عادي

«كينجستون».. وجبة شهية على طبق السياحة العالمية

22:16 مساء
قراءة 5 دقائق
حصن هنري التاريخي الوطني
قاعة المدينة وسط كينجستون
جانب من متنزه فرونتيناك الإقليمي
جزر الألف على الجانبين الكندي والأمريكي
مضمار التزلج في وسط مدينة كينجستون
برج مورني التاريخي الوطني
سجن كينجستون الأثري

إعداد: هشام مدخنة

معروفة بين السكان المحليين باسم «لايمستون سيتي»، وهو لقب حصلت عليه من مواد المستخدمة في بناء العديد من المنازل الفخمة التي تعود إلى القرن التاسع عشر. ولدى مدينة «كينجستون» شرقي مقاطعة أونتاريو الكندية الكثير لتُثني عليه أمام المسافرين الدوليين والرحلات اليومية المحلية على حد سواء.

تتمتع «كينجستون» بتاريخ طويل وغني أيضاً، وقد أعطاها موقعها على الطرف الشرقي لبحيرة أونتاريو وبالقرب من مصب نهر سانت لورانس، أهمية استراتيجية هائلة. فكانت المدينة، والتي سُميت آنذاك «كاتاراكي»، بمثابة مركز تجاري وحصن للفرنسيين في سبعينات القرن السابع عشر. وسيطرت من خلالها فرنسا على جميع طرق التجارة المهمة في المنطقة. وبعد 100 عام، انتقلت السيطرة إلى البريطانيين، الذين أعطوا المدينة اسمها الجديد، وأقاموا عليها الكثير من المباني والمتاريس العسكرية التي لا تزال شاهدة إلى يومنا هذا على حقبة تاريخية مضت. من التحصينات التاريخية والمباني العامة إلى القنوات المائية المهمة، التي كانت ذات يوم وسيلة نقل حيوية إلى مدينة أوتاوا ومنها إلى مقاطعة أونتاريو بالكامل. وهي الآن مشغولة بحركة القوارب الترفيهية.

حصن هنري التاريخي الوطني

بحكم موقعه المرتفع على وإطلالته على نهر «كاتاراكي» ونهر «سانت لورنس»، يجب أن يكون موقع حصن هنري التاريخي بالتأكيد على رأس خط سير رحلة «كينجستون» الخاصة بك.

سُمي الحصن على اسم نائب حاكم مقاطعة كيبيك السابق هنري هاميلتون، وتم بناؤه في موقع حصن سابق كان موجوداً خلال الحرب مع أمريكا في عام 1812. وشُيدت التحصينات الرائعة التي تراها اليوم في ثلاثينات القرن الماضي، وقد عملت لعقود على حماية حوض بناء السفن البحرية الملكي في كينجستون.

ومنذ افتتاحه متحفاً في عام 1938، أصبح حصن هنري التاريخي من المعالم السياحية الشهيرة؛ حيث يوفر للزوار طعماً أصيلاً للحياة منذ أوائل القرن التاسع عشر. وتمت إضافة الحصن على قائمة مواقع اليونسكو للتراث العالمي في عام 2007.

استمتع بالعروض والأنشطة الفنية على الطراز الفيكتوري بما في ذلك إعادة تمثيل تاريخية للتدريبات العسكرية وتكتيكات المعارك. إضافة إلى عروض التجارة والحرف التي تُجسد تلك الحقبة من الزمن. وتشمل المزايا الأخرى عروض الموسيقى والمدفعية ومجموعة متنوعة من البرامج الموسمية الممتعة للعائلات والأفراد.

وسط المدينة كينجستون

يسهل المشي والتنزه في وسط مدينة «كينجستون»، فهو مكان رائع لقضاء أمتع الأوقات، مع وجود العديد من أماكن الإقامة المناسبة ذات الإطلالات المائية الفريدة، والتي تقع على مسافة قريبة من مناطق الجذب الرئيسية.

ابدأ استكشافك لوسط المدينة من المنتزه الكونفدرالي المجاور للمياه، ومن خلاله ستجد أشهر المعالم وأكثرها تصويراً وهي «قاعة المدينة». كما تُطل هذه المساحة العامة المفتوحة، والتي تذكرنا بساحات المدينة التقليدية في أوروبا، على ساحة السوق التاريخية، وهي مسرح للعديد من الأحداث على مدار العام، فضلاً عن أسواق المزارعين العادية. وفي أشهر الصيف، تمتلئ الساحة بعروض الأفلام المجانية، بينما توفر حلبة التزلج الكثير من المرح للعائلة شتاءً.

إضافة إلى تجارب التسوق وتناول الطعام الرائعة، تعد منطقة وسط المدينة أيضاً موطناً لعدد من المعالم المهمة الأخرى. ومنها قلعة فرونتيناك، التي يعود تاريخ أجزاء منها إلى زمن الاستيطان الفرنسي في عام 1673، وكاتدرائية سانت جورج الأنجليكانية، وكاتدرائية سانت ماري من منتصف القرن التاسع عشر.

برج مورني التاريخي الوطني

بُني برج مورني عام 1846 على طراز أبراج مارتيلو الشهيرة في جنوبي إنجلترا، وجاء بناؤه رداً بريطانياً على التوترات المتزايدة مع الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك. وهو جزء لا يتجزأ من تحصينات كينجستون لحماية حوض بناء السفن البحري الملكي في المدينة ومينائها، إضافة إلى حماية مستودعات الإمداد ومدخل قناة ريدو.

وتحول البرج في عام 1925 إلى أول متحف في المدينة، ويضم مجموعة رائعة من الأسلحة، بما في ذلك المدفعية الثقيلة، بالإضافة إلى القطع الأثرية والعروض التي تصور الدور الذي لعبه المبنى تاريخياً.

استكشف «جزر الألف»

لطالما كانت «جزر الألف»، على بعد مسافة قصيرة من وسط مدينة كينجستون، نقطة جذب للسياح. وتمتد هذه المنطقة الجميلة على الجانبين الكندي والأمريكي لنهر سانت لورانس العظيم، وتتألف في الواقع من أكثر من 1800 جزيرة من جميع الأحجام، والعديد منها موطن لأكواخ ضخمة تنتمي إلى النخبة الثرية من جانبي الحدود.

تشكلت الجزر من قمم الجبال البالية التي كانت في يوم من الأيام مرتفعة، ويمكن استكشاف القنوات والممرات المائية حول هذه الجزر على متن رحلات القوارب الممتعة، أو حتى بالسيارة في حالة بعض الجزر الكبيرة.

تعد «حديقة جزر الألف الوطنية» مكاناً رائعاً لبدء رحلة استكشاف بعض أشكال الحياة البرية، وهي منطقة نظيفة جداً تضم الخلجان الهادئة، وجزر الجرانيت التي تصطف على جانبيها الأشجار.

ومن هنا، استأجر زورقاً أو قارب كاياك واستمتع بتجذيف هادئ.

كما يمكن استخدام عبّارة «وولف آيلاندر3» الشهيرة، والتي تحظى بشعبية خاصة نهاراً بين المتنزهين.

تم بناء هذه العبارة الضخمة في عام 1976، ويمكنها نقل السيارات والأشخاص إلى جزيرة وولف الخلابة، وهي أكبر الجزر المنتشرة في المنطقة. وهناك العديد من الرحلات البحرية الممتعة تنطلق من «كينجستون» وتسلط الضوء على المناظر الخلابة لجزر الألف.

موقع «بلفيو هاوس»

يعد موقع «بلفيو هاوس التاريخي الوطني»، المنزل السابق للسير جون ألكسندر ماكدونالد، أول رئيس وزراء لكندا، مثالاً حقيقياً شاهداً على فن العمارة في العصر الفيكتوري، وأنماط حياة أغنى مواطني الدولة الوليدة.

بُني في عام 1840، وهو معروف كواحد من أقدم الأمثلة على الهندسة المعمارية للفيلا الإيطالية في البلاد، وتم الحفاظ عليه كما كان عندما أقام فيه ماكدونالدز وعائلته أول مرة.

استمتع عند زيارة هذا النصب الوطني بالمشاركة في جولة إعلامية يقودها مرشد على دراية بأساليب الحياة والتاريخ في ذلك الوقت، فضلاً عن استكشاف المحيط الداخلي والخارجي.

وتضم الحدائق الغنّاء الواسعة، والجميلة بشكل خاص في فصلي الربيع والصيف، عينات تسبق قيام الاتحاد الكونفدرالي للبلاد، كما أن بستان الأزهار الأصلي لا يزال سليماً.

سجن كينجستون الأثري

هو حصن من نوع آخر، صُمم لإبقاء الناس في الداخل بدلاً من الخروج. إنه «سجن كينجستون»، وهو مكان آخر تجب زيارته في المدينة.

تم تشييد السجن شديد الحراسة في عام 1835، وكان حتى وقت إغلاقه في عام 2013 أقدم سجن مستخدم في العالم. والآن تحول السجن إلى متحف شيّق يروي لمحة تاريخية من حياة السجناء، وحراس السجن في القرن التاسع عشر وحتى أواخر القرن العشرين.

يقدم متحف «كينجستون» مجموعة متنوعة من تجارب الضيوف الرائعة، بما في ذلك الجولات الإرشادية التثقيفية بلغات عدة. وتشمل الجولات قبة الزنزانات الرئيسية ومناطق العمل المختلفة، فضلاً عن صالة الألعاب الرياضية والمستشفى.

تذوق الطبيعة في متنزه فرونتيناك الإقليمي

ممتداً على طول منطقة طبيعية فريدة، يقع منتزه «فرونتيناك الإقليمي» في بلدة سيدنهام الصغيرة وعلى بعد 40 دقيقة فقط بالسيارة شمالي كينجستون. وتم تصنيف المنتزه على أنه «بيئة طبيعية»، وهو مكان رائع للزيارة لأولئك الذين يرغبون في تذوق الطبيعة.

وتجعل الغابات المختلطة الواسعة والأراضي الرطبة المكان مثالياً لمجموعة واسعة من المغامرات الخارجية. كما تشمل الأشياء الممتعة التي يمكنك القيام بها رحلات مائية بالقوارب في بحيرات شمال وجنوبي أوتر، والمشي لمسافات طويلة في مسارات المنتزه الممتدة لمسافة 100 كيلومتر، والتخييم في الريف الساحر.

يمكن للزوار أيضاً المشاركة في مغامرات برية محددة، وقد تكون محظوظاً بما فيه الكفاية لرؤية الحياة البرية في منتزه «فرونتيناك»، بما في ذلك الذئاب الرمادية والدببة السوداء والثعلب الأحمر وثعالب الماء.

وتشمل الأنشطة الشهيرة الأخرى صيد الأسماك والسباحة، فضلاً عن الأنشطة الشتوية بما فيها التزلج الريفي على الثلج والمشي بالأحذية الثلجية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"