عادي

الفضائيات أداة «العنف الرمزي»

00:28 صباحا
قراءة دقيقة واحدة
3
صحيفة الخليج

«ليس جدياً أن تفكر في السياسة دون أن تتحلى بتفكير سياسي» هكذا يوجز المفكر الفرنسي بيير بورديو طبيعة الرؤية التي يجب أن يتحلى بها من يريد أن يفهم ما الذي يحدث في العالم؟.

يشير كتاب «التلفزيون وآليات التلاعب بالعقول» لبيير بورديو، ترجمة درويش الحلوجي، إلى ظهور مصطلحات عديدة كثر استخدامها من قبل مدارس علم الاجتماع المختلفة، مستهدفة تحديد أو تحليل بنى المجتمعات المختلفة في الثلث الأخير من القرن العشرين، من بين هذه المصطلحات «مجتمع الاستهلاك – المجتمع ما بعد الصناعي – المجتمع ما بعد الحديث – وصولاً إلى مجتمع المعلومات ومجتمع المعرفة»، وهذا الكتاب بجانب الموضوع المباشر الذي يتناوله، وهو بنية وسائل الإعلام الحديثة وآليات عملها، وبالتحديد التلفزيون، يفتح الطريق بشكل غير مباشر للتأمل والتفكير فيما هو أبعد من ذلك، وتحديداً طبيعة المجتمع الذي نعيش فيه في الوقت الراهن.

هذه الفضائيات لم تعد تقدم برامج للتسلية أو التثقيف، إنما هي كما يؤكد بورديو، أصبحت أدوات الضبط والتحكم السياسي والاجتماعي في المجتمعات الراهنة، أو هي وفقاً للمصطلح الذي يستخدمه بورديو عبارة عن أداة من أدوات «العنف الرمزي» الذي تمارسه الطبقات الاجتماعية التي تهيمن، وتسيّر هذه الأدوات، وقد أثار هذا الكتاب منذ صدوره الكثير من الضجة والتعليقات، ما بين الترحيب والحماس، والهجوم الحاد على الكتاب ومؤلفه.

 ولا يقتصر الدور الخطير الذي يلعبه التلفزيون على التأثير المباشر في المشاهدين، لكن يمتد إلى مجالات الإنتاج الثقافي الأخرى، وهو ما ينبه إلى خطورته بشكل خاص.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"