متى تكتمل إضاءة الطرقات؟

01:06 صباحا
قراءة دقيقتين

حادثة دهس مركبة ثلاث مواطنات على الشارع في وادي شعم، أقصى شمالي رأس الخيمة، كنّ يتريّضن على شارع الإسفلت غير المدعم بالإنارة، يعيد موضوع تأهيل المناطق الشعبية وجودة الحياة فيها على الساحة، لافتقار الكثير من المناطق البعيدة عن المدينة للإنارة وللأماكن الخاصة بالتريض.
 المواطنات الثلاث يرقدن حالياً في العناية المركّزة، وفقدت إحداهنّ جنينها في الشهر الثامن، وأصيبت بكسور مختلفة من جرّاء الحادث، فيما نجت «الأم» الرابعة من الدهس. وفي تلك المنطقة تحديداً طالب الأهالي مرات عدة الجهات المختصة بإنارة الشارع وإعداد ممشى منذ سنوات في المنطقة، لاحتياجهم الفعلي إلى تلك الخدمات التي تعدّ من مرافق البنية التحتية المهمة في كل حي سكني. كما سبق أن توفي شاب إماراتي أثناء تريّضه مساءً في أحد الشوارع غير المضاءة، وطفل إماراتي توفي دهساً بحادث مروري، وهو على دراجته في المنطقة نفسها، بعد أن خرج من منزله فجراً، والمدة الزمنية بين الحادثين أقل من سنة. 
 الجميع مسؤولون في هذه الحالات بالذات التي تفقد فيها الأرواح، ولا بدّ أن تحاسب الجهات المختصة عن ذلك التأخير في تأهيل تلك المناطق للعيش الآمن، ووضع خط زمني فعلي لإنارة جميع مناطق الأحياء السكنية وما حولها، وكذلك تخصيص ممشى وحديقة في كل حي، إذ باتت الرياضة، خاصة في وقتنا هذا، من أهم الممارسات الحياتية التي لا بدّ من توافر مرافقها، وكي نوقف حوادث الدهس التي كثر ضحاياها في الآونة الأخيرة، خاصة في جائحة «كورونا»، اذ يلجأ الأهالي للتريّض في الهواء الطلق، هرباً من الحجر والالتزام بإجراءات التباعد. 
حتى الجهات المرورية مسؤولة تماماً عن رفع كل احتياجات المناطق، في حال كان سبب الحادث المروري عدم إنارة الشارع، وترفع طلباتها للجهات المختصة وتتابعها إلى أن تنفذ، وما فائدة اللجان المشكلة للسلامة المرورية إذا لم ترفع أسباب وقوع تلك الحوادث المميتة على طرقات الأسفلت وتتابعها. 
 وكل أسباب عدم التنفيذ لا تبرير لها، ونحن في القرن الواحد والعشرين، خاصة السبب الذي يشار إليه دائماً بعدم توافر ميزانية كافية، هذا السبب تحديداً يفترض ألا يكون موجوداً في قاموس حياتنا المؤسسية والاجتماعية في دولتنا التي وصلت إلى المريخ، فجهات الدعم كثيرة ومتعددة، خاصة من مبادرات رئيس الدولة، حفظه الله، ومن الشركات والقطاع الخاص، خاصة في تلك المناطق الشمالية التي زاحمت الشركات والمصانع فيها حياة الأهالي، ولا بدّ من دفع فاتورة وجودهم بينهم بتكملة البنية التحتية وتوفير الاحتياجات الأساسية فيها.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"