حتى نحقق الطموح

01:27 صباحا
قراءة دقيقتين

تطمح قيادتنا الرشيدة من خلال أجندتها الوطنية، إلى تحقيق رؤية الإمارات 2021 الهادفة إلى أن تكون الدولة ضمن أفضل دول العالم بحلول اليوبيل الذهبي للاتحاد، ومن أجل ذلك يتصدر التعليم محور اهتماماتها ويحظى بالدعم المتواصل منها، بهدف الاستثمار في رأس المال البشري، وتحقيق مخرجات تعليمية ذات جودة عالية، وجعل الإمارات وجهة عالمية رائدة لإنتاج المعرفة.
لذلك تعمل وزارة التربية والتعليم جاهدة، من خلال تسخير كافة إمكانياتها، لإحداث نقلة نوعية في المنظومة التعليمية بكافة عناصرها وأدواتها، ‏تؤهلها لمواكبة التغيرات العالمية المتسارعة، والاتجاهات العلمية الحديثة، بما يتماشى مع متطلبات القرن الحادي والعشرين، لضمان مستقبل أفضل لأبنائنا الطلبة.
ولنتمكن من تحقيق هذه الطموحات والتوجهات المستقبلية، علينا أن نستثمر في المحرك الرئيسي لصناعة رأس المال البشري، ألا وهم المعلمون الذين يعدون الركيزة الأساسية للمنظومة التعليمية. فالمعلمون هم «رواد النهضة وصناع التغيير الحقيقي»، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله. ولنحقق النجاح ونصنع الفرق، علينا أن نكثف الجهود لتأهيل المعلمين وإعدادهم إعداداً جيداً، لنشكل منهم مساهمين رئيسيين وداعمين فاعلين لإنجاح الرؤى والخطط الاستراتيجية لتطوير التعليم، وهذا يتطلب زيادة وعيهم بالتغيرات العالمية من حولهم، وتعريفهم بأبرز مظاهر التطوير في مجال التعليم على مستوى العالم، وإطلاعهم على الخطط والرؤى المستقبلية للنهوض بالتعليم في الدولة؛ لأنهم يمثلون الجهة التنفيذية لها.
كما أنه لابد أن يتمتع المعلمون بالقدرة على استشراف المستقبل والتنبؤ بملامحه، ويتحقق ذلك من خلال إشراكهم في جلسات حوارية ونقاشية دورية مع القيادات التربوية، كما يعد فهم المعلمين لأدوارهم الجديدة أمراً في غاية الأهمية، فالمطلوب من المعلم اليوم، هو أن يكون موجِّهاً وميسِّراً لعملية التعلم، وملاحظاً ومقيِّماً لأداء الطالب أثناء تعلمه، من خلال توجيهه والتأثير فيه، سواء كان ذلك في البيئة الصفية الواقعية أوعن بُعد، عوضاً عن تلقينه المعلومات؛ لأنه لم يعد المصدر الوحيد للتعليم.
ومن المهم أيضاً أن تكون لدى المعلم، الدافعية الذاتية للتعلم المستمر، والإلمام بالثورة المعلوماتية والسعي إلى اكتساب المهارات التي تمكنه من قيادة التغيير ومواجهة التحديات، ومواكبة التقدم العلمي والتكنولوجي، من أجل تقليص الفجوة بينه وبين طلابه، وعلى المؤسسات التعليمية مراعاة النمو المهني للمعلمين، وتحديد حاجاتهم التدريبية، وتطوير مهاراتهم في استخدام استراتيجيات التدريس الحديثة، والقدرة على توظيفها بطريقة صحيحة لتعزيز وتطوير مهارات الطلبة، واستحداث البيئة المحفزة لهم، للوصول بمستويات أدائهم إلى مرحلة الإبداع والابتكار.
لكي نحقق الطموح والرؤية، على المعلّم أن يُدرك أهمية مهنته وقدسية رسالته في الحياة، وعلى المجتمع أن يُقدِّر ويثمن دوره وأن يكون داعماً رئيسياً له في أداء رسالته، وعلى الجهات المعنية أن تنظر في تحسين جودة حياة المعلمين، فهم خط الدفاع الأول لبناء المجتمع، وصناع أجيال المستقبل.
مسؤول تطوير جودة التعليم
وزارة التربية والتعليم

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مسؤول تطوير جودة التعليم في وزارة التربية والتعليم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"