عادي

22 دقيقة تأخير الاتصال بين «مسبار الأمل» ومركز التحكم بدبي

01:19 صباحا
قراءة 4 دقائق
1

دبي: يمامة بدوان

22  دقيقة، مدة التأخير في وقت الاتصال، بين فريق محطة التحكم الأرضية في «مركز محمد بن راشد للفضاء» في دبي، ومسبار الأمل، خلال مرحلة الدخول إلى مدار المريخ على مدار الساعة (24 ساعة يومياً)، لبُعده عن الأرض، على أن يكون الاتصال من مرتين إلى ثلاث أسبوعياً، مدة كل منها بين 6 و8 ساعات، مقارنة بمدة الاتصال بعد الإطلاق مباشرة في 20 يوليو 2020، التي لم تستغرق سوى ثوانٍ معدودة، وعقب ذلك كانت تستغرق 4 إلى 5 دقائق.
ومع نجاح دخول المسبار إلى مدار المريخ، ستكون الإمارات خامس دولة في تاريخ البشرية، تصل إلى الكوكب الاحمر، علماً بأن دولتين فقط استطاعتا الوصول إلى مدار المريخ أو سطحه، من أول تجربة فضائية لهما.
وبحسب رابط البث المباشر لسير رحلة المسبار، فإنه قطع في يومه ال 190، منذ إطلاقه للمريخ، 454 مليوناً و855 ألفاً و485 كم، فيما تبقى له 25 مليوناً و636 ألفاً و915 كم، حيث يسير بسرعة تبلغ 79 ألفاً و467 كم/ الساعة.

ويواصل فريق محطة التحكم الأرضية بمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، مواكبة المسبار طوال رحلته، من لحظة إقلاعه من مركز تانيجاشيما الفضائي باليابان، في مهمة علمية تعدّ الكُبرى من نوعها لقطاع الفضاء في الدولة، عبر تحضيرات علمية ولوجستية للتحكم بمهمة مسبار الأمل.
وعقب إطلاق المسبار، يتولى فريق محطة التحكم الأرضية من «مركز محمد بن راشد»، في منطقة الخوانيج، متابعة المسبار والاتصال به حتى وصوله إلى مدار المريخ.
وعمل فريق المحطة الأرضية خلال الأيام الثلاثين الأولى، بنظام المناوبات على مدار الساعة، لتلقي الاتصال من المسبار، ومن ثم إرسال الأوامر إليه، وتلقي المعلومات التي سجلها عقب انفصاله عن صاروخ الإطلاق، وفتح منظومة الألواح الشمسية التي تزوده بالطاقة.
فريق التحكم
وينقسم فريق التحكم بالمحطة الأرضية في المركز إلى 4 أقسام: فريق التحكم ويرسل الأوامر ويستقبل المعلومات من المسبار. وفريق التخطيط، ويخطّط المهمة قبل إرسال المعلومات والأوامر. وفريق الملاحة ويدرس المدارات والمسارات التي سيمر بها المسبار. وفريق البرمجيات الذي يبرمج البرامج التي تتحكم في المسبار.
وتمثل دور فريق التحكم في المحطة الأرضية، في استقبال أول إشارة من المسبار، وإرسال الأوامر إليه؛ ليجري بعدها التجارب العددية لمدة 30 يوماً عقب الإطلاق، حيث قسّم الفريق إلى فريقين، عملا على مدار الساعة، كل منهما 12 ساعة بنظام المناوبات، وضم الفريق الواحد 3 أشخاص، اختبروا الأجهزة يومياً بعد مرحلة الإطلاق، حيث بلغت مدة الاتصال الواحد في حدود 6 ساعات.
أما فريق التخطيط، فإن دوره تمثل في تطوير النموذج الهندسي للمسبار، واستخدامه جهازاً لمحاكاة بيئة الفضاء، واستخدم لاختبار جميع المخاطر التي قد تواجه المسبار في رحلته إلى الكوكب الأحمر بشكل عام؛ حيث اختبرت جميع المراحل التي يكون فيها المسبار خلال رحلته؛ للتأكد من سلامة المركبة الفضائية، حيث وضع الفريق خطة لوصول المسبار إلى المريخ بسلام.
أما بالنسبة لفريق الملاحة، فإن مهمته كانت في البداية إنشاء جهاز الملاحة والتصميم للمهمة، وتحديد موقع المسبار خلال مهمته في المريخ، حيث هناك مرحلتان تعدان الأخطر في مهمة المسبار، الأولى تمثلت في التأكد من انفصاله عن صاروخ الإطلاق والسير في المسار الصحيح، والثانية الوصول إلى المريخ، بتبطئة سرعة المسبار للدخول إلى مدار الكوكب الأحمر.
في حين، تولى فريق البرمجيات، تطوير البرمجيات التي يستخدمها فريق العمليات في إرسال الأوامر إلى المسبار، واستقبال البيانات وتحليلها، وهندسة شبكات الحاسوب، والعمل مشغل أوامر وتحكم، خلال الإطلاق ومرحلة العمليات الأولى.
جمع البيانات
وبمجرد وصوله إلى الكوكب الأحمر، سيكتشف مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» أعمق التغيرات المناخية في الغلاف الجوي للمريخ، عبر جمع بيانات على مدار اليوم وباختلاف المواسم ومقارنة بعضها ببعض، كما سيجري المسبار بعض القياسات الأساسية التي تساعد مختلف الجهات العلمية بالدولة وعالمياً، على فهم كيفية دوران الغلاف الجوي للمريخ وطبيعة الطقس في طبقتيه السفلى والوسطى، وسيستخدم المسبار في مهمته ثلاثة أجهزة علمية صممت خصيصاً، لتُساعده في تحقيق أهداف مهمته. 
ومن المستهدف أن تساعد هذه القياسات والبيانات، ومراقبة الطبقات العليا من الغلاف الجوي في فهم أسباب صعود الطاقة وجزيئات الأكسجين والهيدروجين إلى طبقات الغلاف الجوي، ومن ثم فهم كيفية هروبها من جاذبية المريخ.
ولعل ما يميز مسبار الأمل، هو المزيج الفريد من الأجهزة العلمية المتطورة، التي صممت خصيصاً لهذه المهمة، والقدرة على التنقل بين طبقات الغلاف الجوي للمريخ وتغطيته على مدار اليوم، وباختلاف المكان وتغير المواسم.
ثروة معرفية
وتوفر البيانات التي يجمعها المسبار، على مدار الساعة، خلال سنة مريخية كاملة تناهز عامين أرضيين، ثروة معرفية غير مسبوقة، تضعها الإمارات في متناول 200 مؤسسة أكاديمية وبحثية في العالم، لرسم صورة واضحة عن مناخ الكوكب الأحمر وطقسه اليومي وتضاريسه، وتفاوت درجات الحرارة على سطحه، وتباين أنوائه وظواهره الجوية على مدار العام المريخي الذي يساوي 687 يوماً من أيام الأرض.
4 قطع 454.855.485 كم بسرعة 79467 كم/ الساعة
فرق متخصصة في مركز التحكم للتواصل مع المسبار

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"