الاستثمار في العلاج النفسي

00:12 صباحا
قراءة دقيقتين

 

تشير طبيعة الحياة المعاصرة إلى زيادات كبيرة في التوترات، وحالات كثيرة من القلق والهموم، وهذا يعني أن عدة أمراض نفسية أو عوارضها باتت موجودة ومنتشرة بين قطاع واسع من الناس، ليس في مجتمع ما، وإنما في كل مجتمع، مثل الكآبة، والحزن والمخاوف والاضطرابات على مختلف أنواعها، وغيرها كثير. جميعها نلاحظها ويمكن رصدها. وخلال أزمة العالم مع فيروس «كورونا»، وما رافقها من تغير في طبيعة الحياة لدى كثير من الناس، حيث العمل والدراسة عن بعد، فضلاً عن الحد من الحركة والأنشطة الاجتماعية، ونحوها من الإجراءات الاحترازية، ظهرت حالات نفسية تحتاج إلى الاستشارة والعون، ولا ننسى قطاعاً واسعاً من الناس في مختلف أرجاء العالم، توقفت أعمالهم وسُرِّحوا من وظائفهم، وهذا يعني حالات الخوف والقلق والعديد من الأمراض التي تحتاج إلى مختصين ومستشارين في العلاج السلوكي ونحوه. 
هذا واقع حياتي لا يمكن تجاوزه دون التوقف ملياً، ورصد مثل هذه التحولات والصعاب التي تواجه الناس دون وضع الحلول، ومن أهمها وجود عيادات متخصصة للاستشارات الاجتماعية والنفسية، وأن يكون العلاج النفسي على أعلى القائمة. 
وكما هو معروف، فإن هناك عدداً من المرضى يقصدون عيادات ويشتكون من أمراض جسدية، وهم في الأساس يعانون مرضاً نفسياً خفياً لم يجد العلاج في لحظتها والوقت المناسب.
لن أبالغ إن قلت إن المجتمعات البشرية في مختلف أرجاء العالم ترزح تحت ضغوط شديدة، أنتجت حالات مرضية نفسية، ولم يقابلها اهتمام بهذا التخصص العلمي، خاصة في عالمنا العربي، حيث ما زال يُنظر للطب النفسي نظرة كلها غموض ومحمّلة بالتشكيك والرفض. 
وهذا نتاج ثقافة سادت لعقود سطحت العلاج والطب النفسي. في هذا العصر، نحن بحاجة لوعي تام بأن العلاج النفسي قد يكون منقذاً؛ بل عاملاً مهماً للنجاح والتفوق؛ لذا يجب أن نضعه في المكان الصحيح. ويتحقق هذا بدعم الاستثمار في مجال الصحة النفسية، وهذا الاستثمار له أهميته القصوى والبالغة؛ لأن هناك قطاعاً واسعاً من الناس في مختلف أرجاء العالم لا يستطيعون الوصول للعلاج النفسي على الرغم من الحاجة الملحة إليه، كما أن الاهتمام بهذا القطاع سيسهم في التغلب على تدني الوعي حول تأثيرات الاضطرابات والأمراض النفسية، ويفسح المجال أمام طلب الاستشارة والعلاج. 
دعم العلاج النفسي يعني أن نسمح لقطاع مهم بالنمو جنباً إلى جنب مع القطاع الصحي العام، الذي يهتم بالسلامة الجسدية، ويكون مكمّلاً له.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"