عادي

سباقات الهجن «كرنفالات» تعج بالتراث

22:22 مساء
قراءة دقيقتين
1

إعداد:  فدوى إبراهيم
 حافظت رياضة سباقات الهجن على حضورها مع التطور الاجتماعي والعمراني والحضاري، فهي من المظاهر التي استمرت مع أبناء الإمارات، ورافقت المناسبات العامة والأعياد أو حفلات الزواج، وتعد اليوم وفق تنظيم محدد في مهرجانات خاصة تستدعي أصحاب الهجن محلياً ومن دول الخليج، وهي مثل «كرنفالات» تعج بالتراث.
وتعتبر الإبل واحدة من مظاهر الاحتفاء بالبيئة التراثية واستدعاء الماضي، إلى جانب كونها رافداً أساسياً لسبل العيش في الماضي لدى الكثيرين في الوقت الحاضر، ولأن مظاهر الحياة كانت تغلب عليها البساطة، كانت تجرى سباقات الهجن خارج القرى بمنافسة محدودة، وتشارك فيها الإبل على اختلاف أنواعها وعمرها، كما يذكر أحمد الشرقاوي في كتابه «العادات والتقاليد في الإمارات»، بينما تقام السباقات اليوم وفق تصنيف خاص يتصدره سن الإبل وأشواط السباق وتصنف بذلك إلى مجموعات «لقايا، يذاع، ثنايا، حول، زمول».
وتقام اليوم ميادين سباقات الهجن بشكل مستدير بطول 10 كيلو متر، بعدما كانت الميادين مستقيمة، وباتت متوفرة في أغلب الإمارات، وتقام السباقات وفق تواريخ محددة سنوياً، توزع فيها المكافآت للفائزين بمشاركة الرعاة من مؤسسات القطاع الحكومي والخاص، وتخطى الهدف منها مزاولة عادات قديمة إلى إحيائها في أذهان الجيل الحالي وتشجيعهم على الدخول في هذا المجال، للمحافظة عليه للمستقبل.
وتعد الهجن للسباقات بكثير من التدريب الذي يرافقه الصبر والتفوق على التحديات، فيبدأ ب «المسراح»، أي إطلاق الإبل في البر لشهور لتكتسب اللياقة ويقوم بذلك «المسرح»، أما «المضمر» فهو المدرب الذي يدربها على الركض داخل ميدان السباق، كما يدرب «الركبي» على ركوب الإبل في السباق.
ولم يقتصر الاهتمام بالإبل وسباقات الهجن من قبل الإمارات على تنظيم السباقات وبإمكانيات ضخمة فحسب، بل وفرت بالقرب من الميادين الاستراحات ومراكز الإعلام وفرق الفنون الشعبية وعيادات طبية متخصصة للمتسابقين على ظهور الإبل، والإبل ذاتها، ومناسبة للاحتفاء بالضيوف الأشقاء من دول الجوار المشاركين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"