عادي
راعياً مؤتمر «تاريخ العلوم عند العرب والمسلمين بجامعة الشارقة»

سلطان: نؤكد حقنا عرباً ومسلمين في العلوم وما حققته للعالم أجمع

17:59 مساء
قراءة 6 دقائق
1

الشارقة:«الخليج»

تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، ورئيس جامعة الشارقة، بدأت في الجامعة فعاليات الدورة الرابعة لـ«مؤتمر الشارقة الدولي في تاريخ العلوم عند العرب والمسلمين» وتنظمه كلية العلوم تحت شعار «الإرث العلمي وتأثيراته المعاصرة»، بالتعاون مع جامعتي كولون بألمانيا، والملك عبد العزيز بالمملكة العربية السعودية، وبمشاركة نخبة من العلماء والباحثين، ومديري الجامعات والمراكز البحثية والمكتبات والمتاحف الدولية، حيث وصل عدد المسجلين في المؤتمر إلى 900 مشارك ومشاركة، من 40 دولة عربية وإسلامية ومن العالم. وتستمر فعاليات ثلاثة أيام، بتطبيق «زووم».

1

وتضم فعاليات المؤتمر 21 جلسة علمية تعرض 130 ورقة علمية وبحثية. يلقيها علماء ومتخصصون وطلبة دراسات عليا من مختلف دول العالم، ويعملون في مختلف ميادين العلوم التطبيقية والهندسية والطبية والصحية والعلوم الإنسانية والاجتماعية. كما تتميز الأوراق بالتنوع والتمحور حول تجسيد إنجازات العلماء المسلمين الأوائل في كل العلوم التطبيقية والهندسية والطبية والصحية والعلوم الإنسانية والعمارة.

بدأت الجلسة الافتتاحية، بالسلام الوطني للدولة، ثم آيات عطرة من القرآن الكريم، ثم كلمة صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، ألقاها نيابةً عن سموّه الدكتور حميد مجول النعيمي، مدير الجامعة وقال «نرحب بكم جميعاً أوسع ترحيب لكونكم قد جئتم تشاركوننا العزيمة والإرادة العلمية والمعرفية في عقد هذه الدورة لمؤتمر تاريخ العلوم عند العرب والمسلمين، التي عملت الجامعة، متحديةً الأحوال التي حتمها الوباء الفيروسي «كوفيد ــ19» من الإجراءات والتدابير الاحترازية الواجبة، للوقاية من أخطاره محلياً وإقليمياً وعالمياً، لأن الموجبات التي تقتضيها مكونات هذا المؤتمر ــ وكما تعلمون جميعاً ــ هي أهم وأكبر من كل هذه التحديات، فعلى المؤتمر أن يعمل على تجسيد مكانة العلوم عند العرب والمسلمين، وعلى اختلاف مكوناتها وميادينها، منذ أن نشأت في تاريخ هذه الأمة العربية والإسلامية وإلى يومنا هذا».

وأضاف سموّه «ولعل الأهمية الكبرى التي حتمت علينا جميعاً تحدي الظروف التي يمكنها أن تحول دون عقد هذا المؤتمر، كظروف الوباء الفيروسي، كما أشرت وغيرها، تكمن ليس في أهمية هذه العلوم، وأهمية ما صنعته في الحضارة الإنسانية المعاصرة التي نعيشها ويعيشها العالم اليوم على اختلاف ثقافاته الحضارية والعصرية وبكل المستويات الحضارية التي تقوم وبنسبتها العظمى على أساس مكونات هذه الحضارة، بل تكمن في أن النسبة العظمى والكبرى والأهم من هذه العلوم، وظفتها شعوب هذه الحضارات، عبر بناء المكونات العصرية في أعماقها العلمية والتقنية على أساس هذه العلوم العربية والإسلامية، دون النظر أو الأخذ في الحسبان، إلى صناع مكونات هذه الحضارة ونظرياتها ورؤاها العلمية والفكرية والمعرفية الأساسيين من العرب والمسلمين، بل وتجاهلهم أساساً لدى الكثير من هذه الشعوب، لهذا أردنا لهذا المؤتمر أن يُعقد لترسيخ مكانة هذه العلوم وقيمتها في بناء المكونات الحضارية والعصرية التي نعيشها اليوم على كل المستويات العالمية، وتأكيد حقنا عرباً ومسلمين فيها، وما استطاعت أن تحققه للعالم أجمع وفي مختلف الميادين العلمية والمعرفية».

ورفع الدكتور النعيمي، أسمى معاني الشكر إلى صاحب السموّ حاكم الشارقة قائلاً «بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن المشاركين وضيوف المؤتمر، أتشرف بأن أرفع أسمى معاني الشكر والاحترام والامتنان إلى صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، لتفضله برعاية هذا المؤتمر، ما يجسد أهمية الموروث العلمي والثقافي العربي والإسلامي ومكانته في بناء مكونات الفكر العالمي الواسع والعميق في الصرح الثقافي والعلمي والمعرفي الذي عُرف عن سموّه، في الآفاق الوطنية والإقليمية وحتى العالمية. وليس هذا فحسب، بل وعُرفت مكانة هذا الموروث وقيمته وحجمه لدى سموّه، مما خصه من مختلف المؤسسات الوطنية العلمية والثقافية والمعرفية في الشارقة، إلى أن غدت إمارة الشارقة تُعرف بها على هذه المستويات، بل وتمكنها من تحقيق المراكز الثقافية والعلمية الكبرى بها على هذه المستويات أيضاً.

وأضاف "المؤتمر يشكل ومضة علمية جديدة من ومضات نوره الجامعة، وحلقة أخرى من سلسلة حلقاتها العلمية التي تجود بها على طريق التقدم والتطور العلمي والمعرفي، عبر هذا الحدث العلمي التقني الثقافي التراثي المهم والمعاصر، لكونه يربط حاضر الأمة ومستقبلها، بماضيها العلمي والمعرفي المجيد. وتؤكد الجامعة والمؤسسة عبره لقادة الفكر جميعاً أين ما كانوا، أن منابع الأصالة والإبداع فاضت من أرضنا وبيئتنا العربية والإسلامية، وأن التقدم العلمي الذي شهده العالم ويشهده اليوم وفي كل يوم، إنما مرد الكثير جداً من مكوناته، إلى تلك الكنوز التي جادت بها قرائح علمائنا العرب والمسلمين في مختلف حقول وميادين الثقافة والمعرفة، ولاسيما العلمية منها. ما جعل جامعة الشارقة ومؤسسة الشارقة الدولية لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين تأخذان العهد بألا تدخرا جهداً في سبيل هذه الثقافة العلمية العالمية التي تربط الحضارات الإنسانية برباط علمي متين لا انفكاك له، مستلهمة رؤاها العميقة هذه من الأفكار النيـِّرة، والتطلعات العليا التي يتبناها رائد النهضة العلمية ورائد العلم والعلماء صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.

وأشاد الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث في كلمته الافتتاحية بالاختيار الموفق لعنوان المؤتمر وهو «الإرث العلميّ وتأثيراته المعاصرة»، فهو جامع مانع، يستحضرُ الإسهاماتِ العلميةِ الكبرى، التي قدّمها العلماءُ المسلمونَ عبر التاريخ، لما لها من دورٍ محوريٍّ ومؤثّرٍ في الحضارةِ الإنسانيةِ، والتطوّرِ العلميّ.

مضيفاً «كم هو جميل أن ينطلقَ هذا المؤتمر من أرض الشارقة، مركز الإشعاعِ العلميِّ، والحوارِ الحضاريّ، والتواصلِ الإنسانيِّ، التي بوّأت العِلم بالمكانة السامقة، وعليهِ قام مشروعها الثقافيُّ الرائد، بقيادةِ صاحبِ السموّ الشيخِ الدكتورِ سلطانَ بنِ محمدٍ القاسميّ، حيثُ حمَلَ على عاتقهِ مَهمةَ استعادةِ الدورِ الرياديِّ للحضارةِ الإسلامية بعلومها كافةً». كما أكد أن الحضارة الإسلامية قدّمتِ في أوجِ ازدهارِها، وقمّة عطائها للعالم الكثير من الإسهامات الخالدةِ، والاكتشافات الرائدة في المجالاتِ العلمية كافة؛ في علوم الطبّ والصيدلة، والتشريح، والجراحة، والفلك، والجغرافيا، والكيمياءِ، والرياضياتِ، وكان العلماء المسلمون أول من ابتكر الأسلوبَ التجريبيّ في تناولهم المعطيات العلمية والكونية، مما كان له بالغُ الأثرِ في تأسيسِ قواعد المنهج العلمي التجريبي، الذي مازال العلم يسير على نهجِهِ. وبرز في تلك العلوم أعلام عظام، وجهابذة كِرام، أسهموا في رفد الحضارةِ الإنسانية بالكثير من العلوم والمعارف، وقدموا إضافات نوعية يُشارُ إليها بالبنان.

وقالت منال عطايا، المديرة العامة لهيئة الشارقة للمتاحف، إن صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي يواصل مسيرة التطوير الفكرية التي أطلقها العلماء المسلمون، مقدماً الميدان المعرفي على غيره من الميادين ضمن مشروع ثقافي وطني هائل. وأوضحت أن الهيئة تؤمن بأهمية العلم والتعليم، ودورهما في تطور المجتمعات، وتحرص على تعزيز دور المتاحف وجهات تعليمية، توفر المعلومة بطرق ثرية، وبأساليب عرض متحفي أكثر تشويقاً، مشيرةً وبفخر إلى أن ما حققته الهيئة خلال عام يعد أحد أصعب الأعوام التي شهدتها المجتمعات.

وأشار الدكتور حسين المهدي، رئيس اللجنة التنظيمية، إلى الأهداف التي يعمل المؤتمر على تحقيقها في دورته الحالية مكملاً للمسيرة التي بدأها في دوراته الثلاث السابقة ومن بينها، تقديم رؤية واضحة وطموحة لمستقبل الدراسات المتعلقة بتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين. وترسيخ وضع مؤسسة الشارقة الدولية لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين مقصد اجتذاب واستقطاب للدارسين والمهتمين به من مختلف دول العالم. وتوجيه نظر العالم لأهمية الدور الذي تقوم به المؤسسة في نشر ثقافة الحوار والتسامح والتعايش بمحاور التراث العلمي الذي يمثل قاسماً مشتركا لتاريخ البشرية جمعاء.

وضمت الجلسة الافتتاحية كلمات للمتحدثين الرئيسيين: الدكتور إيروين اندرياس إيكارت، أستاذة الفيزياء بجامعة كولن بألمانيا: قدم خلالها نبذة تعريفية عن دراسته العلمية بعنوان «مجرة درب التبانة في الثقافة العربية بين القرنين الثامن والخامس عشر الميلادي»، ودور العالم الإسلامي ابن الهيثم في هذا المجال، حيث سيتم عرضها خلال الجلسة الرئيسية الثالثة للمؤتمر.

كما عرض الدكتور جان بيتر هاجين ديك، أستاذ الرياضيات في جامعة أوتر يخت بهولندا، لعدد من الأدوات العلمية التي استخدمت في العصور الوسطى من علماء المسلمين في تحديد الاتجاهات والأبعاد والمواقيت، وأثبتت الدراسات الحديثة دقتها البالغة. وتحدث البروفيسور أنشاري مدير جامعة مينداناو بجمهورية الفلبين، عن دور المسلمين في النهضة المحلية للفلبين ومساهماتهم في مختلف المجالات العلمية والثقافية بها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"