الدقائق العمياء ونـور «الأمـل»

01:23 صباحا
قراءة دقيقتين

27 دقيقة هي ما يفصل «مسبار الأمل» عن إكمال حلم عمره سبع سنوات عاشته الإمارات، لن نقول إن خروجه منها بسلام سيدخل الإمارات التاريخ ويكتب اسمها بالبنط العريض في قائمة علوم الفضاء والأبحاث والقفزات العلمية في العالم، لأنها دخلت فعلياً وتربعت وحفرت اسمها كأول دولة عربية تحقق هذا الإنجاز على مدار تاريخ البشرية، انطلاقاً من تنفيذ «مسبار الأمل» بأيادٍ إماراتية ووصولاً إلى متابعة كل الدراسات وتنفيذ الخطة الاستراتيجية التي وضعتها الحكومة عام 2014، وولادة هذا المشروع الأول من نوعه في العالم العربي، وانطلاق رحلة المسبار لاستكشاف المريخ.
اليوم هو يوم تاريخي، كل عربي يتابع أحداثه بشغف، وكل العيون تراقب تحركات المسبار الذي سيدخل مساء اليوم أصعب مراحل رحلته إلى المريخ، ويواجه وحيداً تحديات الـ «27 دقيقة العمياء»، واسمها العلمي هذا ينطلق من كونها الدقائق التي يفقد فيها المسبار أي اتصال بالأرض وعليه أن يتحكم بكل شيء بنفسه ويواجه أي صعوبات أو عراقيل بلا تدخلات بشرية مباشرة؛ والمهم أن يخرج منها بسلام لأن احتمالات الأعطال واردة، واحتمالات تحطم المسبار أو فقدانه في الفضاء واردة أيضاً؛ نتمنى من صميم القلب أن يخرج من عتمة المرحلة الصعبة إلى نور الأمل الذي يحمل اسمه، فيحقق للإمارات والعرب وللعالم إنجازاً علمياً عالمياً مهماً.
في كل الأحوال هو يوم نصر وفخر وفرح، سيبقى محفوراً في التاريخ وسيذكره العالم دائماً، وهو تتويج لخطى مشتها الإمارات بكل عزم وإرادة، وبفضلها فتحت مجال العلوم والأبحاث واسعاً أمام أبنائها وكل الشباب العربي الطامح إلى العمل والدراسة في مجال علوم الفضاء. وفي حال خروج المسبار بسلام وعودة الاتصال بينه وبين المركز في الخوانيج، ستكون دبي نقطة اتصال بين كوكبي الأرض والمريخ على مدار سنة مريخية كاملة والتي تستغرق وفق حسابات كوكبنا 687 يوماً، يتمم خلالها المسبار مهمته في تلقي الأوامر من الأرض وجمع المعلومات والبيانات العلمية عن المريخ وإرسالها إلى دبي، ومنها إلى العالم ليستفيد العلماء في أبحاثهم وتستمر الأبحاث والدراسات وعمليات التطوير العلمي والفضائي.
إنه نجاح مؤكد لفريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، ولدولة الإمارات، وللعالم العربي، سواء اكتمل أم لا.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"