عادي

رحيل «عراب الذهب الأسود» يسدل الستار على حقبة غنية بالأحداث

10:38 صباحا
قراءة 3 دقائق
أحمد زكي يماني
أحمد زكي يماني

توفي وزير البترول السعودي الأسبق أحمد زكي يماني عن 90 عاما، ليسدَل الستار على مسيرة مهنية حافلة ومثيرة كان خلالها المسؤول الراحل أحد أبرز أركان صعود المملكة في قطاع الطاقة. وتولّى يماني وزارة النفط السعودية بين عامي 1962 و1986، وكان شاهدا على بداية مرحلة بناء «أرامكو» وانطلاقة ثورة تنموية في المملكة.
يماني - وهو أول أمين عام لمنظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» - لعب دوراً قيادياً في عملية الحظر النفطي الشهيرة إبان حرب أكتوبر / تشرين الأول عام 1973 لدفع الدول الغربية على إجبار إسرائيل على الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة في حرب 1967. توفي يماني، وهو ثاني وزير للنفط في المملكة، في لندن وسيدفن في مكة.
ولد يماني في مكة المكرمة عام 1930، وحصل على شهادة في الحقوق من جامعة القاهرة عام 1952، وأكمل دراساته العليا في جامعة نيويورك ثم جامعة هارفرد في الولايات المتحدة. 
ولد يماني في 30 يونيو 1930 لأحد فقهاء الدين الإسلامي كان يعمل قاضيا في مكة وكان من المتوقع أن يقتدي الابن بوالده وجده في سلك التعليم.
وبعد دراسة القانون في القاهرة سافر يماني إلى جامعتي نيويورك وهارفارد. وعندما عاد إلى السعودية أسس مكتبا للمحاماة وتولى أعمالا حكومية مما لفت انتباه الأمير فيصل له قبل أن يصبح ملكا. وتولى يماني منصب وزير النفط في 1962.
وأصبح يماني شخصية قيادية في تطوير منظمة أوبك التي تأسست في العام 1960. واستطاع انتزاع صناعة النفط السعودية من قبضة الشركات الأمريكية في سلسلة من الخطوات التي أسفرت عن اتفاق على ملكية البلاد لشركة أرامكو السعودية في 1976.
ولا تزال أرامكو واحدة من أغنى شركات العالم من حيث الأصول.
كان يماني شاهدا عام 1975 على اغتيال العاهل السعودي الملك فيصل بن عبد العزيز الذي اختاره وهو شخصية مغمورة من خارج الأسرة الحاكمة ليشغل منصب وزير البترول. وفي وقت لاحق من العام نفسه تعرض يماني للخطف خلال اجتماع لمنظمة أوبك على يدي إيليتش راميريز سانشيز الملقب بكارلوس الثعلب.
وخلال اجتماع لمنظمة «أوبك» في فيينا عام 1975، تعرض يماني مع عشرة وزراء نفط آخرين للخطف على أيدي عناصر في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. ونقل المخطوفون إلى الجزائر حيث أفرج عنهم لاحقاً.
خرج يماني من وزارة النفط في العام 1986 بعدما فشل في تثبيت حصة المملكة في القطاع، وانسحب إلى حياته الخاصة وأصبح رئيسا شرفيا لمؤسسة استشارية هي مركز دراسات الطاقة العالمي. وعند إطلاق المؤسسة في لندن في 1989 حين كان سعر النفط الخام لا يزال 20 دولارا للبرميل تنبأ يماني بأن الأسعار ستتجاوز في يوم من الأيام 100 دولار للبرميل وهو ما حدث في الألفية الثالثة.
وأجرت رويترز مقابلة مع يماني في سبتمبر أيلول عام 2000 بمناسبة مرور 40 عاما على إنشاء أوبك. وكان النفط الصخري غير معروف في ذلك الوقت وكانت وسائل الطاقة المتجددة في مهدها. غير أن يماني توقع أن تضر التكنولوجيا بمنتجي النفط.
قال «التكنولوجيا عدو حقيقي لأوبك. التكنولوجيا ستقلل الاستهلاك وتزيد الإنتاج من مناطق خارج أوبك. وستكون الضحية الحقيقية هي السعودية باحتياطيات هائلة لا يمكن أن تفعل شيئا بها».
وأضاف «العصر الحجري لم ينته لأن الحجارة نفدت من العالم، والعصر النفطي سينتهي قبل فترة طويلة من نفاد النفط من العالم». (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"