الشارقة - «الخليج»
ودع العالم أسطورة كرة القدم الأرجنتينية دييجو أرماندو مارادونا في جنازة مهيبة، الخميس، أجابت عن سؤال رفض اللاعب الراحل نفسه الإجابة عنه في حوار لـ «الخليج الرياضي» أجراه معه الزميل مسعد عبد الوهاب قبل نحو ست سنوات حول أفضل لاعب في التاريخ.
وكان مارادونا فارق الحياة، الأربعاء، عن 60 عاماً، ليغرق العالم بأسره في حزن عميق على أسطورة خالدة ترعرع الكثيرون على مشاهدتها. وأفاد المحامي جون برويارد، بأن مارادونا توفي عند الساعة 12 ظهراً (15:00 ت غ)، مضيفًا أن نتائج التشريح الأولية تشير إلى أن سبب الوفاة هو «وذمة رئوية حادة ثانوية وفشل قصور القلب المزمن».
ووقفت صفوف طويلة خارج القصر الرئاسي «كاسا روسادا» في الأرجنتين لإلقاء التحية الأخيرة على الأسطورة، لتجيب عن السؤال الذي طرحته «الخليج» على مارادونا: «مع كل بطولة عالمية يتجدد السؤال عن الأفضل عبر التاريخ . . هل من إجابة جديدة؟»
آنذاك جاء رد مارادونا بعد صمت طويل: «في كل مرة يتم سؤال أحد أطراف المعادلة، والجديد في تقديري أن الإجابة يجب أن تكون من الجمهور ومن التاريخ نفسه؟».
ولدى سؤاله حول توقعاته لمنتخب الأرجنتين في مونديال 2014، أجاب بأنه ليس لديه أي توقعات أو ترشحات له في فرصة نيل البطولة، مشيراً إلى أنه ومنذ غادر المنتخب، لم يشاهد أي مباراة له.
وأضاف: «ينتابني شعور بالاشمئزاز، من رؤية أناس لا يعرفون شيئاً عن كرة القدم، يقودون المنتخب، ومستمرين بإظهار أنهم هم المعلمين، وبالطبع أتمنى أن تكون لمنتخب بلادي حظوظ كبيرة عن طريق اللاعبين الأرجنتينيين الذين أعتقد أنهم على أحسن مستوى، لكن الأمر يتعلق بأدائهم في الملعب وسنرى ما يمكنهم فعله عندما نتابع البطولة، وأتمنى لهم التوفيق» .
وحول أبرز ذكرياته مع كأس العالم، قال الأسطورة الأرجنتينية: «لدي الكثير من الذكريات، ولكن الذكرى الأجمل عندما أحرزت هدفاً باليد في إنجلترا، حيث كان يجب أن يمرروا الإعاده 25 مرة على شاشة التلفزيون حتى يلاحظوا أن يدي هي التي تفوقت على شيلتون في مونديال 1986. سأكرره بكلتا يديّ إذا عاد الزمن، فأنا لا أندم أبداً على أي شيء فعلته، لا على هذا الهدف ولا على سواه، هذه طبيعتي وجزء مهم في تكويني طوال مسيرتي مع كرة القدم».
وتابع أنه «حتى في حياتي الشخصية لا أندم على شيء فعلته قط، إلا أن ذلك لا يعفيني من مراجعة أموري لأعرف ما يمكنني القيام به فيما بعد من قرارات».
وتطرق مارادونا خلال الحوار إلى قراره بالذهاب إلى فريق نابولي الإيطالي، قائلاً: «ذهبت للعب في نابولي وهو فريق من الدرجة الثانية وصعدت به إلى القمة. قراري وقتها كان مدهشاً وصاحبته انتقادات من جل المراقبين والمتابعين لشؤون كرة القدم والصحافة إلا أنني قررت ذلك ولم أنظر وقتها لكل ما يقال، لأنني كنت أعرف ماذا أريد وقمت به ونجحت في ذلك وتركت صفحة مهمة في تاريخي بها الشيء الكثير من العبر للاعبي كرة القدم حول العالم، أهمها أن العطاء لكرة القدم لا يمكن أن يخذل اللاعب متى كان مخلصاً ومحباً وعاشقاً لها فسوف تعطيه بقدر هذا الحب الخلود في ذاكرتها على مر التاريخ».
ربما لم يخلص مارادونا لكرة القدم بالقدر الكافي، بعدما أدمن على الكحوليات والمخدرات، لكن ما قدمه في الملاعب خلده بالفعل في ذاكرة قدم القدم، ربما كأفضل لاعب في التاريخ.
الحوار كاملاً عبر الرابط التالي:
الأسطورة مارادونا يتحدث لـ "الخليج الرياضي" قبل انطلاق مونديال البرازيل
