الصفوة

01:00 صباحا
قراءة دقيقتين

المعلم قيمة وقامة، إنه العمود الفقري لمنظومة العلم، بدونه لا تُبنى الأجيال، وفي غيابه لا قيام لعملية تعليمية ولا حراك، يعتبر محوراً أساسياً للتطوير في المجتمعات، وأداة فاعلة للتغيير، فإعداده وتأهيله، وتزويده بأدوات العلم ضرورة حتمية، وتمكينه، وتمهيد الطريق أمامه للانخراط في سباق التنافسية إقليمياً وعالمياً، رؤية توثق مسيرته، وهنا تكمن أهمية العمل الدؤوب للارتقاء بمبادراته وقدراته ومهاراته المهنية.
جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم خليجي.. واحدة من أهم سباقات التميز التي تتصدر الساحة التعليمية، إذ تستهدف المعلمين فقط في الإمارات ودول الخليج، وأخيراً مصر والأردن، تركز في مضمونها على تجسيد مفاهيم ومبادئ نوعية، وتعزز كفاءة المعلم وقدراته، وتوثق ممارساته المؤثرة في ميادين التعليم.
سباق يدعو إلى التميز في ميادين النور، فالتنافسية فيه تحاكي الصفوة من المعلمين في مضمار العلم، فبات أداة لتحفيز مربي الأجيال للمنافسة، في عصر المستجدات والمتغيرات المتسارعة، نقيس من خلاله أسباب تقدمهم، ومقتضيات تطورهم، وكيفية توظيف خبراتهم في النهوض بقطاع التعليم، ناهيك عن مسؤوليته تجاه مستوى الطلبة الأكاديمي، وغرس القيم والمبادئ والأخلاق في نفوسهم.
وعلى الرغم من عدم توفر بيانات دقيقة حول أعداد المتنافسين في الجائزة منذ انطلاقها عام 2017، إلا أن المؤشرات تؤكد اتساع مضمار السباق، وزيادة أعداد المتسابقين عاماً تلو الآخر، وهذا يأخذنا إلى نتيجة مهمة تعني وجود شريحة كبيرة من المعلمين في الميدان، لديهم كفاءات وخبرات، أثرت في التعليم والمتعلمين، واستبدلت التقليدية بالحداثة، لتطوير مهنة التدريس، واستحداث مفاهيم جديدة، تعزز لغة الإبداع، وترتقي بالمخرجات.
والسؤال.. هل تعي إدارات المدارس أهمية هذه النوعية من الجوائز.. وهل أعادت ترتيب حساباتها وفق رؤى مدروسة، للاستفادة من مبادرات المعلمين في الميدان.. وماذا فعلت لتوثيقها، لنستند إليها في مسيرة التطوير، ويتعلم منها رعيل المعلمين الجدد.
هناك اجتهادات، ولكن مع الأسف جميعها فردية، تقتصر على مساعي المعلم، ولم ترتقِ إلى العمل الجماعي أو المؤسسي بعد، وهذا يعني أن القيادة المدرسية بحاجة إلى امتلاك عين ثاقبة، قادرة على متابعة معلميها ومبادراتهم، ورصد أعمالهم التي أثرت في الميدان، وضبط إيقاع إنجازاتهم بدقة وجدية.
لدينا في الميدان كفاءات تربوية جديرة بالاهتمام والتقدير، قدمت مبادرات نوعية، أسهمت في إيجاد مسارات تواكب التطورات في ساحة العلم، وتفوقت على أنظمة تعليمية في عشرات البلدان، لكنها مازالت بحاجة إلى قيادة مدرسية واعية، قادرة على التنقيب واستكشاف مواهب معلميها، بدقة ومسؤولية، وتدرك أن المنافسة في سباقات التميز وطنية وليست شخصية، لرفعة الوطن وتمهيد الطريق أمام الأجيال.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"