الإعلام والإنترنت.. لمن الغلبة؟

22:59 مساء
قراءة دقيقتين


 

حكماً من بعض التقارير الإعلامية يمكننا القول إن الانتخابات الأمريكية الأخيرة تعدّ مختبراً نموذجياً لملاحظة العلاقة بين ما يوصف بالإعلام التقليدي، ككبريات الصحف ومحطات التلفزة الشهيرة من جهة، ووسائل التواصل الاجتماعي الحديثة خاصة منصتي «تويتر» و«فيسبوك» من جهة أخرى، وأيهما كان الأكثر تأثيراً في مجريات الانتخابات، عشية وأثناء وغداة حدوثها.
يغلب الرأي القائل بأن أعمدة الإعلام التقليدي الأمريكي، المقروءة والمشاهدة، كانت أقرب إلى المرشح الديمقراطي جو بايدن، حكماً مما يوصف بميلها «الليبرالي»، بل إن القلة من الصحف والقنوات المؤيدة لترامب انقلبت عليه عندما بدأ في رفض أو التشكيك في النتائج الأولية للانتخابات، قائلاً بوجود أوجه تزوير فيها، كما فعلت كل من «فوكس نيوز» و«نيويورك بوست»، المحافظتين واللتين يملكهما قطب الإعلام روبرت مردوخ، حيث نأتا بنفسيهما عن ترامب، وهما اللتان وقفتا معه بقوة منذ العام 2016.
أثار غضب ترامب ومناصريه إعلان «فوكس نيوز» فوز بايدن في أريزونا، واتصل مستشاره وصهره جاريد كوشنر بمردوخ لدفع القناة إلى التراجع، من دون جدوى، وبعض التقارير تقول إن ماردوخ المحافظ تقبل منذ أشهر فكرة فوز جو بايدن.
بالمقابل أظهر الجمهوريون، والرئيس ترامب شخصياً، مهارة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، للرد على الحملات الموجهة ضدهم، وترويج خطاباتهم وآرائهم في خصومهم عبرها، وأظهرت هذه الوسائل، كما هو الحال في العالم كله، قدرة على منافسة الإعلام التقليدي، لا بل التغلب عليه في الكثير من الحالات.
ولعل هذا ما دفع الرئيس الأسبق، الديمقراطي باراك أوباما، في حوار تلفزيوني أجري معه قبل يوم أو يومين، لعقد مقارنة بين الإعلامين: التقليدي وإعلام الـ«سوشيال ميديا»، من موقع الانحياز للأول، حين قال: «إن تبني العديد من وسائل الإعلام التقليدية التحقق من المعلومات، في محاولة لمعالجة انتشار ما هو مضلل عبر الإنترنت، لا يكون كافياً في الغالب لأنّ «الأكاذيب تكون قد دارت حول العالم بالفعل بحلول الوقت الذي خرجت فيه الحقيقة إلى العلن».
حسب ماريانا سبرينج، وهي مراسلة متخصصة في المعلومات المضللة في رأي لها نشره موقع «بي. بي. سي» فإن نظريات المؤامرة التي تنتشر بشكل هائل على الإنترنت، سمة أساسية في الانتخابات الأمريكية هذا العام، وكانت مدرسة فكرية أكثر شيوعاً خلال رئاسة ترامب»، مشيرة إلى أن ما تصفه بـ «المعلومات المضللة» عبر الإنترنت لم تعد تقتصر على الزوايا المظلمة للشبكة، فالترويج لها أصبح يتمّ من قبل شخصيات بارزة، تحظى بعدد كبير من المتابعين.

[email protected]

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتب من البحرين من مواليد 1956 عمل في دائرة الثقافية بالشارقة، وهيئة البحرين للثقافة والتراث الوطني. وشغل منصب مدير تحرير عدد من الدوريات الثقافية بينها "الرافد" و"البحرين الثقافية". وأصدر عدة مؤلفات منها: "ترميم الذاكرة" و"خارج السرب" و"الكتابة بحبر أسود".

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"