أيّها الكتّاب الغائبون

00:22 صباحا
قراءة 3 دقائق

من باب التفاؤل أبدأ هذا العام برسائل مكررة سبقت الإشارة إليها في مناسبات وكتابات عديدة وعلى مدى سنوات ماضية، وهي بكل بساطة دعوات مستعادة لأهل القلم في الإمارات.. أولئك الذين غابوا عن الكتابة أو غابوا عن المشهد الثقافي المحلي برمّته، لا بل ما عدنا نراهم في الأمسيات والندوات الثقافية الصوتية والصورية الواقعية الأرضية، كأن هذا الغياب الإداري لكل كاتب منهم هو قدر أو مصير.
أين عارف الخاجة؟، وأين قصيدته الحارّة، النبيلة، المؤثرة المولودة من لغة الصورة والجمال والابداع؟.
أتساءل دائماً عن غياب عارف الخاجة، وكثيرون يتساءلون أيضاً أولاً لقيمته الأدبية الشعرية الرفيعة والمحترمة في الإمارات وفي الساحة الثقافية الخليجية أيضاً هو المراوح بين العمود الشعري، وبين التفعيلة، وهو الصحفي الثقافي الذي وضع علامته المهنية بقوة وشجاعة في منتصف ثمانينات القرن العشرين وحتى أوائل التسعينات وجعل من الصحافة الثقافية اليومية في الإمارات فضاءً حراً مفتوحاً للحوار والنقد والسجال الثنائي والجماعي للعديد من الكتاب الإماراتيين والعرب المقيمين في البلاد.
أين سلمى مطر سيف؟، وأين قصتها القصيرة المولودة من روح المكان الإماراتي وإشاراته الاجتماعية والحكائية والشعبية؟. أين ذلك القلم الشفاف، الأنيق، والذي كان مقبلاً على الحياة والكتابة والإبداع؟.
في أوائل التسعينات عقد اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات ندوة عربية نقدية حول القصة القصيرة في الإمارات، وقد جمعت مواد تلك الندوة في كتاب صدر عن الاتحاد إن لم تخن الذاكرة بعد هذه السنوات، وشارك في تلك الندوة نقاد وكتّاب عرب كان من بينهم جبرا إبراهيم جبرا الذي أشاد بقصص سلمى مطر سيف وتوقف عندها قارئاً وناقداً ومثقفاً عربياً كبيراً.
من الأسماء التي نذكرها ونحبها ونحترمها القاص سعيد الحنكي، وهو من جيل الثمانينات، وكان ينشر قصصه بانتظام أحياناً في الصحافة الثقافية أنذاك، ولا أدري إن كانت هذه القصص قد جمعت وصدرت في كتاب، غير أن الحنكي عاد إلى الكتابة في العام 2018 وذلك بإصداره روايته الأولى «تربيع أوّل» في 125 صفحة من القطع المتوسط، وهي رواية مكان إماراتي أصيل بكل ما فيه من مفردات وروح ولغة.
كتّاب إماراتيون كثيرون نأمل منهم أن يعودوا الى حياتهم الأدبية الطبيعية، سواء من شعراء أو من كتّاب القصة القصيرة بشكل خاص.
هؤلاء الكتّاب الإماراتيون الذين غابوا عن المشهد الثقافي المحلي، هم في الأساس من جيل الثمانينات والتسعينات، وكان لهم دور ثقافي على درجة كبيرة من الأهمية على مستوى التأسيس للحياة الثقافية الإماراتية قبل عقود، ومن المهم الآن أن نكرر الدعوة بل الدعوات في الصحافة الثقافية الإماراتية لإخراج هؤلاء الكتاب من العزلة والغياب والصمت إلى الحياة الأدبية المحلية والتفاعل بها ومعها ومع رموزها الجديدة والقديمة وذلك في اتجاه إيجابي واحد يخدم الثقافة الإماراتية، ويعزز من مكانتها وصورتها الإنسانية الإبداعية على مستوى العربي والعالم.
هنا، ومن باب الاقتراح على اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، بيتنا الثقافي الحميم، سيكون من الجميل والإيجابي أن ينظم الاتحاد لقاء موسعاً لهؤلاء الكتّاب الإماراتيين الغائبين عن الحياة الثقافية منذ سنوات طويلة، وذلك، بدعوتهم المباشرة لهذا اللقاء الذي نأمل أن يجري مع مطلع العام الجديد، ومرة ثانية تحت عنوان واحد هو: «التفاؤل»..
نعم.. التفاؤل بثقافة إماراتية، عربية، عالمية، تشارك في صناعتها الأجيال الأدبية المحلية كافة.. من الثمانينات وحتى اليوم.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"