كما هو الحال في نهر «أودر» على الحدود الألمانية البولندية، أعلنت السلطات المحلية أنها في حالة الضرورة ستحظر أعمال الحفر والتجريف والإجراءات الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الوضع البيئي في النهر.

أما النمسا وسلوفاكيا، البلدان التاليان لألمانيا على نهر الدانوب، فيقتربان من إجراءات مماثلة. فمنذ أسابيع، تطلب هناك إدارات البلديات من سكانها عدم ملء أحواض السباحة الخاصة بهم أو رش الحشائش بعد الآن، حتى يتبقى ما يكفي من المياه لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان والزراعة.

إن وجود كمية وفيرة من المياه في نهر الدانوب مهم أيضاً لإمدادات الكهرباء في المجر، فالمياه تستخدم في تبريد محطات الطاقة التقليدية، ومحطة الطاقة النووية الوحيدة في البلاد.

وبسبب ارتفاع درجة حرارة المياه، لم تتمكن المفاعلات في محطة «باكس» للطاقة النووية من العمل بكامل طاقتها الأسبوع الماضي، ما تسبب في فقدان للطاقة بنسبة تصل إلى نحو 15% لكل مفاعل، وهو أمر ليس نادراً في الصيف الحار، لكن الطاقة النووية حالياً رخيصة جداً في المجر، مقارنة بجميع مصادر الطاقة الأخرى؛ لأن أسعار الغاز والنفط المستوردين ارتفعت بشكل جنوني، بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا وضعف قيمة العملة المجرية المحلية (الفورنت).

إن النظام البيئي في نهر الدانوب، خصوصاً، يمر بأيام صعبة في صيف عام 2022. لكن على الأقل لم يكن هناك نفوق جماعي للكائنات النهرية حتى الآن، على الرغم من العثور على مئات الأسماك الميتة في أحد روافد نهر الدانوب في الرابع من أغسطس/آب 2022، إلا أن الوضع خُفّف بفضل «هويس» (حاجز يحبس المياه)، تم فتحه لضخ مزيد من المياه من مجرى النهر الرئيسي إلى الرافد.

وفي صربيا تذكرنا ضفاف نهر الدانوب في صيف عام 2022 بالشواطئ الرملية التي لا نهاية لها. ويبلغ منسوب مياه النهر حالياً ما يصل إلى خمسين بالمائة؛ أي أقل من المتوسط المعتاد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bakfa378

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"