عادي
اعتبر طموحات الصين تشكل «تحديات لأسس النظام الدولي»

«الناتو» يرصّ صفوفه لمواجهة خطط تفرضها روسيا والصين

01:32 صباحا
قراءة 4 دقائق
بايدن وستولتنبرج (رويترز)
أمين عام «الناتو» ستولتنبرج ورئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيث خلال مؤتمر صحفي مشترك في بروكسل عقب القمة (رويترز)

أعرب قادة دول حلف شمال الأطلسي أمس الاثنين، عن قلقهم حيال طموحات الصين المعلنة وتطوير ترسانتها النووية، ما يشكل «تحديات لأسس النظام الدولي»، وشددوا على أنه لا عودة إلى الوضع الطبيعي ما دامت روسيا تنتهك القانون الدولي، وأعربوا عن ضمان استمرار تشغيل مطار كابول بعد انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان.

تحدي الصين

وقال القادة في البيان الختامي لقمتهم في بروكسل: «طموحات الصين المعلنة وسلوكها المتواصل تشكل تحديات لأسس النظام الدولي المستند إلى قواعد، وفي مجالات لها أهميتها بالنسبة إلى أمن الحلف».

التهديد الروسي

وندد القادة بالتهديد المتنامي الذي يشكله تعزيز الترسانة العسكرية لروسيا، ودعوا موسكو إلى احترام القانون الدولي. وقال القادة ة: «ما دامت روسيا تظهر أنها لا تحترم القانون الدولي ولا تفي بالتزاماتها ومسؤولياتها الدولية، لا يمكن أن يعود الوضع إلى طبيعته».

ضمان تشغيل مطار كابول

وأعلن قادة الحلف أنهم سيضمنون التمويل لمواصلة تشغيل مطار كابول بعد انتهاء مهمتهم العسكرية في أفغانستان، في وقت لاحق هذه السنة. وأعلن الحلف «إقراراً بأهمية مطار حامد قرضاي الدولي من أجل حضور دبلوماسي ودولي دائم، ومن أجل تواصل أفغانستان مع العالم أيضاً، سيؤمّن الحلف الأطلسي تمويلاً في المرحلة الانتقالية لضمان استمرار تشغيله».

إحياء التحالفات

وقررت الدول الأعضاء في الحلف رصّ صفوفها لمواجهة «التحديدات الجديدة» التي تفرضها روسيا والصين، مع رغبة الرئيس الأمريكي جو بايدن في «إحياء» التحالفات. وقال بايدن: «أعتقد أن خلال السنتين الماضيتين، أصبح هناك إدراك متزايد أن لدينا تحديات جديدة. لدينا روسيا التي لا تتصرف بالطريقة التي كنا نأملها، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الصين». وشدد بايدن، قبل بدء القمة، على «الحاجة إلى تنسيق أكبر» بين الحلفاء.

نظرة قلق إلى الصين

وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج: «سنرسل رسالة مهمة إلى موسكو: ما زلنا متحدين وروسيا لن تستطيع تقسيمنا». وتابع: «نحن نشهد زيادة كبيرة في قوة الصين. إنها تستثمر في القدرات النووية والأسلحة المتطورة، ولديها موقف عدائي في بحر الصين ولا تشاركنا قيمنا، كما تظهر حملة القمع في هونج كونج واستخدام تقنية التعرف إلى الوجوه لمراقبة السكان الصينيين».

وأضاف: «الصين تقترب منا في الفضاء الإلكتروني وفي إفريقيا وفي القطب الشمالي. إنها تستثمر في أوروبا للسيطرة على البنى التحتية الاستراتيجية».

لا حرب باردة جديدة

وكانت القمة استمرت ثلاث ساعات قبل أن تعتمد بيانها الختامي الذي لم تخل صياغته من صعوبات، بحسب مفوضين. والنقطتان البارزتان في نقاش القادة، كانتا هما موقف حازم تجاه روسيا، وانفتاح على الحوار معها ومراعاة التحديات التي تفرضها قوة بكين المتصاعدة».

وأوضح ستولتنبرج للصحفيين: «نحن لن ندخل في حرب باردة جديدة، والصين ليست خصمنا وليست عدونا، لكننا بحاجة إلى أن نواجه معاً، كحلفاء، التحديات التي يطرحها صعود الصين على أمننا».

وقال في مقابلة مع صحيفة «دي فيلت» الألمانية قبل القمة: «نلاحظ أن روسيا والصين تتعاونان بشكل متزايد أخيراً على الصعيدين السياسي والعسكري. وهذا بعد جديد وتحد خطر لحلف شمال الأطلسي».

ملاءمة التحالف

وأطلقت خلال القمة أيضاً مراجعة المفهوم الاستراتيجي للحلف الذي تم تبنّيه في 2010، بهدف الاستعداد لمواجهة التهديدات الجديدة في الفضاء والفضاء الإلكتروني.

وكان على الحلف أيضاً أن يضمد الجروح التي تسبب بها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وأصبحت أوروبا أكثر عرضة للخطر بعد انسحاب الولايات المتحدة من معاهدات عدة أبرمت مع موسكو بشأن القوى النووية.

وأخيراً، أدى عدم ثقة ترامب بالأوروبيين إلى تضرر القارة القديمة. وقد سبب رفضه تذكير تركيا بواجباتها، في تفاقم التوتر مع الاتحاد الأوروبي.

وفي مواجهة ذلك، وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وضع التحالف بأنه «في حالة موت دماغي». وأكد ماكرون عشية القمة أنه «يجب على حلف الأطلسي بناء قواعد للسلوك بين الحلفاء».

والتقى ماكرون أمس الاثنين في بروكسل نظيره التركي رجب طيب أردوغان بهدف «توضيح» مسائل عدة في الخلاف الفرنسي التركي خلال الأعوام الأخيرة.

وقال ستولتنبرج: «يجب على الحلف أن يتشاور بوتيرة أكبر وأن يزيد استثماراته». ويقول الأوروبيون إنهم مستعدون لذلك، لكنهم يريدون «اعترافاً كاملاً» بمساهمتهم في الأمن الجماعي، ويطلبون أن يكونوا شركاء في مفاوضات ضبط عملية التسلح، وفق فرنسا.

هناك 21 بلداً من دول الاتحاد الأوروبي أعضاء في حلف الأطلسي، لكن ثمانية فقط منها ملتزمة تخصيص 2% من ناتجها المحلي الإجمالي للإنفاق العسكري، وفرنسا واحدة منها، بخلاف ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا.

أعرب قادة دول حلف شمال الأطلسي أمس الاثنين، عن قلقهم حيال طموحات الصين المعلنة وتطوير ترسانتها النووية، ما يشكل «تحديات لأسس النظام الدولي»، وشددوا على أنه لا عودة إلى الوضع الطبيعي ما دامت روسيا تنتهك القانون الدولي، وأعربوا عن ضمان استمرار تشغيل مطار كابول بعد انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"