أدوار مفيدة للمجتمع

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

 

نغفل في كثير من الأحيان حقيقة مهمة، وهي أننا نعيش على أرض واحدة، هي ملك لنا جميعاً وليست حكراً على أحد دون الآخرين. وهذا النسيان يتمثل في كل هذه الممارسات السيئة التي تتعرض لها البيئة من بعض ضعاف النفوس، أو من الشركات الكبرى التي لا تتقيد بأنظمة السلامة البيئية ومعايير التلوث الدولية؛ لأننا نشاهد كل هذه الملوثات تجتاح فضاء كوكبنا الأزرق الجميل وتفسده. ونحن أيضاً ننسى أننا نعيش في مجتمعات يفترض فيها التلاحم والتواد والتراحم والتكاتف والعمل المشترك لخدمة الناس ومساعدة الضعفاء، وهذا النسيان يتمثل في كل حالات الفقر والعوز، وفي كل من يمرض ولا يجد العلاج والمساعدة. نحن في غمرة سعينا نحو تحقيق متطلبات الحياة السعيدة المستقرة، ننسى أموراً كثيرة جوهرية ومهمة. قد يقول أحدنا: كيف أكافح الفقر أو التلوث وأنا مجرد فرد لا صوت لي؟ وهو محقّ، لكننا لو استخدمنا ما بين أيدينا من تقنيات مثل الدخول على حسابات الجهات ذات العلاقة في «تويتر» وتنبيهها بصورة أو كلمة، فإن هذه ممارسة أخلاقية عالية، وفيها أداء لدور إنساني كبير. 
فتاة في المرحلة الثانوية دخلت على «تويتر» في نقاش طويل وحامٍ مع جمعية صائدي الحيوانات، ويظهر أن مقرها في الولايات المتحدة الأمريكية. هذه الفتاة أرسلت عدة تغريدات على حساب الجمعية، تنتقد الصيد الجائر، وأنها لم تذكر في الحساب تعليمات متى يتم الصيد ومتى يتم تجنب صيد حيوانات محددة؛ لأنه موسم للولادة والرضاعة، وأن هذه الفوضى ستؤدي في النهاية إلى ألّا يجد أي صياد ما يصيده؛ لأن الحيوانات ستنقرض. وذهبت هذه الفتاة للقول بأن هذه الجمعية لا دور لها سوى استعراض صور وحشية لمجموعة من الرجال وهم يصيدون الحيوانات ويتفاخرون بعدد الصيد دون الحاجة للطعام. هل تعلمون ما الذي حدث كرد على تغريداتها؟ تلقت هذه الفتاة عدة رسائل من إدارة الجمعية تتفق معها في أن من يقوم بإدارة الحساب على «تويتر» أغفل هذه الجوانب، بل إنها أغفلت هذا الموضوع في نشراتها التوعوية التي توزعها على الأعضاء. ووعدت الجمعية الفتاة بأنها في الاجتماع القادم ستقدم مقترحاتها للتصويت عليها. بطبيعة الحال على حساب «تويتر» تلقت هذه الفتاة بعض النقد وحتى الشتم ممن يتابع، لكن إدارة حساب جمعية صائدي الحيوانات كانت تحذف أية تغريدة تسيء لها أو أية تغريدة لا تناقش بمهنية. مع دخول التقنيات الحديثة والهواتف الذكية، فإن بأيدينا أن نسهم بشكل إيجابي في الحياة. فلندرب أنفسنا وأبناءنا على القيام بأدوار حيوية ومفيدة للمجتمع.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"