واحة العين..تاريخ حي يعكس أصالة الأجداد

العين: راشد النعيمي
تجسد واحة العين التي تعتبر من أكبر وأشهر الواحات في الدولة، تاريخ وهوية المنطقة، إذ ارتبطت بالحياة الاجتماعية والاقتصادية في الماضي، ما جعلها أول موقع مدرج على قائمة «اليونيسكو» للتراث العالمي في الدولة، كما تشكل الواحة التي يعود تاريخها إلى 300 عام مضت نموذجاً يعكس أصالة الأجداد في الماضي وممارساتهم الإنسانية وسلوكياتهم الاجتماعية التي أسهمت في استمرار الحياة في الواحة وما جاورها.
وحازت الواحة مؤخراً الميدالية الفضية في «جائزة المتنزهات الحضرية الدولية الكبيرة 2020» التي تقدّمها المنظمة الدولية للمنتزهات الحضرية «World Urban Parks»، كما حصل متنزه المبزرة الخضراء على الإشادة الفخرية من اللجنة المنظمة للجائزة كمنتجع معتنى به جيداً يقع في محمية طبيعية. وتُمكِّن الجائزة المدن في جميع أنحاء العالم من قياس أدائها ومعرفة المجالات التي يمكن إجراء التحسينات عليها في هذه المتنزهات لدعم تطوير الحدائق والمساحات المفتوحة كعناصر رئيسية في إنشاء مدن نابضة بالحياة ومجتمعات صحية، نظراً لأن عدد سكان المجتمعات الحضرية في العالم سيتضاعف خلال السنوات الأربعين المقبلة.
مساحات مفتوحة
قال مبارك سيف الشامسي مدير مكتب التميز المؤسسي في بلدية العين، إن المشاركة في الجائزة الدولية المتخصصة في الحدائق والمنتزهات، تأتي ضمن خطط بلدية العين في الاستفادة من أفضل الممارسات الدولية في الحدائق والمساحات الخضراء وجودة المتنزهات لدعم تطوير الحدائق والمساحات المفتوحة في المدينة كعناصر أساسية للاستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية لمجتمع المدينة وزوارها، وأيضاً لقياس مدى تلبية المنتزهات في مدينة العين للمعايير العالمية في مجال الحدائق التي تساعد على التطوير المستمر لتحقيق تطلعات وتوجهات القيادة الرشيدة في توفير المرافق العامة وفق أفضل الممارسات العالمية.
وأكد أن حصول واحة العين على الجائزة الفضية على مستوى المتنزهات والحدائق الحضرية العالمية يعتبر إنجازاً عالمياً يضاف إلى رصيد إنجازات الدولة التي تحققها وفق أجندة وأهداف واضحة في مجال الحدائق الحضرية التي أصبحت حاجة للمجتمعات مع ازدياد المجتمعات الحضرية في العالم.
وتمر المشاركات بأربعة معايير رئيسية لتقييمها وهي تصميم الحديقة وتخطيطها والمرافق المتوفرة في الحدائق ووسائل حماية الحدائق والزوار والمشاركة المجتمعية وإدارة الحدائق وصيانتها، وحصلت واحة العين على الجائزة باعتبارها أكبر وأقدم واحة نخيل في الإمارات المدرجة من ضمن مواقع التراث العالمي لليونيسكو منذ عام 2011، والتي تعتبر في الوقت الحاضر متنزهاً في وسط المدينة، يقدم عروضاً للحياة التقليدية والإسكان والزراعة في الواحة عبر المحافظة على أصولها وإدارتها بشكل جيد.
عروض تفاعلية
يستطيع الزائر معرفة التراث الثقافي لمدينة العين عبر زيارة المركز البيئي التعليمي الذي صمم خصيصاً لعرض المواقع التراثية العالمية لليونيسكو في منطقة العين من خلال سلسلة من العروض التفاعلية المميزة التي تعرض معلومات عن هذه المواقع وأهميتها، إضافة إلى المزارع العاملة في غاباتها الكبيرة من أشجار النخيل التي تبلغ حوالي 147000 نخلة و100 نبتة مختلفة الأنواع في الواحة التي تساعد الزوار على معرفة المساهمة القيمة التي يقدمها المزارعون في العين من خلال العرض المستمر للأساليب الزراعية التقليدية.
وتملك العين 7 واحات للنخيل موزعة في المدينة، تعكس اهتمام الإمارات بهذه الشجرة لما تمثله من دلالات تاريخية مهمة تجسد عراقة الإنسان الإماراتي وإرثه الحضاري الغني وتضم 187 ألفاً و364 شجرة نخيل من أشهر الأصناف وهي الخلاص والفرض والخنيزي وبومعان والجبري والنغال.