عادي

الطلاق نهاية لخلاف وبداية لسلسلة مشكلات

00:18 صباحا
قراءة 3 دقائق
1


العين: منى البدوي
الطلاق نهاية لخلاف بين الزوجين، وبداية لسلسلة من المشاكل التي تجعلهما من الأشخاص المترددين على أقسام الشرطة، والمحاكم، بسبب الخلافات التي تتولد عن الانفصال، ومنها تخلف أحد الطرفين أو تقاعسه عن منح الطرف الآخر حقه في النفقة، سواء دفعها، أو زيادتها، أو رؤية الأبناء، أو إسقاط حضانتهم ،وغيرها من المشاكل الأخرى التي تتستر أحياناً بالكيدية.
طريقة حضارية
وقال المحامي سالم بهيان، الطلاق يمكن أن يكون نهاية للخلافات بين الزوجين إذا ما تم بطريقة حضارية، بحيث يتفق الطرفان على التزام كل منهما بحقوق وواجبات الآخر، وعدم التهرب من أدائها، مشيراً إلى أن احترام كل فرد للآخر حتى ما بعد الطلاق، وتعاونهما مع بعضهما بعضاً، ومراعاة كل طرف لظروف الآخر، تصب في مصلحة الأبناء، خاصة أن المشاكل التي تنشب بين الأفراد المنفصلين تؤثر بشكل مباشر في حالة الأبناء النفسية.
وذكر أن نهاية مشوار الحياة الزوجية بالانفصال يحوّله البعض إلى بداية لخوض معركة، وغالباً ما تكون بسبب إصرار بعضهم على مناكفة الآخر، أو عدم التزام الأب بدفع نفقة الأبناء، أو المطالبة من قبل الأب بتخفيضها، ومن قبل الأم بزيادتها، وغيرها من الدعاوى الأخرى التي يتم رفعها للمطالبة بإسقاط حضانة الأبناء، وحتى الموافقة على سفر الأبناء، وغيرها من الأمور التي بسبب تعنت أحد الأطراف يلجأ الآخر للمحاكم .
واقترح وجود مشرف اجتماعي لمراقبة دور كل طرف، ومدى التزامه بالحقوق المترتبة عليه ما بعد الطلاق، للتقليل من المشاكل التي تقع بين بعض المنفصلين، خاصة في حال وجود أبناء، وأن يكون المشرف لديه سلطة ضبطية لرصد المخالفات بين الطرفين ليتمكن من إعداد التقارير وإرسالها للقاضي المختص لاتخاذ القرار المناسب، ووضع حل للخلاف تجنباً لتكراره.
يفتح أبواب المشاكل
من جانبه، قال المستشار القانوني هاني أحمد، يجب أن يعي الأزواج أن الطلاق ليس دائماً هو الحل الأمثل للمشاكل التي تنشب بينهما، وأنه يفتح أحياناً أبواب أوسع للمشاكل، ليس المنظورة أمام المحاكم فقط، وإنما أيضاً ما يترتب على ذلك من آثار نفسية واجتماعية تنعكس على الأبناء بشكل كبير، وهو ما يتطلب من الأزواج التريث قبل الإقدام على التفكير في الانفصال، وعدم اللجوء إليه عند أول مشكلة تواجههم، حرصا على سلامة تنشئة الأبناء النفسية والاجتماعية.
وأضاف أن المشاكل التي تنجم بين الأزواج غالباً ما تكون في السنوات الأولى من الارتباط بسبب اختلاف طبع وسلوكيت وبيئة كل شخص عن الآخر، ما يعتبر من الأمور الطبيعية التي تتطلب الصبر والحكمة في التعامل مع الأزمات إلى أن يتم التآلف والإندماج النفسي والاجتماعي بين الشخصيتين، مشيراً إلى أن الكثير من العواصف التي تطرأ على الحياة الزوجية من الممكن حلها بابتعاد الطرفين عن بعضهما بعضاً لعدة أيام، وأيضاً عدم تدخل الأهل في الخلافات، خاصة في بدايتها.
وأضاف قبل الانفصال يعتقد الأزواج المتخاصمين أن المشاكل ستنتهي بينهما بمجرد وقوع الطلاق، ليفاجأ البعض بأن سلسلة جديدة من النزاعات المتكررة والمتتالية جعلتهم يترددون باستمرار على المحاكم بسبب مشاكل تتعلق بالأبناء من حضانة، ونفقة، وإهمال، ورؤية المحضونين، مشيراً إلى الدعاوى المتكررة والتي تتطور أحياناً لتصل إلى دعاوى سب، وقذف.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"