التأمين تحوّل إلى «نقمة»

01:02 صباحا
قراءة دقيقتين

توفير التأمين الصحي للجميع من مواطنين ومقيمين، نعمة، وفرصة لحصول الجميع على الرعاية الصحية المتكاملة، واطمئنان كبير لعدم تفكير المريض في المبالغ المالية التي ستترتب عليه بعد تلقيه العلاج، وهذا السبب الرئيسي لفرض الدولة قوانين تلزم المؤسسات بتوفير التأمين الصحي لموظفيها، وتوفير الحكومة التأمين الجيد لمواطنيها حتى يتلقوا العلاج في المستشفيات الخاصة، ويقل الضغط على المستشفيات الحكومية. 
ولكن ما يحدث في بعض المستشفيات الخاصة، هو استغلال سيئ للتأمين الصحي، فتحول من نعمة إلى نقمة، وتحديداً تأمين المسنين، خاصة طريحو الفراش، غير الواعين لما يحدث لهم، فتجد سوء استخدام في التأمين، ومن ثم الانعكاس السيئ على صحة المسن، وإفراط في إجراء الفحوص، وإنهاك المريض بها وبالعلاجات، لتسوء حالته بشكل ملحوظ، وتنتكس. 
طريح الفراش يصاب بالتهاب، يذهب إلى مستشفى خاص، فيبدأ المستشفى بإدخاله للعناية المركزة، وإجراء فحوص لا علاقة لها بالالتهاب، للاستفادة من التأمين الصحي، ويبقى في العناية المركزة على الرغم من تحسن الحالة، ليستمر في استغلال بقائه ليلة أخرى، أو ليالي متتالية، والسعي الحثيث من أطباء العناية لعمل ثقوب إضافية في الجسم، وفتحة للتنفس، على الرغم من أن المريض يتنفس بشكل طبيعي، في إجراء ضروري، بحسب ما يقول الطبيب، لمساعدته على إخراج الإفرازات، على الرغم من أن الحالة مستقرة، ويمتلك الرعاية التمريضية وبإمكانهم دعمه. 
ولا تفسير لذلك، إلا من أجل الاستفادة من التأمين، وتلك القصة تكررت مع عدد من المسنين من طريحي الفراش الذين يدخلون المستشفى بثقب واحد في البطن من أجل التغذية، ليخرجوا منه بثقوب عدة، على الرغم من أن دخولهم كان لمجرد الالتهاب، وقد دخلوا مراراً وتكراراً لمستشفيات حكومية بالمرض نفسه، وخرجوا منها بعد تلقيهم العلاج، ودون الحاجة إلى إجراء مزيد من الثقوب في أجسادهم المتعبة، فما تفسير ذلك طبياً؟ 
على الهيئات الصحية التي توفر التأمين الصحي للمواطنين، أن تراقب تلك المستشفيات الخاصة، وتراجع جميع الحالات التي تخضع للعلاج فيها، وترى مدى تطور الحالة وسوئها بعد دخولها مستشفى خاصاً، مقارنة بتلقيها العلاج في مستشفيات القطاع الحكومي، ومحاسبتها على استغلال التأمين الصحي للتربّح، مقابل تضرر المريض وتحديداً من المسنين غير الواعين لما يحدث لهم. 
حديثي اليوم عن تجربة شخصية مررت بها، وسمعت بها مراراً وتكراراً، ولكن لم أعِ حجم المشكلة إلا بعد معايشة الأمر، فسمعت أحاديث غير مقنعة من الأطباء، ومحاولات عدة لعمل مزيد من الثقوب في جسد مريض منهك، من أجل جني مزيد من المال، فلماذا تحولت بعض المستشفيات إلى متاجر ربحية؟ وما السبيل للحد من إساءة استخدام التأمين؟
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"