المصير المشترك

01:03 صباحا
الصورة
صباح الخير

العلاقات التي تربط الإمارات مع مصر تاريخية وثيقة، جمعت القيادتين الشقيقتين، واستندت على أسس من الشراكة الاستراتيجية لتحقيق مصالح الشعبين، وقامت على الثقة والتفاهم والمصير المشترك، كما قامت على الوعي لطبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية التي شهدتها وتشهدها المنطقة، وأهمية التعامل معها بسياسات ومواقف متسقة ومتكاملة لترسيخ الأمن العربي والإقليمي، وهو أمر تسعى القيادتان لإرسائه ويظهر جلياً في اتساق المواقف في مختلف القضايا التي تربط البلدين.
للبلدين حضور ومكانة دولية، لما ما تتميز به السياسة الداخلية والخارجية لكل منهما من توجهات حكيمة ومعتدلة ومواقف واضحة في مواجهة مختلف التحديات الإقليمية المرتبطة بإرساء السلام ودعم جهود الاستقرار في المنطقة والعالم، ومكافحة التطرف والإرهاب ونبذه، ومحاربته في شتى المحافل، كذلك عملهما على تعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات من أجل الإنسانية.
تاريخ العلاقات المصرية الإماراتية يرجع إلى ما قبل العام 1971، الذي شهد قيام دولة الإمارات بقيادة القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي ترك وصية خاصة بمصر قال فيها: «نهضة مصر نهضة للعرب كلهم.. وأوصيت أبنائي بأن يكونوا دائماً إلى جانب مصر.. وهذه وصيتي، أكررها لهم أمامكم، بأن يكونوا دائماً إلى جانب مصر، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب كلهم.. إن مصر بالنسبة للعرب هي القلب، وإذا توقف القلب فلن تكتب للعرب الحياة»، هذا الموقف من القائد المؤسس جاء اقتناعاً راسخاً بمكانة مصر ودورها المحوري في المنطقة، وحمل الأمانة صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وتواصل الزخم الكبير في العلاقات بين البلدين. 
 وشهدت السنوات الماضية تنسيقاً وثيقاً بين البلدين على الصعيد السياسي، خصوصاً حيال القضايا الرئيسية على الصعيدين العربي والدولي، وتعددت لقاءات قيادتي البلدين ومسؤوليها للتنسيق حيال تلك المواقف، وهو ما أظهر نجاحاً كبيراً في العديد من الملفات التي تحظى باهتمام الجانبين.
زيارة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة للقاهرة، بالأمس، ولقاؤه مع عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، أكدت هذا التوجه من خلال تأكيدها العلاقات الأخوية المتجذرة، وسبل تنمية العمل المشترك بين البلدين، بما يحقق مصالحهما المتبادلة، وخلالها أكد صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حرص دولة الإمارات الدائم على التنسيق والتشاور مع مصر، في ما يتعلق بالملفات والأزمات الإقليمية وسبل التعامل معها، كما شدد الرئيس المصري على التزام مصر بموقفها الثابت تجاه أمن الخليج ورفض أية ممارسات تسعى إلى زعزعة استقراره.
ebnaldeera@gmail.com

عن الكاتب: