عادي

فوز جوتيريش ولطيفة ابن زياتن بجائزة زايد للأخوة الإنسانية

15:45 مساء
قراءة 6 دقائق
جوتيريس

أبوظبي: محمد علاء

أعلنت اللجنة العليا للأخوة الإنسانية أمس الأربعاء، خلال إحاطة إعلامية، فوز كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس والناشطة الفرنسية من أصول مغربية لطيفة ابن زياتين بجائزة زايد للأخوة الإنسانية لعام 2021. 
تحدث في الإحاطة المستشار محمد عبدالسلام، الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، قائلاً إن اللجنة تنظم حفل تكريم للفائزين مساء اليوم الخميس بمشاركة قداسة البابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وعدد من الشخصيات أعضاء اللجنة العليا للأخوة الإنسانية ولجنة التحكيم، في موقع «صرح زايد المؤسس» بأبوظبي عند الساعة 5:30 مساءً بتوقيت أبوظبي، والذي سيُبث مباشرة عبر الإنترنت على الموقع الإلكتروني للجائزة www.zayedaward.org لجميع المشاهدين حول العالم.
قال عبدالسلام: نحن سعداء اليوم بهذا الإعلان وفوز أنطونيو جوتيريس بالجائزة التي استحقها عن جدارة، لدوره العظيم والمؤثر في وقف النزاعات والحروب، وإطلاق العديد من المبادرات التي استهدفت إنهاء العنف والانتهاكات وإعلاء مصلحة الإنسان والإنسانية وتكريس الأخوة والسلام.
كما يسعدنا كذلك إعلان فوز لطيفة ابن زياتين، وذلك تقديراً لدورها الكبير وقدرتها على تحويل مأساتها الشخصية المؤلمة إلى نجاحات متوالية تكّرم ذكرى ابنها الذي فقدته وجميع ضحايا العنف والإرهاب، وهي بذلك تقدّم للعالم مثلاً يحتذى به في مجال الدفاع عن قيم الأخوة الإنسانية كوسيلة للمضي قدماً.
تكريم لمحبي الخير
وأضاف: إن ذهاب الجائزة إلى جوتيريس ولطيفة في أول نسخة بعد الإمام الأكبر والبابا فرانسيس، هو تكريم لكل محبي الخير والسلام ودعوة للإنسانية للاستمرار في هذا الطريق.
وقال: «تهدف هذه الجائزة العالمية المستقلة إلى تشجيع وتقدير أولئك الذين يقدمون لنا وللإنسانية مصادر إلهام قوية، ويبذلون جهوداً فاعلة تؤثر في عالمنا وتجعله أكثر تسامحاً وتفاهماً وسلاماً. فقد نجح أنطونيو جوتيريس في وضع سلسلة من الإجراءات الفعّالة التي حققت السلام والاستقرار على المستوى العالمي، كما أطلق العديد من المبادرات الفردية والمشتركة، بهدف القضاء على العنف ضد الإنسانية. أما السيدة لطيفة فقد قدمت نموذجاً ملهماً للأجيال القادمة وقادة العالم وجميع النشطاء في المجالات التي ترسخ الأخوة الإنسانية والسلام». 
واختتم عبد السلام: «إن اللجنة العليا للأخوة الإنسانية ستستمر في جهودها لتحقيق أهداف وثيقة الأخوة الإنسانية بدعم صادق ورعاية مخلصة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان راعي الأخوة الإنسانية الذي يرعى اللجنة ومشروعاتها وحريص كل الحرص على أن تسير جائزة زايد في طريق تحقيق الأخوة الإنسانية باستقلالية وحيادية، وهذا يدل على صدق الرسالة وعظمة الهدف».
امتنان عميق وفخر
وفي تعليق له على إعلان تكريمه بجائزة زايد للأخوة الإنسانية لعام 2021، قال أنطونيو جوتيريس: «بكل تواضع وامتنان عميق وشعور بالفخر أتلقى جائزة زايد للأخوة الإنسانية، والتي أعتبرها أيضاً تقديراً للجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة كل يوم وفي كل مكان لتعزيز السلام والكرامة الإنسانية».
وأضاف جوتيريس: نعيش أوقاتاً صعبة، نشهد فيها تهديدات الجائحة والمناخ والحروب والصراعات في أجزاء مختلفة من العالم، ولذلك فمن الرائع أن نرى قيادات عظيمة مثل قداسة البابا وفضيلة شيخ الأزهر، وهما يدفعان البشرية نحو الالتقاء والاتحاد والحوار من أجل تعزيز السلام وتعزيز الأخوة الضرورية لمواجهة جميع التحديات، ودحر الكراهية وضمان انتصار التضامن الإنساني في المعارك التي نواجهها. 
وبدورها قالت لطيفة ابن زياتين: «أقف اليوم بتواضع كبير أمام هذا الشرف العظيم الذي تمثله جائزة زايد للأخوة الإنسانية، والتي لا تعد تكريماً لما قدمت من مبادرات وحسب، وإنما احتفاءً بكل الجهود التي يبذلها زملائي كل يوم للقضاء على التشدد من خلال الحوار والاحترام المتبادل، وتعزيز ثقافة السلام والعيش المشترك، وآمل أن تسهم هذه الجائزة في رفع مستوى الوعي في مجتمعاتنا تجاه أهمية بذل المزيد من الجهود في هذا المجال».
وأضافت لطيفة: لقد شكّل الوضع في فرنسا وأوروبا تحدياً كبيراً بسبب الشعور بالإقصاء والتهميش الذي يؤثر في نفسية الشباب، لكننا تمكنّا من إحداث تقدم ملموس، وسنواصل العمل مع كل من العائلات والمجتمعات لحماية الشباب من التطرف وفهم كيف يمكن لنا أن نصنع المزيد من فرص الحوار والدفاع عن القضايا الإنسانية، وتعزيز التعاون والتفاهم المتبادل، ليصبح ذلك هو الوضع الطبيعي بعيداً عن التشاحن والصراع. 
 النسخة الافتتاحية
وتأسست جائزة زايد للأخوة الإنسانية عام 2019 بالتزامن مع توقيع «وثيقة الأخوة الإنسانية» في أبوظبي.
وقد تم منحها شرفياً فور الإعلان عن تأسيسها إلى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، تكريماً وتقديراً لجهودهما في التقريب بين المجتمعات والدفاع عن قضايا التسامح والأخوة والسلام. 
أعمال جليلة 
واختارت لجنة التحكيم كلاً من أمين عام الأمم المتحدة، والناشطة في مجال العمل المجتمعي والإنساني الفرنسية من أصول مغربية، وذلك لما قدماه من أعمال جليلة ومبادرات مؤثرة وفاعلة جاءت منسجمة مع القيم والمبادئ المنصوص عليها في وثيقة الأخوة الإنسانية، والتي تعد المعيار الأساسي للجائزة.
حلول لمشاكل العالم
وكان أنطونيو جوتيريس قد شرع منذ تولي مهام منصبه كأمين عام للأمم المتحدة في عام 2017 في العمل على إيجاد حلول للمشاكل التي يعانيها العالم وخاصة فيما يتعلق بالسلم والأمن العالميين، بالإضافة إلى مبادرته الأهم والأكثر تأثيراً خلال العام الماضي والتي جاءت تحت عنوان: «حظر الحروب في سبيل مكافحة جائحة كورونا»، والتي حظيت باستجابة واسعة وثناء قادة العالم، ومن بينهم بابا الفاتيكان والرئيس الفرنسي وعدد من المنظمات الدولية، وغير ذلك من المبادرات الإنسانية التي أطلقها وحرص على التركيز على الجوانب الإنسانية في جميع أعمال ومبادرات الأمم المتحدة.
مكافحة التشدد
كما تعد لطيفة ابن زياتين من أكثر الشخصيات النشطة والمؤثرة في مجال مكافحة التشدد والتطرف، حيث كرست حياتها لرفع الوعي تجاه التعصب الديني، وذلك في أعقاب مأساة فقدان ابنها عماد في هجوم إرهابي في عام 2012. ومنذ ذلك الحين أضحت لطيفة ناشطة حقوق مدنية معروفة في فرنسا وخارجها، حيث تعمل مع العائلات والمجتمعات لحماية الشباب من الوقوع في فخ التطرف، والعمل على نشر السلام وثقافة الحوار والاحترام المتبادل.


حمد الشيباني: انتصار القيم


قال الدكتور حمد الشيخ بن أحمد الشيباني، العضو المنتدب للمعهد الدولي للتسامح: إن دولة الإمارات منذ تأسيسها أرست نموذجاً فريداً يحتذى في العالم في التسامح والتعايش السلمي، وعملت عبر سلسلة من الإنجازات المتلاحقة على تعزيز مكانتها الريادية في ترسيخ قيم التسامح والسلام، انطلاقاً من إرث المغفور له الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، وحكمته في تأسيس دولة متينة قامت على نهج التسامح والمحبة والسلام والتعايش والحوار بين الأديان، إلى جانب حرصها على سن التشريعات والقرارات والقوانين التي تجرم الكراهية، وتنبذ كافة أشكال التعصب والتمييز. ونشارك العالم احتفاله بهذا اليوم الذي يعكس انتصار القيم الإنسانية القائمة على إعلاء قيم التعارف المتبادل وتقبل الآخر.
فيما قال اللواء أحمد خلفان المنصوري، الأمين العام لجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للتسامح: إن الاحتفال باليوم، يجسد بوضوح جهود الدولة المتواصلة لتعزيز فهم مشترك عالمي لمبادئ التسامح والعيش المشترك وتقبل الآخر. (وام)


حمدان المزروعي:  احتفاء بالقيم المشتركة


قال الدكتور حمدان مسلم المزروعي، رئيس مجلس أمناء جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، إن احتفاء المجتمع الدولي باليوم العالمي للأخوة الإنسانية، احتفاء بالقيم المشتركة بين مختلف الأديان والمعتقدات ونبذ التطرف والتعصب بجميع أنواعه.
وأضاف أن المتأمل في تاريخ البشرية وفي الأسس المشتركة بين الديانات السماوية، يرى أنها تشترك في الدعوة إلى احترام حقوق البشر جميعاً، وتأمر الناس بالمعروف وتنهاهم عن المنكر، وهذا المنطق الأخلاقي هو اللبنة الأساسية لمفهوم الأخوة الإنسانية التي تدعو إلى نشر قيم التعايش والمحبة والرحمة والخير.
وأكد أن اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لهذا اليوم، يأتي تجسيداً لجهود دولة الإمارات السباقة في نشر قيم التعايش والتسامح في المنطقة والعالم أجمع.
وقال «نذكّر بأن تأسيس جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، يأتي ضمن هذه الجهود المباركة، كونها المؤسسة العلمية الرائدة في العالم في ترسيخ خطاب التسامح والتعايش السلمي».(وام)

الصورة
لطيفة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"