قلعة البطولات

23:42 مساء
قراءة دقيقتين

** يتفنن الأهلي المصري في تسطير الإنجازات دون كللٍ أو ملل، فنادي القرن في إفريقيا أُنشئ ليكون قلعة لا تغيب عنها شمس البطولات، وكل الناس على اختلاف ميولهم يعرفون جيداً أن الأهلي كيان مؤسسي راسخ ومستقر مهما تعاقبت عليه الإدارات، ومن ينتمي لهذا النادي العريق يدخل في بوتقته سريعاً ويكتسب عقلية البطولة ويسعى لتحقيقها أياً كانت الظروف، وهذا ما جعله مصنعاً فريداً لإنتاج البطولات، والتي كان آخرها دوري أبطال إفريقيا 2020 التي تُوج بلقبها للمرة التاسعة في تاريخه، لكنها هذه المرة جاءت استثنائية للغاية، لكونها تحققت على حساب مواطنه وغريمه الأزلي نادي الزمالك، ما جعل للبطولة مذاقاً مختلفاً تماماً، حتى أن الجميع وصف المباراة بمواجهة القرن لحساسيتها وصعوبتها، وكونها أول نهائي لدوري الأبطال يجمع الناديين العريقين.
والحقيقة أن مصر قدمت هدية ولا أروع لعشاق كرة القدم العربية والإفريقية، فمواجهة «الأهلي والزمالك» بالنهائي القاري صنعت حدثاً غير عادي أدخل جمهور الكرة بكل مكان في حالة من الترقب والإثارة حتى انطلاق المباراة، التي جاءت صعبة سواء من الناحية العصبية أو الفنية قبل أن تنتهي بفوز الأهلي 2-1، وللأهلي أن يفخر بتتويجه بالبطولة الإفريقية والتأهل لكأس العالم للأندية للمرة السادسة في تاريخه، وللزمالك أيضاً أن يفخر بفريقه إذ قدّم مباراة تكتيكية كبيرة، لكن مدربه باتشيكو لم يحسن استثمار وتوظيف لاعبيه لاستغلال ارتباك لاعبي الأهلي بعد تسجيل هدف التعادل، واكتفى بالسيطرة على الكرة في منطقة وسط الملعب دون اندفاع هجومي شرس لتسجيل مزيد من الأهداف، خاصة وأن موسيماني مدرب الأهلي كان في حيرة من أمره للمستوى المتذبذب للثلاثي «الشحات وأجايي ومروان محسن»، لكن في النهاية واصلت الكرة حبها للأهلي فسجل هدف الفوز، وواصلت الكؤوس ارتباطها بدولاب بطولات الأهلي، فزاد «نادي القرن» من رصيد إنجازاته، وزيّن قميصه بالنجمة التاسعة.
وبالتأكيد فإن أكثر السعداء بالنجمة التاسعة، هو محمود الخطيب رئيس الأهلي، الذي يستحق الإشادة، لكونه لم يلتفت للصغائر وفضّل الصمت وترك الأفعال تتولى الرد، فكانت المكافأة على المغامرة غير المسبوقة التي أقدم عليها، حين قرر مجلس الإدارة تولي الجنوب إفريقي موسيماني مهمة تدريب الأهلي، لتنجح التجربة ويدخل صاحب البشرة السمراء قلوب مشجعي الأهلي.
** مات مارادونا، ففقدت كرة القدم أحد أفضل اللاعبين في تاريخها.. وودعت الأسطورة الذي كان مصدر إلهام لجميع اللاعبين في العالم، بل وكان أحد أبرز أسباب زيادة شعبية اللعبة بما قدمه من مهارات وموهبة لا مثيل لها، وكاريزما عفوية غير عادية وتصريحات مثيرة للجدل، فدييجو أرماندو مارادونا لم يكن لاعباً عادياً حتى وإن طغت على مسيرته تصرفات انتقدها كثيرون، فقد كان هو المعنى الحرفي لكلمة «موهوب».. فوداعاً مارادونا، وكرة القدم ستشتاق لك دائماً، فقد ساعدتها على اكتساب المزيد من الأهمية في العالم.

twitter: @AhmedEzzatBoush

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"