لا نعرف المستحيل

00:18 صباحا
قراءة دقيقتين

لا نعرف المستحيل.. كان عام ٢٠١٤ بداية المرحلة الأخيرة للحلم الذي راود المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه، والهدف الذي أرسى دعائمه في عام 1976،  حين اجتمع رحمه الله مع مسؤولي رحلة أبولو من وكالة ناسا للفضاء.
زايد رحمه الله له رؤية طويلة المدى ونظرة ثاقبة للأفق البعيد..
لم يكتف بحلم أتاه وهو البدوي الذي يعيش في الصحراء.. تطلع إلى النجوم والفضاء وإلى أين ستصل الإمارات.. لقد عامل من كان على أرضه بحب وإخاء، ولم يكتف بتوفير الحاجات الأساسية لهم بل أعطاهم ما يستحقونه وزيادة.. لم يبخل وأغدق عليهم من العطاء فكانوا أبناءه، وبذلك أسس شعباً قوياً متلاحماً مترابطاً محباً وعاشقاً للدولة، وواجب عليه رد الجميل والخير لها، فعندما تطلع إلى الفضاء عمل بروح الأب والقائد الفذ بسياسته الحكيمة، فقد كان ملماً بكل المعوقات التي كانت في الدولة خلال سبعينيات القرن الماضي.. بداية حصرها ثم واجهها وحاول إصلاحها وأخذ آراء الشعب، فقد كان يشركهم في تحمل المسؤولية ورؤيته ثاقبة فقد صنع التاريخ وترك له فيه بصمةً فاستثمر في الإنسان لأنه يعرف بأن قيمة الأمم تقاس بقيمة أبنائها وعقولهم وما يملكون من مواهب وإبداعات.
بدأ من الصفر وأسس اللبنات الأساسية لدولة في بداية نموها، فوضع المجد نصب عينيه، ولم يرضَ بما هو أقل مما يستحق الإنسان في هذه المنطقة،
بالإصرار والعزم والإرادة أدار دفة السفينة وقاد زمامها فبنيت دولة تنافس الدول الكبيرة والعريقة التي تأسست منذ مئات السنين.
صحيح أنه رحل،لكنه خلّد بعده إرثاً يسير على نهجه الباقون بعده اقتداء به وتحلياً بشيمه، فقد كان يمتلك الصدق والأمانة وحسن الخلق والوضوح وأخلاقاً تسمو في سماء الريادة فكانت الإمارات أمانة وضعت في يديه.
يؤكد لنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء،حاكم دبي ،رعاه الله، أننا أمة لا تعرف المستحيل، وبإبداعات إماراتية يكمل ما بدأه زايد ليوصل الإمارات إلى الفضاء والمريخ بتعاون الروح الواحدة للفريق، وبوجود صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي ، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الداعم الأساسي لأي عمل إماراتي بروح الأب، فالفرحة التي غمرت شعبنا بالأمس وقلوباً تهافتت لسماع الإشارة بدخول المسبار في مجال المريخ، عبرت عن مجد تم بناؤه بحب وولاء لهذه الدولة وجهود مبذولة بروح العطاء اختصرت في خمسين سنة، فبذور الخير التي زرعها زايد أينعت وأثمرت وجاد إنتاجها.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"