عادي

استشارية الأمراض الجلدية تحذّر من مدّعي الطب مروجي «الوهم»

20:48 مساء
قراءة 3 دقائق

دبي: إيمان عبدالله آل علي

أكدت الدكتورة فايزة آل علي، استشارية الأمراض الجلدية والباثولوجيا، أن مدّعي الطب يروجون لتجارة الوهم، عبر التلاعب بحاجات الناس ومشاعرهم، لبيع منتجات أو علاجات ليست ذات جدوى، عبر منصات التواصل. ومن أبرز العلاجات التي يسوّق لها عن طريق الوهم هي علاجات مشكلات الشعر، كالثعلبة والتساقط والصلع الوراثي. ومن الأمراض التي يستغلونها، كذلك، الصدفية والبهاق والأكزيما. أما أكثر مجالات بيع الوهم، فهي المنتجات التي تروّج على أنها تعالج «تماماً» المشكلات الجلدية، مثل الكلف والحبوب والسيليوليت والتجاعيد. وهناك تجارة حقن الفيلر والبوتكس غير المرخصة، ولا يعلم مصدرها، وممارسة تلك الإجراءات في بيئة غير صالحة، كالشقق والفنادق عن طريق ما يسمى «أطباء الشنطة».

وقالت الدكتورة فايزة: يستغل بعض الخبثاء، حاجة الناس ‏في تسويق علاجات غير طبية وغير معتمدة للأمراض المزمنة، ببعض الخلطات المعدة منزلياً، على غير أسس علمية. ومن جانب آخر يسوقون لبعض المنتجات عن طريق المبالغة في نتائجها بشكل غير منطقي، وغير واقعي، ووصفها بعبارات مثل «الكريم السحري، العلاج النهائي، لا حبوب بعد اليوم، وداعاً للتصبغات وإلى الأبد..»، وغيرها من العبارات المضللة. وغالباً ما تكون مرفقة بصور معدلة لنتائج «قبل و بعد» زائفة.

وأكدت أن هذه التجارة ليست جديدة، فقد راجت في بعض محال العطارة وصالونات التجميل، وبعض المراكز غير المرخصة، ولكن مواقع التواصل أسهمت في نشرها على نطاق أوسع.

سموم

وعن أضرار هذه التجارة، قالت: تفاقم الأمراض إذ إنها لا تعالج بطريقة طبية صحيحة وإنما يلجأ ضحايا هذه التجارة إلى تلك «الخلطات» على أنها بديل أفضل، ومن ثم لا تتحسن الحال، بل تزداد سوءاً في أغلب الأحيان. وبعض تلك «الخلطات» تنتج عنها أعراض جانبية كالتحسس، وبعض المواد تحتوي على عناصر وسموم غير مصرح بها، ما قد يعرض حياة المريض للخطر، والعامل النفسي والإحباط الذي يصاب به المريض بسبب خيبة الأمل واليأس من علاجات لن تجدي نفعاً. وغالباً ما يحاول بائعو الوهم أن يبرروا سبب فشل العلاج، بعدم التزام المريض بالتعليمات، فضلاً عن الخسائر المادية التي يتكبدها الضحايا لشراء تلك «الأوهام» وغالباً ما تكون عبئاً كبيراً.

وأكدت أن انتشار تلك الأكاذيب، بسبب عالم التواصل المفتوح، ويتصدره الكثير ممن لا علم لديهم ولا ضمير، ومهمتهم جعل الناس يتعلقون بحبال الوهم، حتى يشتروا بضاعتهم الزائفة. كما يفسر علماء النفس أن عقل الإنسان أحياناً يرتاح إلى الحلول السهلة، حتى لو يعلم في أعماقه أنها غير واقعية وغير منطقية.

حقوق المريض

وأضافت الدكتورة آل علي: من حق المريض أن يعلم أن الحياة ليست دائماً مشرقة، ووردية، وأن بعض المشكلات الجلدية ليس لها حل نهائي، وللأسف نحن شعوب متلقية فقط، ولا نتأكد من المعلومات ومصادرها. ولا بدّ من توعية المرضى بأن عليهم التحقق من كل معلومة لنقطع الطريق على هؤلاء، لأن المقابل هنا الصحة قبل المال، لذا يجب أن يكون هناك رفع لمستوى الثقافة وضرورة الاستشارة والرجوع إلى المختصين، وعدم الخوض أو الانجراف مع بائعي تلك الأدوية التي لا نعرف عن تركيباتها ولا مصدرها. والواقع أن هيئة الغذاء والدواء، تبذل قصاراها، للحدّ من هذه الظاهرة، ولا تسمح لأي دواء أن يباع أو يروج له إلا بموافقتها. ومحلياً فإن وزارة الصحة تطلق حملات تفتيشية وتبذل كل ما بوسعها لمنعها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"