عادي

كسور العظام..إصابات شائعة تعوق الحركة

22:34 مساء
قراءة 5 دقائق
1

تحقيق:  راندا جرجس
يتكون الهيكل العظمي من حوالي 200 عظمة، وهو المكون الأساسي للجهاز الحركي في جسم الإنسان الذي يشمل المفاصل والأربطة والأوتار والعضلات، والعظام التي تسهم بشكل رئيسي في سهولة الحركة، وأداء الأنشطة اليومية، وإنتاج خلايا الدم البيضاء وكرات الدم الحمراء، وتخزين المعادن التي يحتاج إليها الجسم. وتعتبر الكسور من الإصابات الشائعة التي تستهدف العظام، وتصيب تقريباً 25% من مرضى قسم الطوارئ. وفي السطور القادمة يخبرنا الخبراء والاختصاصيون عن هذه المشكلة المرضية، وأنواع الإصابة وطرق العلاج.

يقول الدكتور خالد بيطار أخصائي جراحة العظام، إن حوادث السير تُشكل السبب الأول للكسور عند البالغين، ويتعرض كبار السن لهذه الإصابات بسبب هشاشة العظام، وخاصة السيدات بعد انقطاع الطمث، وتحدث «كسور الإجهاد» عند الرياضيين من فئة الشباب أثناء مشاركتهم في الرياضات التي تحتاج إلى حركات متكررة، وتؤدي إلى إرهاق العضلات والعظام مثل الجري الطويل، والقفز، وكرة السلة، والجمباز، وألعاب المضمار والميدان.
وسائل الالتئام
يبين د. خالد أن تشخيص كسور العظام يتم من خلال الفحص السريري، وعمل الأشعة اللازمة لتحديد المكان المصاب، وتجدر الإشارة إلى تحديث أساليب علاج الكسور في الآونة الأخيرة، حيث ازداد تطور مواد التثبيت ليعطي نتائج أسرع في التئام الكسور، مع محاولة تجنب تبعاتها من تيبس في المفاصل، وعجز عن الحركة، وكذلك تسليط الضوء على الوقاية من هشاشة العظام لتجنب الكسور الناتجة عنها، وتنقسم العلاجات بشكل عام بحسب الإصابة كالآتي:
ـ طرق غير جراحية تبدأ من رد الكسر عندما يكون بسيطاً، ويليها فترة من التثبيت بالجبائر، وتعتبر هذه الطريقة الشائعة في علاج الكسور، نظراً لإمكانية إعادة تقولب العظم، والتصحيح بشكل كبير، خاصة لدى الأطفال في مرحلة النمو.
ـ يمكن أن تعالج الكسور عند البالغين دون اللجوء إلى إجراءات جراحية، إلا في حالات الكسور المتبدلة أو غير الثابتة أو التي تصل إلى السطوح المفصلية.
إصابات الأطفال
يذكر الدكتور وليد قائد أخصائي جراحة عظام الأطفال أن السقوط المتكرر أثناء اللعب أو ممارسة الأنشطة الدائمة، يعد من أهم أسباب الكسور عند الصغار وأكثرها شيوعاً، إضافة إلى حوادث السير والطرق وإيذاء الطفل أو إساءة معاملته، وتنتشر الكسور أكثر في مرحلة ما قبل البلوغ (من 11 إلى 15 عاماً)، حيث يكون الجسم في نمو مستمر مع عدم وفرة كمية الأملاح اللازمة لمواكبة درجة التسارع في النمو، ويعتبر كسر الساعد أكثر الأنواع شيوعاً بنسبة تقارب 50% من أنواع كسور الأطفال المختلفة، ويرجع ذلك إلى استخدام اليد أثناء السقوط محاولة لتخفيف حدة الرضوض، ويتم التشخيص من خلال الفحص السريري، وصور الأشعة للجزء المصاب لتحديد درجة ونوع الكسر.
 أساليب التداوي
 يؤكد د. وليد أن علاج معظم كسور الأطفال يتم عن طريق العلاج التحفظي الذي يعتمد على رد الكسر للوضع الطبيعي، مع الحفاظ على وضعه باستخدام الجبس وأنواع الجبائر والدعامات المختلفة إلى حين اكتمال الالتئام، وإمكانية تصحيح وضع الكسر نظراً لاستمرار عملية النمو، وربما يضطر الطبيب إلى التدخل الجراحي في بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاج التحفظي، كما يُنصح بالكشف الدوري حتى يحدث الالتئام بشكل كامل وصحيح، وعدم نقص الأملاح اللازمة للنمو وقوة العظام مثل الكالسيوم وفيتامين «د».
هشاشة العظام
يوضح الدكتور جون بيرا أخصائي جراحة العظام، أن الهشاشة تؤدى إلى فقدان كثافة العظام في المنطقة المصابة، ويمكن أن تصيب الأشخاص في أي عمر، ولكنها تنتشر بين كبار السن وخاصة فئة السيدات، ووفقاً للإحصاءات العالمية للمؤسسة الدولية لهشاشة العظام، فإن عُشر النساء في سن الستين مصابات بهذه المشكلة المرضية، وخُمس اللواتي يبلغن 80 عاماً، معرضات لكسور العظام المصابة بالهشاشة والتي تصبح أرق وأضعف وأكثر هشاشة عند حدوث صدمة بسيطة، كما يزيد من معدلات الاعتلال والوفيات لدى المرضى، فبمجرد كسور العظام الطويلة أو كسور العمود الفقري بعد إصابة خفيفة، يظل المريض طريح الفراش لفترة طويلة، إضافة إلى زيادة فرصة حدوث كسر مشترك في الورك، والأضلاع والرسغ، ومضاعفات أخرى في الصدر، وتقرحات الفراش.
أسباب وعوامل
يشير د. جون إلى أن تقدم العمر من أخطر الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بهشاشة العظام، حيث يبدأ الجسم بعد سن الثلاثين في تكسير العظام بشكل أسرع من قدرته على استبدالها، ما يؤدي إلى نقص كثافتها، وزيادة نسبة هشاشتها، ويجعلها أكثر عرضة للكسور، إضافة إلى بعض العوامل الأخرى مثل التاريخ العائلي، وسوء التغذية، والتدخين، والخمول البدني وعدم ممارسة الرياضة، وانخفاض وزن الجسم، وتناول أدوية العلاج الكيميائي للسرطان، أو العقاقير المضادة للنوبات أو الحموضة المحتوية على الألمنيوم، واستخدام المنشطات على المدى الطويل.
مشكلات مرضية
يذكر د. جون أن هناك العديد من الأمراض المختلفة يمكن أن تكون سبباً في الإصابة بهشاشة العظام ومنها:
* اضطراب المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة والتصلب المتعدد.
* الإجراءات الطبية كعمليات إنقاص الوزن، وجراحة المجازة المعدية المعوية.
* متلازمة الألم الناحي المركب.
* سرطان الثدي والبروستاتا.
* أمراض الدم كاللوكيميا، ومرض فقر الدم المنجلي، والثلاسيميا.
* المشكلات العصبية مثل السكتة الدماغية وإصابة الحبل الشوكي، وإصابة الأعصاب والأوعية الدموية.
* الاكتئاب واضطرابات الأكل.
* مشكلات الغدد الصماء كداء السكري، وفرط نشاط الغدة الدرقية، وفرط نشاط جارات الدرقية، وعدم انتظام الدورة الشهرية، وانقطاع الطمث المبكر، ومتلازمة كوشينج.
* انخفاض مستويات هرمون الإستروجين والتستوستيرون.
* فيروس نقص المناعة البشرية، والفشل الكلوي المزمن، ولدى من قاموا بزراعة الأعضاء.
علاج ووقاية
 يلفت د. جون إلى أن علاج الكسور الناجمة عن الإصابة بهشاشة العظام، تعتمد على نوع الكسر وموقعه، فهناك حالات يتم علاجها بالتثبيت الخارجي أو التجبيس أو استخدام الدعامات والجبائر المختلفة، وربما يحتاج بعض المرضى إلى التدخل بالجراحات المفتوحة طفيفة التوغل، وتثبيت العظام بالألواح والمسامير، والاستبدال الكلي للمفصل، وترقيع العظام، وزرع أفضل من التيتانيوم والكوبالت والكروم والزركونيوم. ويعتمد شفاء والتئام الكسور على مدى صحة العظام وقوتها، والالتزام بالإرشادات الوقائية مثل: النظافة الشخصية الجيدة، والنظام الغذائي الصحي والمتوازن، والإقلاع عن التدخين.

الغصن الأخضر
تعتبر الكسور من المشكلات المنتشرة بين الأطفال الصغار نتيجة الحركة الزائدة غير المنضبطة أثناء اللعب والجري، إضافة إلى لين العظام ونموها في هذه المرحلة، وهناك العديد من أنواع الكسور تصيب الصغار مثل الكسر المتداخل، والمفتت، والمنخسف، والمندغم، والحلزوني، والمائل، والمستعرض، والإجهاد، وكسر الغصن الأخضر الذي يعد الأكثر شيوعاً ويحدث في عظمة الترقوة وعظمتي الكعبرة والزند. ولا يصنف هذا النوع كسراً كاملاً، ولكنه كسر العظمة من ناحية، وانثناء العظم في الجهة المقابلة، ولا ترافق هذه المشكلة أعراض ظاهرة في معظم الحالات، ويتم تأكيد الإصابة عن طريق التشخيص بالكشف البدني وصور الأشعة، وتتم خطوات علاج كسر الغصن الأخضر عن طريق إعادة العظم إلى مكانه، ووضع جبيرة بسيطة كالجبائر المتحركة حتى يلتئم الكسر بشكل كامل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"