الطيبون.. لا يموتون

00:33 صباحا
قراءة دقيقتين

** بسم الله الرحمن الرحيم.. «يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي».. رحم الله الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، ويختم بالطيبات كل أعماله، ويجعل مأواه جنات الخلد.. آمين يا رب العالمين.
** كان المغفور له بإذن الله صاحب نفس مطمئنة شفافة، وشخصية ودودة طيبة، وكل من تسنى لهم الالتقاء بسموّه من الإعلاميين وسواهم، حتى لو كان اللقاء لدقائق معدودة، انطبعت في ذاكرتهم هذه الصورة الجميلة عنه كإنسان دمث الخلق يتمتع بكل السجايا والخصال الحلوة، التي يتمناها المرء في كل من يلتقيهم في حياته، ناهيك عن كونه قائداً ملهماً تمتع بالرؤية البعيدة والحكمة السديدة، ومسؤولاً خبيراً بكل هموم وقضايا الوطن.
* أسعدني الحظ بلقاء المغفور له مرات عدة خلال مشواري الصحفي، حيث كنت ضمن الوفد الإعلامي لسباق دبي الدولي للخيول العربية الأصيلة في نيوبري لستِّ دورات، كما كنت ضمن فريق التغطية الإعلامية لتظاهرة «القفال» للمحامل الشراعية لعقد من الزمان، وفي الحدثين كنا كإعلاميين نسعد كثيراً باللقاء الذي تسوده الألفة والمحبة، ولا يعترف بخطوط حمراء في مناقشة أي موضوع، وكنا في اليوم التالي نتبارى فيما بيننا لنقدم خلاصة ما قاله على صفحات الملاحق الرياضية، عبر مانشيتات تبقى في ذاكرة القراء إلى أن يتجدد اللقاء في العام التالي.
* كان سموّه مفوهاً في تصريحاته، ويتمتع بالحضور والجرأة، وينفذ إلى بيت القصيد مباشرة في أية قضية تشغل الرأي العام وجمهور الشارع الرياضي، ولعل ما قاله في شأن سلبيات «الاحتراف» بالذات كنقلة نوعية في مسار كرة القدم، ما زال حاضراً إلى اليوم بمعانيه التي سبق زمانه برصدها حينذاك، عندما قال: «الأندية لن تتحول إلى شركات تجارية في يوم وليلة، وإننا لن نعرف الاحتراف كما يجب إلا إذا استطاعت تلك الشركات أن تمول نفسها بنفسها دون الاعتماد على الدعم الحكومي».
* وبالأمس عايشنا دورة اليوبيل الفضي لكأس دبي العالمي للخيول، لكنها «عفوا» ما كانت مثل الدورات الخوالي، بعد أن غاب عنها الشيخ حمدان بن راشد أحد أهم رموزها وأقطابها، كمالك شهير ظفر بالعديد من الجوائز والألقاب، وكعالم خبير لا يباريه أحد في تقييم الخيول ومعرفة أنسابها وسلالاتها.
* كلنا محزونون لفراق الشيخ حمدان بن راشد.. لكن الطيبين أمثاله تبقى ذكراهم حية في قلوبنا.. فلا يموتون.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"