تخاريف وأفكار مسمومة

00:33 صباحا
قراءة دقيقتين

تشعر بتفاؤل كبير حين تعلم أن الإمارات تجاوزت المليون جرعة لقاح قدمتها لسكانها، بالإضافة إلى أكثر من ربع مليون شخص حصلوا على الجرعة الثانية من اللقاح، واكتمال حصول خط الدفاع الأول كاملاً على تلك الجرعات، والدولة ستستمر بخطتها هذه حتى تمنح كل سكانها فرصة اكتساب المناعة والتحصن من الوباء اللعين.
هي من أوائل الدول التي عملت فعلياً على تطمين سكانها وأهلها بتقديم اللقاح وتوفيره في كافة المنشآت الصحية الحكومية والخاصة والمجالس في الدولة، ما يعني توفير اللقاح لكافة المواطنين والمقيمين، علماً أنه اختياري ومجاني، ولا يتطلب سوى التأكد من أحوال الشخص الصحية وقدرته على تلقي الجرعة، والتسلح بالتفاؤل وغلق الأبواب أمام من يبثون الذعر في النفوس.
مع كل جرعة لقاح يكبر فينا الأمل أكثر في إمكانية استعادة الحياة الاجتماعية التي نشأنا عليها، والأهم عودة الأمان الصحي وفتح أبوابنا لاستقبال الأهل والأحبة وممارسة كل الأنشطة، خصوصاً وأن موجات من الوباء تتجدد وتنتشر في دول عدة.
يكبر فينا التفاؤل في هذه الخطوة الإيجابية من دولة تعلم جيداً أنه من حق الناس جميعاً أن ينعموا بالطمأنينة وراحة البال بعد كل هذا القلق والخوف الذي عاشه ويعيشه العالم منذ أن فرض علينا «كوفيد-١٩» أن نقلب حياتنا ونغيّر عاداتنا ونشطب من قاموسنا المعنى الحقيقي للاتصال والتواصل بين البشر «وجهاً لوجه» وليس «عن بُعد»؛ بل وصلنا إلى مرحلة يُهّيأ لنا أن كل عابر سبيل هو فيروس متنقل على قدمين، وعبارة «وجهاً لوجه» هي الناقل الفوري والمباشر للوباء!
لم يكن كثيراً علينا أن نفرح ونشعر بالأمل ونحلم بالخلاص من كورونا، وبأن العلماء أخيراً استطاعوا السيطرة عليه من خلال اللقاح، تماماً كما واجه الطب حول العالم الإنفلونزا باللقاح دون أن يتمكن من إيقافه أو الحيلولة دون تنقله بين كل الناس عن طريق التواصل المباشر والعدوى. بينما يأتي من يستكثرون على البشر راحة البال هذه، فيجتهدون لبث الذعر والشك في النفوس. يريدون أن تكبر كرة الشائعات وتتدحرج عبر المواقع والصفحات لتلف الأرض بشرائط الفيديو والمعلومات التي يؤكدها لنا مجهولون أو بعض الأسماء المنسوبة إلى كوادر طبية، يزعمون فيها أنهم يملكون معلومات خطيرة بأن اللقاح ما هو إلا شرائح معدنية يحقنوننا بها ليتمكنوا من التجسس علينا والتحكم بنا، والبعض يقول إن اللقاح يتسبب في العقم، وفريق ثالث يذهب بفكرة التآمر على البشرية إلى حد جعل اللقاح هو الفصل الجديد من «العنصرية» الذي سيمارس على الناس.
هي تخاريف وأفكار مسمومة ينشرونها في الوقت الذي نلهث فيه خلف أمل التحصن من الوباء اللعين. البشرية كلها تبحث عن حل، والبعض يعرقل ولا يقدم البديل أو ما هو منطقي ومفيد، بينما الإمارات وصناع الخير وأهل العلم يسرعون لإنقاذ الناس ومكافحة الوباء.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"