هل تراجع نفوذ «القاعدة»؟

23:06 مساء
قراءة دقيقتين

صادق ناشر

بعد عقود عاث فيها فساداً في أكثر من منطقة، يعود تنظيم «القاعدة» للتراجع شيئاً فشيئاً، ليصبح أكثر الخاسرين من التيارات والتنظيمات المتطرفة الأخرى، التي تعمل على الأرض منذ عدة عقود، بعدما طغت على نشاطاته الإرهابية نفوذ تنظيم آخر؛ المتمثل في «داعش»، الذي لا يزال حاضراً، سواء في الدول الإسلامية أو في أوروبا ومناطق أخرى من المعمورة.

توارى تنظيم «القاعدة» لمصلحة «داعش» الأكثر حصولاً على الدعم من ممولين في بلدان عدة، ما مكنه من التمدد بشكل أكبر وأوسع في مختلف مناطق العالم، وتسبب في إزهاق أرواح الآلاف من الأبرياء، سواء في البلدين اللذين نشأ فيهما؛ وهما: العراق وسوريا؛ حيث بقي فيهما لما يقرب من أربع سنوات، قبل أن ينحسر نفوذه؛ نتيجة للحرب التي خاضها ضده الجيشان العراقي والسوري، بدعم من التحالف الدولي، أو في دول إفريقية وآسيوية، كالصومال وأفغانستان على سبيل المثال.

وجاء مقتل الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» أبو محمد المصري، الذي كان يقيم في العاصمة الإيرانية لسنوات عدة، وينظر إليه باعتباره الرجل الثاني في التنظيم بعد أيمن الظواهري، ليؤكد أن قادة التنظيم ينقرضون تدريجياً، وليس هناك بدائل تحل محلهم، كما كان في عهد زعيم التنظيم أسامة بن لادن، الذي تخلصت منه إدارة الرئيس باراك أوباما عام 2011.

ظلت الولايات المتحدة الأمريكية ترى في المصري تهديداً خطراً ومستمراً، حتى أنها ضاعفت المكافأة؛ للحصول على معلومات عنه، وعن زعيم آخر للتنظيم، يُدعى سيف العدل من 5 ملايين دولار إلى 10 ملايين في 2018، فقد كان المصري يعد لخلافة الظواهري، الذي تشير التقارير إلى أنه في حالة صحية سيئة؛ حيث تعتقد واشنطن أنه العقل المدبر وراء الهجمات على سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام عام 1998.

وبصرف النظر عن منفذ عملية قتل المصري في طهران ودلالات ذلك، إلا أنه من الواضح أن عملية استهداف عناصر التنظيم تجري بوتيرة عالية، خاصة في ظل الملاحقات المستمرة لها في أكثر من بلد، وبدرجة رئيسية أفغانستان؛ حيث يختبئ فيها الظواهري ومعظم القيادات التابعة للتنظيم؛ لأنها توفر لهم ملاذاً آمناً، خاصة منذ سيطرة حركة «طالبان» على البلاد عام 1996 بعد معارك ضارية؛ إثر خروج الروس منها تزامناً مع انهيار الاتحاد السوفييتي، الذي كان يؤمن نظام الحكم في كابول لعقود.

ومع أن الكثيرين يرون في الواقع الجديد الذي تشكل بعد ظهور «داعش» قبل ما يقرب من 6 سنوات، بأنه انحسار لنشاط «القاعدة» ونفوذه في المنطقة، إلا أن سلوكات الإرهاب المختلفة لم تتوقف وإن اختلفت عناوينها وطرق تنفيذها، وقد حان الوقت للقضاء عليها نهائياً.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"