طاقة العطاء

01:24 صباحا
قراءة دقيقتين

أسماء الجناحي

كما علمته الحياة، تعلمنا نحن منه.. من المعلم الأول سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وكما قال: «لا تمارس عملك كموظف، بل مارسه كقائد يحب وطنه، وكصانع يعشق صنعته، وكفنان يبدع».
في ما مضى، كانت النظرة للوظيفة أو العمل الخاص على أنه وسيلة لكسب الرزق فقط من أجل حياة كريمة، واليوم الكثير منا يتوجه إلى مقر عمله حباً في ما يقوم به، وحباً في العطاء، وخدمةً للوطن، وللاستمتاع بنشوة الإنجاز والتميز في الأداء، وذلك بعد أن أصبح أغلبنا على قدر كبير من الوعي في فلسفة العمل والإنجاز، فالعطاء من دون حب لا قيمة له، والأخذ من دون امتنان لا طعم له.
ومع ذلك فلا يزال البعض يعتقد أن العمل وجد فقط من أجل كسب الرزق، فتجدهم يؤدون مهامهم على نسق الحضور والانصراف، وبالتالي يفتقر أداؤهم إلى الإتقان والإبداع.
العمل ليس فقط ساعات نقضيها في تنفيذ مهام معينة تطلب منا ونكافأ عليها مع نهاية كل شهر، وليس مجرد مصدر رزق، بل العمل حالة اجتماعية جميلة نعيشها، به تتسع دائرة معارفنا، ونزداد إدراكاً وثقافة، والعمل سعادة، إذ يشعر الفرد منا بكيانه، وهو نافذة نطلع من خلالها على عالم واسع،فضلاً عن أن العمل عبادة إذا حرص الموظف على أن يجمع فيه القيم النبيلة من إخلاص وإتقان وأمانة.
وإخلاص الموظف في عمله عبارة عن منفعة متبادلة له وللمجتمع، وتعتبر صفة الإخلاص في العمل هي الصفة التي تدفع الموظفين إلى لعمل لساعات إضافية، رغبةً منهم في التميز في الأداء وتحقيق أفضل الإنجازات، ولأنهم يعلمون تماماً أن السعادة ليست بالأخذ، بل هي بالعطاء. 
عندما تعتاد روحك على أن تجود بالعطاء، وتخلص في العمل وتتقنه وتكون أميناً على وطنك،ستكون ممن ساهم في تحقيق دولة الإمارات الحبيبة المركز الأول في العديد من مؤشرات التنافسية العالمية، أياً كانت درجتك الوظيفية أومسماك الوظيفي أو حجم العمل الذي تؤديه.
وعندما تضع نصب عينيك همة قادتنا وجهودهم الحثيثة لتنمية هذا الوطن الغالي ليكون الرقم واحد في العالم، وتشعر بحرصهم الكبيرعلى تطورك، وراحتك وصحتك وسعادتك وأمنك، حينها ستتبنى نهجهم، وستسير على خطاهم، وعلى خطى الآباء المؤسسين وستعطي أكثر، خدمةً لهذا البلد المعطاء، وكردٍّ ولو لجزء بسيط لما منحتك إياه. 
جميل أن تعرف معنى العطاء، والأجمل أن تعطي.. جميل أن ترى نتاج عملك مترجماً على شكل سعادة يشعر بها المجتمع، فتزداد شغفاً للنهوض صباح كل يوم مستبشراً بيوم جديد، متفائلاً بإنجازات جديدة،عندها فقط ستكبر طاقة العطاء في أعماقك، وستعرف بأن في العمل راحة،وأن في الإنجاز شعوراً عميقاً بالسعادة، فليكن العطاء من أجلك ومن أجل طاقة الإمارات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"