عادي

%30 من الوظائف الحالية مهددة بالزوال نتيجة الأتمتة

20:18 مساء
قراءة 5 دقائق
1
دبي: «الخليج»

 

أصدرت دبي الذكية، خلال «أسبوع جيتكس للتقنية 2020»، تقرير «مستقبل العمل»، والذي يبحث إمكانات العمل المستقبلية، والتطورات المحتملة المتوقع لها أن تغير طبيعة الوظائف، وتحولات عقلية العمل التي تحفز هذه الإمكانات، إضافة إلى التغيرات الهيكلية المستمرة التي تساهم في إعادة صياغة العلاقة الديناميكية بين الإنسان ومكان العمل.
ويغطي تقرير «مستقبل العمل» خمسة محاور رئيسية وهي: تطوّر العمل، وإمكانات العمل المستقبلية، وعقلية العمل المستقبلية، وأساليب العمل المستقبلية، إضافةً إلى الاعتبارات والتساؤلات الخاصّة بمستقبل العمل.
وأكد عبدالله علي بن زايد الفلاسي، مدير عام دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، جاهزية دبي واستعدادها للتعامل مع المتغيرات ومواجهة التحديات الناجمة عن التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم، سواء نتيجة للثورة الصناعية الرابعة، أو نتيجة لجائحة «كوفيد 19»، حيث قامت المؤسسات المعنية في دبي بدورها مبكراً، واستشرفت مستقبل العمل، ووظائف المستقبل، فقامت مؤسسة دبي المستقبل بدراسات وأبحاث، وخرجت بنتائج تم وضعها أمام صناع القرار، كما قامت دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي بإجراء الدراسات والأبحاث، ونظمت العديد من ورش العمل، وأطلقت العديد من البرامج لاستشراف مستقبل الوظائف، والعمل على المدى المتوسط والبعيد، ووضعت الدائرة الخطط والاستراتيجيات للتعامل مع المتغيرات المتسارعة التي يشهدها سوق العمل، كما قامت مؤسسة دبي الذكية بدور مهم ومتميز من خلال إعدادها تقرير «مستقبل العمل».
ومن جهته، أفاد يونس آل ناصر، مساعد المدير العام لدبي الذكية والمدير التنفيذي لمؤسسة «بيانات دبي»: بصفتها الجهة المكلفة بقيادة عملية التحول الرقمي الشامل لإمارة دبي، واحتضان التقنيات الناشئة والمتقدمة لبناء مدينة ذكية رائدة ومتكاملة، تقود دبي الذكية اليوم جهود الإمارة في استشراف وصنع المستقبل، ومع الأخذ بعين الاعتبار لهدفنا الأسمى في جعل دبي المدينة الأذكى والأسعد على وجه الأرض، فنحن نركّز تحديداً على استشراف آفاق سوق العمل في المستقبل. حيث يبحث تقرير «مستقبل العمل» التحديات والفرص التي أدخلتها الثورة الصناعية الرابعة إلى سوق التوظيف، مما يوفر بيانات ورؤى مستنيرة لجميع صنّاع القرار وذوي العلاقة المعنيين.
تطوّر العمل
ويبدأ التقرير بلمحةٍ عامة عن الثورات الصناعية السابقة وتأثيرها في العمل والبشرية عموماً، ابتداءً من الثورة الصناعية الأولى التي انطلقت في نهاية القرن الثامن عشر بظهور المحرّك البخاري والتصنيع الميكانيكي، وانتهاءً بالثورة الصناعية الرابعة التي نعيشها اليوم ونشهد خلالها إنجازات غير مسبوقة في النظم السيبرانية، وإنترنت الأشياء. وقد قوبلت كلّ واحدة من هذه الثورات بالريبة في بدايتها، ولكنها لاقت في نهاية المطاف ترحيباً واسعاً لما قدّمته من تطوّر للجنس البشري.
إمكانات العمل المستقبلية
ويستعرض تقرير «مستقبل العمل» كيف أتاح الإنترنت لأصحاب المواهب مثل الموسيقيين، الممثلين، الفنانين، وغيرهم فرصة التحرر من هيمنة الوسطاء وشركات الإنتاج وشبكات التوزيع. ويضرب مثالاً على ذلك منصة البثّ الموسيقي «سبوتيفاي» التي أتاحت للفنانين المستقلين جني عائدات وصلت إلى 600 مليون دولار في عام 2018.
ويذهب التقرير بعد ذلك إلى استكشاف الاقتصاد التشاركي، حيث مهّد الإنترنت الطريق أمام مفاهيم المشاركة، والاستفادة المتبادلة من الأصول قليلة الاستخدام وحتى بيعها. وتحدثت الدراسة عن منصة «إير بي إن بي» الإلكترونية لتأجير أماكن السكن للعطلات، والتي نجحت بتسجيل وعرض 7 ملايين شقة سكنية للتأجير حول العالم، متيحةً للمؤجّرين متوسّط دخل شهرياً يبلغ 924 دولاراً أمريكياً، وبذلك شكلت طريقة جديدة لجني المال ودفع الفواتير.
وتناول التقرير بنفس الطريقة فكرة «ريادة الأعمال الفردية الرقمية»، والتي يبتعد الناس فيها عن ريادة الأعمال التقليدية، ويبحثون عبر الإنترنت عن وسائل لجني المال عن طريق العديد من نماذج الأعمال، مثل التسويق بالعمولة أو التجارة الالكترونية. وقد احتضنت الولايات المتحدة الأمريكية وحدها ما يقارب من 40 مليون «رائد أعمال فردي» عام 2019. وتركز دراسة الحالة التي أوردها التقرير على منصّة «فولفيلمينت باي أمازون»، والتي بسّطت عمليات البيع عبر الإنترنت بشكلٍ كبير، حتى وصل حجم مبيعات البضائع عبرها إلى 41,1 مليار دولار في عام 2018.
علاوةً على ذلك، تناول التقرير موضوع اقتصاد العمل الحر، واستشهد بمنصة «أب وورك» التي تحظى بنحو 14 مليون مستخدم وحققت لأصحاب الأعمال الحرة (الفريلانس) إيرادات سنوية وصلت قيمتها إلى مليار دولار. ويعد اقتصاد العمل الحر نظام سوق حر تستعين فيه المؤسسات بخدمات أشخاص مستقلين، بموجب عقود عمل قصيرة الأمد. وقد حقق اقتصاد العمل الحر نمواً مذهلاً لتصل قيمته إلى 204 مليارات دولار في عام 2018، ومن المتوقع أن ينمو بنسبة 17% بحلول عام 2023.
وتُبيّن الأمثلة المذكورة أعلاه بعضاً من آخر وأحدث إمكانات العمل التي يسعى إليها الناس اليوم لجني المال وعيش حياة متوازنة.
وفيما يخص موضوع الأتمتة، يشير التقرير - بالاستناد إلى دراسات عدة - إلى أن 30% من الوظائف الحالية مهددة بالزوال نتيجة الأتمتة بحلول عام 2030، بينما تشير تقارير أخرى إلى أن الأتمتة ستساهم بإدخال 15 تريليون دولار إلى إجمالي الناتج المحلي العالمي بحلول عام 2030.
عقلية العمل المستقبلية
ويستكشف تقرير «مستقبل العمل» كذلك تغير المواقف تجاه العمل بشكلٍ عام، حيث إن الوظائف المستقرة ومفهوم «العمل الثابت طوال الحياة» بدأت تفقد جاذبيّتها، وخاصةً بين الأفراد من جيل الألفيه. وبالفعل، يتوقع 43% من جيل الألفية أن يتركوا عملهم في غضون عامين.
ويظهر كذلك توجّه آخر بين الأفراد في سنّ التقاعد، حيث أدّت عقلية «التحرر من العمل» لديهم إلى عقليةٍ أخرى هي «حرّية العمل». ويبدو أن الناس باتوا يسعون أكثر إلى التقاعد لمواصلة مساهمتهم في المجتمع بشكلٍ آخر. وقال أكثر من ثلث (38%) المشاركين في أحد الاستطلاعات إنهم يفضّلون الاستمرار بالعمل بعد سنّ التقاعد. كما قامت بعض البلدان مثل اليابان، حيث يتجاوز 30% من السكان سن الـ 60 عاماً، برفع سنّ التقاعد حتى 70 عاماً.
أساليب العمل المستقبلية
ويوضح التقرير في هذا المحور أن طريقة عملنا اليوم تختلف بشكلٍ كبير عما كانت عليه قبل عشر سنوات فقط، ويبدو هذا التوجّه مستمراً ومتسارعاً خلال السنوات القادمة. وقد ازدادت شعبية العمل عن بعد على مرّ السنوات، حيث ارتفع عدد العاملين عن بعد بنسبة 159% منذ عام 2005. كما أصبح هذا الأسلوب في العمل بين ليلة وضحاها النمط المعتاد في عام 2020 إثر تفشّي جائحة «كوفيد-19»، وذلك بعد أن فرضت الحكومات حول العالم إجراءات الإغلاق العام لمواجهة الفيروس.
ومع خروج البلدان ببطء من قيود الإغلاق، من المرجّح أن يواصل العمل عن بعد نموّه، حيث قال 9 من أصل كل 10 موظفين يعملون عن بعد إنهم يفضلون مواصلة العمل بهذه الطريقة لبقية حياتهم المهنية. ويركّز التقرير على شركة «وي وورك» نموذجاً لهذه الحالة، وهي شركة أمريكية للعقارات التجارية تُعنى بتصميم وبناء مساحات مشتركة مادية وافتراضية، إضافةً لتقديم خدمات مكتبية. وتمتلك الشركة حالياً 400,000 عضو على امتداد 400 موقع في 99 مدينة و26 بلداً. وتقدّم الشركة، التي تقدّر قيمتها بنحو 40 مليار دولار، خدماتها لعملاء بارزين مثل جوجل، وتويتر، وجنرال إلكتريك.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"