بركة الدار عطاء لا ينضب

00:13 صباحا
قراءة دقيقتين

يعتبر كبار السن مصدراً غزيراً من مصادر المعلومات، فهم أهل الدار وأدرى بالأحداث القديمة التي حدثت في هذه المنطقة، وهم يعدون السراج المنير في ظلمة الدار، والنهر العظيم الذي يزخر بعطاياه ورافداً أساسياً من روافد العلم ومصدراً من مصادر المعرفة الأساسية في الحياة، التي تعين على تجاوز المحن والعقبات ورسم الطريق للمضي قدماً..
فعندهم الإمكانية في استيعاب الخطأ وتقبله والسعي إلى محاولة تعديله دون الإيذاء أو جرح المشاعر، وقد لامست ذلك عندهم بذكر قصة قد تكون حدثت بالفعل لهم أو اقتباس من حياتهم القديمة بصعوباتها وآلامها، تحاكي الموقف الحالي لأخذ الحكمة والعبرة منها، والخروج من الدائرة الضيقة التي أراها بعيني لأرى ما حجب عني بعلمهم ومعرفتهم بالحياة..
تمتاز كلماتهم بالإيجاز واختصار الكثير منها لنيل المراد بها، وتوصيل المعلومة واضحة تماماً رقيقة تلامس شغاف القلب وعميقة لتصل إلى أغوار الروح..
فدفء قلوبهم وحنان أيديهم يكفيان عن ألف كلمة، ولا يحتاجان إلى وصفة دواء من عند الطبيب، فقط هي تلك اليد التي تطبطب على الجرح فتزيل مشاعر الأذية أو الحزن بالإخبار بأن الخير قادم لا محالة ولو طال الانتظار..
وجودهم أمان حتى مع الأبناء، مع الاستخدام الكبير للإلكترونيات الآن من قبل الأطفال واليافعين ومع غياب الرقابة من الأهل، وفي كل يوم يزيد عدد البرامج المستهدفة مع سهولة الوصول إليها يتفكك عند الطفل الارتباط الوثيق بمنبعه وأصوله..
ولذلك فإن وجودهم ضروري ومعين لهم وذلك بإخبارهم قصصهم الملهمة القديمة، ليأخذ الأبناء منهم القيم والروابط الأصيلة من منابعها وتعلم الأساسيات التي هي لبنة في بناء شخصياتهم، فيتعلمون منهم الشجاعة والإقدام وعدم التردد في اتخاذ الآراء، والعزة والكرامة والفصاحة والحديث الطلق، وحسن استخدام الألفاظ الموافقة للمواقف المناسبة، والكرم ويتعلمون كيفية استقبال الضيوف والترحيب بهم، فيحذون حذوهم ويسيرون على منهجهم وخطاهم..
هذا هو الهدف الأساسي من بناء المجالس التي انتشرت في إمارة أبوظبي وهو التوثيق الأصيل بين الماضي والمستقبل.. فكم هو جميل رؤية الأصالة والمروءة على هذا النشء والنبل وجودة الأخلاق..

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"